منحت سعادة الشيخة هند بنت حمد آل ثاني نائب رئيس مجلس إدارة مؤسسة قطر الرئيس التنفيذي للمؤسسة، جائزة “وايز” للتعليم 2023 إلى سفينة حسين، المؤسس والمدير التنفيذي لمشروع “علم الفتيات” في الهند، لتكريسها 15 عاما في سبيل إنشاء مؤسسة غير ربحية تركز على تمكين المجتمعات من تعليم الفتيات في عدد من القرى النائية في بلادها.
وتعليقا على فوزها بجائزة “وايز” للتعليم 2023، قالت سفينة حسين: "هذا فوز جماعي يشترك فيه كل الذين يسعون من أجل تعليم الفتيات، سواء من الحكومات أو المجتمعات المحلية، أو الناشطين المتخصصين في قضايا تحقيق المساواة بين الجنسين، علاوة على جميع الداعمين لنا"، مضيفة "أنها جائزة لمجموعة من المبادرات التي تنشط في مختلف أنحاء العالم لمواجهة هذا التحدي العالمي، سواء من خلال تبني الحلول المحلية أو الابتكارات القائمة على التكنولوجيا. كما أنها جائزة لكل شخص أو جهة تعمل بلا كلل أو ملل لضمان التحاق كل فتاة في كل قرية بالمدرسة وحصولها على التعليم الجيد".
حل سحري
واعتبرت أن تعليم الفتيات قد يكون الحل السحري لعدد من المشاكل الأكثر تعقيدا في العالم، مشددة على أنه وجب أولا الإدراك جميعا أن التعليم هو حق أصيل لكل فتاة، وهو حق يجب أن يبقى دائما في صدارة أولوياتنا خاصة وأنه أقوى سلاح لتغيير العالم ووضع الحلول لجميع التحديات التي تواجه البشرية، ضاربة المثل بإحدى الفتيات المتسربات من التعليم، والتي عادت إليه بعد انقطاع وواصلت مراحله المختلفة ثم عينت رئيسة لمدينتها وخصصت جزءا كبيرا من ميزانية المدينة لتعليم الفتيات.
سفينة حسين: عدم تعليم الفتيات مرتبط بالفقر وعدم مساواة المجتمع بين الجنسين لذلك يجب تغيير هذه العقلية
وتابعت سفينة حسين، الحاصلة على جائزة “وايز” للتعليم 2023، قولها إن عدم تعليم الفتيات مرتبط بالفقر وعدم مساواة المجتمع بين الجنسين لذلك يجب تغيير هذه العقلية وفتح المجال واسعا أمام الفتيات وتسخير التكنولوجيا لتسهيل الوصول إليهن في المناطق النائية وأماكن النزاعات، مشيرة إلى أنها استطاعت إدراج أكثر من مليون ونصف المليون فتاة ضمن مقاعد الدراسة وأنها تأمل الوصول إلى 10 ملايين فتاة خلال الأعوام القليلة المقبلة معتمدة في ذلك على تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي في تحديد أصول المشاكل التي تواجهها وتقديم خدمات ذات جودة عالية.
وكانت سفينة حسين قد استهلت مسيرتها مع “وايز” عام 2014 بحصولها على إحدى جوائز “وايز”، تقديرا لمبادرتها المتمثلة في إنشاء مؤسسة “علم الفتيات”، التي كانت تبشر يومها بالقدرة على تحقيق تأثير إيجابي والتوسع ضمن مجتمعها.
تجربة مهمة
ومع مرور الوقت، ساعدت المنظمة أكثر من 1.4 مليون فتاة على الالتحاق بالمدارس، ودعمت تعليم أكثر من 1.9 مليون طفل في الهند. وبفضل أسلوب الاستهداف الدقيق للفتيات غير الملتحقات بالمدارس باستخدام الذكاء الاصطناعي، تمكن مشروع “علم الفتيات” من استهداف نفس العدد من هؤلاء الفتيات في غضون 5 سنوات، وهو الهدف الذي قد يحتاج – في غياب هذا الأسلوب - إلى 45 عاما لإنجازه، كما عملت على الحد من مظاهر عدم المساواة والإقصاء في التعليم بين الأجيال من خلال شبكة تضم أكثر من 21 ألف ناشط اجتماعي في المناطق الأكثر تهميشا في الهند.
وتطورت منظمة “علم الفتيات” تحت قيادة سفينة حسين لتتحول إلى قوة عالمية رائدة، تعمل على تسخير التمويل المتوفر للتشجيع على الابتكار في التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي بشكل يساعد على سد الفجوة التعليمية بين الجنسين، وأفضت هذه الجهود إلى إنجاز عالمي توفقت المنظمة في تحقيقه، والمتمثل في تقديم أول “سندات أثر إنمائي” في مجال التعليم بالعالم، كما أصبحت أول منظمة تابعة لـ”المشروع الجريء” (Audacious Project) في قارة آسيا.