دولار أمريكي 3.64ريال
جنيه إسترليني 4.7ريال
يورو 3.96ريال

حصاد عام 2023.. اكتشافات طبية مهمة تمنح الأمل لملايين المرضى

25/12/2023 الساعة 14:13 (بتوقيت الدوحة)
صورة تعبيرية
صورة تعبيرية
ع
ع
وضع القراءة

شهد عام 2023 الذي يقترب من الرحيل، ظهور العديد من الاكتشافات المثيرة للاهتمام والرائدة، التي ‏كان بعضها ملحوظا بشكل خاص، لتأثيرها المحتمل على الصحة والطب.‏

إتاحة أول علاج جيني قائم على تقنية "كريسبر"

تمت الموافقة على أول علاج جيني قائم على تقنية "كريسبر" في العالم، من قبل هيئات تنظيم الأدوية في بريطانيا في 16 نوفمبر، وبأمريكا في 8 ديسمبر، وهو يعالج مرض الخلايا المنجلية و"الثلاسيميا بيتا، وهي اضطرابات وراثية تؤثر على خلايا الدم الحمراء.

ويتميز الهيموغلوبين الموجود في خلايا الدم الحمراء، بأنه يحمل الأكسجين في جميع أنحاء الجسم، وتؤدي الأخطاء في جيناته إلى تكوين خلايا دم حمراء هشة تسبب نقص الأكسجين في الجسم، وهي حالة تعرف باسم "فقر الدم"، كما يعاني المرضى المصابين بمرض الخلايا المنجلية من الالتهابات والألم الشديد، عندما تشكل الخلايا المنجلية جلطات وتعيق تدفق الدم، بينما يجب على المرضى المصابين بـ"الثلاسيميا بيتا" أن يحصلوا على نقل دم كل 3 إلى 4 أسابيع.

ويعمل العلاج الجيني المعتمد حديثا، والمسمى "CASGEVY"، على تصحيح جينات الهيموغلوبين المعيبة في الخلايا الجذعية لنخاع العظم لدى المريض، لكي تتمكن من إنتاج الهيموغلوبين بشكل فعّال، إذ يتم جمع الخلايا الجذعية للمريض من نخاع العظم، وتحريرها في المختبر، ومن ثم غرسها مرة أخرى في المريض.

ويمكن لعلاج واحد، أن يعالج بعض المرضى مدى الحياة.

الموافقة على أول دواء يبطئ الزهايمر

وافقت إدارة الغذاء والدواء الأمريكية، على أول دواء لمرض الزهايمر، يستهدف أحد الأسباب الكامنة وراء المرض هو "ليكيمبي"، وفي حين أنه ليس علاجا أو يحسن الأعراض في المرحلة المتأخرة من المرض، إلا أنه بعد 18 شهرا من العلاج، قادر على إبطاء تراجع الذاكرة والتفكير بنسبة 30% تقريبا، إذا تم منح الدواء في المرحلة المبكرة من المرض.

ويستهدف دواء "ليكيمبي" لويحات الأميلويد في الدماغ، والتي تعد سمة مميزة لمرض "الزهايمر"، مما يبطئ من تطور المرض.

ولادة فئران من أبوين ذكور دون أنثى

قدم باحثون من اليابان أدلة في مؤتمر علمي، على أنه من الممكن إنتاج فئران سليمة وخصبة، دون الحاجة إلى بويضة من فأرة أنثى.

وتتم العملية أولا بتصنيع البويضات من الخلايا الجذعية المشتقة من خلايا جلد فأر ذكر، ثم يتم تخصيبها بحيوانات منوية لذكر آخر، ثم نقل البويضة المخصبة إلى فأرة أنثى حيث نمت ونضجت.

وعلى الرغم من أن 7 فقط من بين أكثر من 600 جنين مزروع تطورت إلى فئران صغيرة، إلا أن جميعها نمت بشكل طبيعي، وكانت تتمتع بالخصوبة عند الوصول إلى البلوغ.

ولم يُعرف بعد ما إذا كانت صغار الفئران ستتطور تماما، مثل تلك التي وُلدت من خلال التربية التقليدية، إذ لم يتم نشر هذه النتائج بعد في مجلة تمت مراجعتها من قبل النظراء.

يشار إلى أنه حتى الآن، فشل تطبيق خطوات أولية مماثلة على البشر.

أول خريطة لدماغ حشرة

أنتج العلماء أول مخطط كامل لأسلاك دماغ حشرة، قد لا يبدو هذا مثيرا للإعجاب، لكن الدماغ، حتى دماغ ذبابة الفاكهة، يحتوي على شبكات واسعة من الخلايا العصبية المترابطة، التي تسمى الشبكة العصبية.

وحتى الآن، لم يتم رسم خريطة كاملة إلا لأدمغة الدودة المستديرة، والنافورة البحرية، والدودة البحرية، والتي يحتوي كل منها على بضع مئات من الاتصالات فقط.

لكن الخريطة الكاملة للشبكة العصبية ليرقة ذبابة الفاكهة، تكشف أنها تحتوي على أكثر من 3000 خلية عصبية، وأكثر من نصف مليون اتصال بينها.

وقام فريق دولي من العلماء بإعداد خذه الخريطة المعقدة، والتي استغرقت منهم أكثر من 5 سنوات، وعلى الرغم من أن دماغ ذبابة الفاكهة أبسط بكثير من دماغ الإنسان، إلا أن التقنيات التي تم تطويرها ستساعد في رسم أدمغة أكثر تعقيدا في المستقبل.

وتشبه الدوائر العصبية في دماغ ذبابة الفاكهة الشبكات العصبية المستخدمة في التعلم الآلي، ويمكن أن يساعد فهم أوجه التشابه والتعقيدات بين الشبكة العصبية لدماغ الذبابة، في فك رموز كيفية عمل الدماغ البشري وكيفية تطور الأمراض العصبية، كما أنه يمكن أن يؤدي إلى تطوير أساليب جديدة للتعلم الآلي، وأنظمة "ذكاء اصطناعي" أكثر كفاءة.

أسباب ظهور الشيب والشعر الرمادي

أظهر العلماء أنه عندما تتعرض الخلايا المنتجة للصباغ للتعثر، والتي تسمى الخلايا الصباغية، وتصبح في حالة غير ناضجة، فإنها تفشل في تطوير لون شعرها الأشقر أو البني أو الأحمر أو الأسود، وتؤدي هذه الحالة الموقوفة إلى شيب الشعر.

ولاحظ العلماء في جامعة نيويورك الأمريكية، أن الخلايا الجذعية الصباغية المفردة تهاجر لأعلى ولأسفل بصيلات الشعر الفردية للفئران على مدار عامين، ولدهشتهم، اكتشفوا أن الخلايا الجذعية الصباغية يمكنها التحول ذهابا وإيابا من الخلايا الجذعية الرمادية غير الناضجة إلى الخلايا الملونة الناضجة أثناء انتقالها لأعلى ولأسفل خلال دورة حياة الشعر، لكن مع تقدم عمر الشعر، تصبح الخلايا الجذعية للخلايا الصباغية بطيئة بعد دورات متعددة، وتصبح محاصرة بالقرب من قاعدة الشعر كخلايا صباغية غير ناضجة، مع عدم قدرتها على إنتاج أي صبغة، ما يجعل الشعر يتحول إلى اللون الرمادي.

بكتيريا تساعد الخلايا السرطانية على الانتشار بقوة أكبر

وجد علماء أن بعض البكتيريا التي توجد بشكل متكرر في العديد من أورام الجهاز الهضمي، تساعد الخلايا السرطانية بشكل مباشر على تجنب الاستجابة المناعية للجسم.

ولا تتعاون هذه البكتيريا مع الخلايا السرطانية لتعزيز تطور السرطان فحسب، بل تساعدها أيضا على الانتشار بسرعة أكبر، عن طريق تحطيم الأدوية المضادة للسرطان، والتسبب في فشل العلاج.

ويشير هذا البحث إلى أن بعض الأدوية المضادة للسرطان فعالة، لأنها تقتل أيضا البكتيريا التي تعيش في الورم، ومن الممكن أن يفتح فهم كيفية تأثير البيئة الدقيقة للورم على بقائه وتطوره، أبوابا جديدة لعلاج السرطان.

من الأكثر عرضة للإصابة بسرطان البنكرياس.. الإجابة لدى "الذكاء الاصطناعي"

يمكن لأداة جديدة لـ"الذكاء الاصطناعي" التنبؤ بسرطان البنكرياس لمدة تصل إلى 3 سنوات، قبل التشخيص الفعلي للمريض، من خلال تحديد أنماط محددة من الحالات التي حدثت في السجلات الصحية للمرضى.

وقال العلماء بتدريب خوارزمية "الذكاء الاصطناعي" على السجلات الطبية لـ6.2 مليون شخص من الدنمارك على مدار 41 عاما، لاكتشاف الأنماط المخفية في سجلات 24000 مريض أصيبوا في وقت لاحق بسرطان البنكرياس.

وفي السجلات الطبية، يتم تسجيل كل مرض برمز، وقام نموذج "الذكاء الاصطناعي" بتحليل مجموعات رموز الأمراض هذه وتوقيت حدوثها، ومن خلال مقارنة تسلسلات محددة من الحالات التي سبقت تشخيص سرطان البنكرياس، تعلم نموذج "الذكاء الاصطناعي" تحديد الأشخاص الأكثر عرضة لخطر الإصابة بالمرض.

بعد ذلك، اختبر العلماء أداة "الذكاء الاصطناعي"، من خلال تحليلها سجلات ما يقرب من 3 ملايين من قدامى المحاربين الأمريكيين على مدار 21 عاما، وحددت خوارزمية الكمبيوتر بشكل صحيح ما يقرب من 4000 شخص، قبل ما يصل إلى 3 سنوات من تشخيص إصابتهم بسرطان البنكرياس.

ويعد سرطان البنكرياس نادر، لكنه ثالث أكبر سبب للوفيات المرتبطة بالسرطان، ويتسم بأنه مميت للغاية، بسبب اكتشافه بشكل عام في المراحل المتأخرة، عندما يكون المرض انتشر بالفعل إلى مناطق أخرى من الجسم.

 

المصادر

جميع الحقوق محفوظة لمرسال قطر 2024

atyaf company logo