دولار أمريكي 3.64ريال
جنيه إسترليني 4.76ريال
يورو 3.99ريال

يسجل عشرات القصص الإنسانية ويبرزها

حكايا غزة.. محاولة لحفظ ذاكرة القطاع من النسيان

26/01/2024 الساعة 14:58 (بتوقيت الدوحة)
موقع حكايا غزة
موقع حكايا غزة
ع
ع
وضع القراءة

وسط مآسي الحرب وأهوالها، ثمة قصص إنسانية في غزة، تستحق أن تُحفظ قبل أن تعاد روايتها، كي تؤرخ لحقبة ربما هي الأصعب على القطاع وسكانه، منذ أن وطأت أقدام الاحتلال الإسرائيلي أرض فلسطين الغالية.

من هنا جاءت فكرة موقع "حكايا غزة" الإلكتروني، الذي يمثل ذاكرة لحفظ بعض القصص الإنسانية المتناثرة بين ركام المنازل وأطلال الذكريات في القطاع، حيث آلاف القصص للنازحين ولعائلات الشهداء، ومن يعيشون وسط معاناة مستمرة ربما تطول.

مدينة كأي مدينة

يُعرف القائمون على "حكايا غزة" بأنه نافذة الذين تعرضوا لإبادة جماعية على أيدي الاحتلال الصهيوني، ففي صفحة التعريف بالموقع يقولون "هنا فضاؤنا الذي نحفظ فيه روايتنا من طي النسيان وذاكرة المكان من سلب الاحتلال، وتقاريرنا التي وثقنا بها جرائمهم وأدبنا المقهور، والذي كتبناه بماء العيون".

حكايا غزة
لقطة من واجهة الموقع


وفي التعريف بالموقع أيضا كُتب إهداء لروح الشهيد الدكتور رفعت العرعير أستاذ الأدب الإنجليزي في الجامعة الإسلامية، الذي قتلته قوات الاحتلال الصهيوني خلال حرب الإبادة الجماعية على غزة، فقد تأسس هذا الموقع تنفيذا لوصيته، بهدف الحفاظ على رواية قصص غزة وأهلها وحفظها من النسيان، فهو مساحة مفتوحة للكتابة من الجميع.

أما عن رؤية حكايا غزة، فهو يحاول تصحيح الصورة المغلوطة عن قطاع غزة المحاصر منذ سنوات عدة، إذ لا يمكن القول -بحسب القائمين عن الموقع- إن غزة هي المكان الفقير والمحاصر كما صورتها وسائل الإعلام على مر السنين السابقة، فهي "مدينة كأي مدينة أخرى" في العالم، بل فيها "الكثير من الحياة كما الكثير من الموت".

وفي صفحة التعريف كذلك يقول محررو الموقع: "إن واجبنا تجاه حفظ الرواية والذاكرة والمكان يدفعنا إلى خلق هذه المساحة التي سنجعلها مستمرة في التعريف عن كل ما يخص غزة اجتماعيا وثقافيا وأدبيا وتاريخيا وجغرافيا".

بداية الفكرة وتطورها

يقول ياسر عاشور مؤسس حكايا غزة، إن فكرة الموقع تبلورت على مرحلتين، الأولى عندما تم قصف وتدمير مستشفى المعمداني في غزة، والتي راح ضحيتها أكثر من 450 شهيدا، وقتها بحث ياسر عن معلومات حول المستشفى ولم يجد، إذ لم يكن هناك معلومات كافية حول تلك المستشفى، كما كانت أحاديث الشهود العيان قليلة بشأن تلك الأحداث.

المرحلة الثانية -كما يشير- كانت لحظة استشهاد الدكتور رفعت العرعير، أستاذ الأدب الإنجليزي في الجامعة الإسلامية، وأحد أكثر الأشخاص نشاطا في توثيق الرواية الفلسطينية، وتوثيق ما يحدث من جنود الاحتلال في غزة، سواء أثناء الحرب أو قبلها.

يقول عاشور "فكرت بعد ذلك بتحويل مدونتي الشخصية إلى موقع إلكتروني، تحت اسم حكايا غزة، بهدف تجميع قصص وروايات الناس، خلال الحرب بشكل أو بآخر، وإعادة نشرها بعد ضبط تحريري بسيط جدا، لا يغير ولا يؤثر من الرواية".

ياسر عاشور: الموقع ينشر يوميا 5 مواد ما بين شهادة ورواية وتدوينة إضافة إلى محتوى حول غزة

وأضاف: تطور الأمر لاحقا إلى تجميع ما هو أكثر من التدوينات، متمثلا في تجميع وتفريغ شهادات حية بشكل يومي، يصل عددها يوميا إلى أكثر من 5 شهادات، تنشر على الموقع ما بين شهادة ورواية وتدوينة، بالإضافة إلى كتابة وإعداد محتوى حول غزة، ونشرها في قسم يحمل الاسم نفسه.

متطوعون من كل مكان

بحسب ياسر عاشور، يقوم المشروع على عدد من المتطوعين، يتجاوز عددهم 40 متطوعا من دول مختلفة، منها فلسطين والأردن والسعودية ومصر وعُمان ولبنان وجنوب إفريقيا، هؤلاء المتطوعون يعملون على تفريغ وتحرير الشهادات، بالإضافة إلى ترجمتها إلى اللغة الإنجليزية، حيث سيكون هناك واجهة إنجليزية للموقع قريبا.

كما تم إنشاء حسابات لـ"حكايا غزة" على منصات التواصل الاجتماعي المختلفة، وبدأت تلك الحسابات تستقبل تفاعلات جيدة نسبيا، كما بدأ المحررون بالموقع في العمل على تسجيل وتفريغ شهادات "بالصوت"، عبر الاستعانة بمجموعة من المتطوعين أيضا.

ويضم حكايا غزة 4 أقسام رئيسية، هي (شهادات - الحكايا - تدوين - أدب)، إلى جانب قسم للتعريف بالموقع، كما تتوفر إمكانية للزائرين من أجل نشر تدوينتهم، عبر إرسالها مباشرة إلى الموقع، ومن ثم إجازة نشرها لاحقا.

المصادر

جميع الحقوق محفوظة لمرسال قطر 2024

atyaf company logo