بدأت السلطات العراقية، بالتعاون مع أطراف دولية داعمة، عملية إعادة بناء متحف الموصل، واستعادة المدينة مكانتها كمركز حيوي للثقافة في العراق.
وقال الباحث ريتشارد كورين بمؤسسة سميثسونيان الأمريكية، التي تشارك في مشروع تأهيل متحف الموصل، في تصريحات لصحيفة "وول ستريت جورنال"، إن عملية الترميم من الممكن أن تساعد العراقيين في التغلب على الدمار الذي أحدثه تنظيم "داعش" بالمتحف، لافتا إلى أن المشروع الذي يشتمل على عملية إصلاح المبنى المتضرر بشدة، يواجه تحديا آخر، وهو فرز آلاف القطع الأثرية المختلفة التي دمرها مقاتلو التنظيم.
وذكر أن مؤسسة سميثسونيان بواشنطن ومتحف اللوفر الفرنسي وصندوق الآثار العالمي، ومؤسسة أليف السويسرية ستشارك في المشروع الذي شهد حتى الآن تأمين المتحف، وإصلاح سقفه الذي أصابته قذائف الهاون، وغربلة أكوام الحطام، وبداية فرز الأثار قبل اعادتها إلى مكانها.
إلى ذلك، اعتبر باحثون عراقيون في علم الأثار، في تصريحات، عمليات إعادة تأهيل المتحف "أفضل طريقة لإعلان نهاية "داعش"، وبدء فترة جديدة في تاريخ الموصل الحالي، مثلما تعد فرصة لاستعادة هوية المدينة".
وكان تنظيم "داعش" قد هاجم عدة مدن ومواقع تراثية في العراق وسوريا المجاورة، مثل الآثار الرومانية في مدينة تدمر السورية، وتفجير مئذنة المسجد النوري في الموصل التي ظلت صامدة لأكثر من 800 سنة. وعقب سيطرته على الموصل، توجه مقاتلو التنظيم إلى متحف المدينة الذي يعد ثاني أكبر متحف في العراق وموطن القطع الأثرية التي تعود إلى الإمبراطورية الآشورية، وقاموا في فبراير 2015 بتدمير محتوياته غير الإسلامية، التي وصفوها بأنها "أصنام".