دولار أمريكي 3.64ريال
جنيه إسترليني 4.58ريال
يورو 3.8ريال

دراسة تكشف عن مناطق سكنية محددة توفر تقدما أبطأ للعمر

11/12/2023 الساعة 14:04 (بتوقيت الدوحة)
صورة تعبيرية
صورة تعبيرية
ع
ع
وضع القراءة

إن إحاطة أنفسنا بالطبيعة تفعل المعجزات لأجسامنا، ولها تأثير مباشر على الصحة العقلية والأنظمة المناعية للجسم، لدرجة أن بعض الأطباء يصفون الطبيعة حرفيًا كعلاج.

ربما وجد بحث جديد (تم نشره على موقع "ساينس أليرت") تفسيرًا محتملاً لبعض هذه الفوائد، حيث يميل الأشخاص الذين يعيشون في مناطق محاطة بالطبيعة إلى أن تكون أعمارهم البيولوجية أصغر.

يقول عالم البيئة الاجتماعية آرون هيب، من جامعة ولاية كارولينا الشمالية: "كانت هذه الدراسة محاولة لقياس التأثيرات المفيدة للمساحات الخضراء على المستوى الخلوي، ومدى قدرة المساحات الخضراء على المساعدة في تعويض الأضرار البيئية".

وبفحص 7827 شخصًا وبيئاتهم المنزلية، وجد الباحثون أن أولئك الذين يعيشون في مناطق مليئة بمزيد من المتنزهات والحدائق والأشجار وغيرها من النباتات لديهم تيلوميرات (منطقة في تسلسل الحمض النووي مرتبطة بطول العمر) أطول.

وأضاف هيب: "كان هذا صحيحا بغض النظر عن العرق أو الوضع الاقتصادي، سواء كانوا يشربون أو يدخنون".

من المعروف أن المساحات الخضراء تخفف من الضغوط بعدة طرق، تساعد النباتات على حمايتنا وعزلنا عن البيئة، مما يجعل محيطنا أكثر برودة بعدة درجات أثناء موجات الحر، وأنها تقلل من تلوث الهواء والضوضاء، كما تشجع المساحات الخضراء النشاط البدني والتفاعلات الاجتماعية وترتبط بانخفاض خطر الجريمة.

ومع ذلك، في الوقت نفسه، نتعلم مدى اعتماد عقولنا وأجسادنا بشكل جوهري على العالم الطبيعي، وقد أصبحنا أكثر انفصالًا عنه من أي وقت مضى، في الإدراك وكذلك في واقعنا المادي.

من المحتمل أن يكون هذا الانفصال قد أسهم في تدهور العالم الطبيعي من حولنا (الانقراض الجماعي السادس)، حيث فقدنا الوعي بما يجب أن يكون عليه العالم من حولنا، وهو الوضع المرتبط بظاهرة متلازمة خط الأساس المتغير.

في حين أن هذه الظاهرة قد توفر بعض الحماية النفسية على المدى القصير، إلا أنها تشكل أيضًا خطرًا على صحتنا المستقبلية، وتظهر دراسات مثل هذه الآن، التأثيرات المباشرة للانفصال عن الطبيعة على صحتنا أيضًا.

سلطت الدراسة الضوء على آثار عدم المساواة العرقية في الحد من وصول الناس إلى المساحات الخضراء، حيث عاش الأشخاص "البيض" غير اللاتينيين في الدراسة في المناطق الأكثر خضرة، والتي تميل إلى أن تكون أقل تنوعًا عرقيًا.

علاوة على ذلك، فإن التأثيرات ليست واضحة عند النظر إلى النساء وحدهن، مما يشير إلى أن مخاطر الأمراض الإضافية أو الضغوط الاجتماعية الإضافية قد تلعب دورًا أكبر في طول التيلومير.

ويشتبه الباحثون في أن الضغوط التي تسهم بها هذه العوامل الأخرى قد تطغى على الفوائد التي تسهم بها المساحات الخضراء.

وأشار هيب إلى أن "الفضاء الأخضر ذو قيمة كبيرة للمجتمع، لكنه ليس كافيًا للتغلب على العنصرية المنهجية وتأثيرات الفصل الاقتصادي وتحديات العدالة البيئية بمفردها".

وتوصي الدراسة بأنه حتى لو كان الحي يفتقر إلى المساحات الخضراء، يمكننا جميعًا إيجاد طرق لمحاولة إعادة الاتصال بالطبيعة، حتى لو كان ذلك مجرد ملاحظة الحشرات حول المنزل، أو عن طريق إنشاء حديقة على الشرفة.

المصادر

جميع الحقوق محفوظة لمرسال قطر 2024

atyaf company logo