ستمنح بطولة كأس آسيا 2023 في قطر الفرصة لأربعة مدربين، ليس فقط من أجل تحقيق المجد القاري بالفوز باللقب فحسب، بل أيضاً لكتابة تاريخ فريد في مسيرتهم التدريبية.
ومع انقضاء دور المجموعات يوم الخميس، فإن الآمال معقودة لدى الرباعي يورجن كلينسمان (جمهورية كوريا) وروبرتو مانشيني (السعودية) وخوان أنطونيو بيتزي (البحرين) وهاجيمي مورياسو (اليابان) على تحقيق إنجاز فريد بعد وصول المنتخبات الأربعة إلى دور الـ16.
فالفوز بلقب النسخة الحالية سيجعل كلينسمان أومانشيني أوبيتزي من بين المدربين الذين فازوا ببطولتين قاريتين مختلفتين، في حين سيجعل فوز مورياسو بالكأس تحقيق حلم له كمدرب بعد أن حققه سابقاً كلاعب مع اليابان.
قاد المدرب الفرنسي روجيه لومير منتخب تونس للفوز بلقب كأس إفريقيا على أرضه للمرة الأولى في تاريخ البلاد وذلك في النسخة التي أقيمت في العام 2004، بعد مسيرة خالية من الهزائم وصولاً إلى الفوز على المغرب 2-1 في المباراة النهائية، وبعد أقل من 4 سنوات على قيادة المدرب ذاته منتخب بلاده فرنسا للظفر بلقب كأس أوروبا 2000 ليعود بالكأس إلى باريس بعد غياب دام 16 عاماً.
كما قاد البرازيلي كارلوس البرتو بيريرا منتخب بلاده للفوز بلقب كوبا أمريكا السابعة عام 2004 بعد تخطي عقبة الأرجنتين في النهائي بركلات الجزاء الترجيحية 4-2، حيث أضاف ذلك الإنجاز إلى لقبيه في قارة آسيا مع الكويت بانتصار على كوريا 3-0 في نهائي نسخة العام 1980، ومع السعودية التي تفوقت في النهائي أيضاً على كوريا بركلات الجزاء الترجيحية في نسخة العام 1988.
ولا يزال بيريرا الذي قاد البرازيل للفوز بكأس العالم 1994 هو المدرب الوحيد حتى الآن الذي توج بلقب كأس آسيا مرتين.
ويملك المدرب الأسكتلندي توم سيرماني في جعبته ثلاثة ألقاب قارية لمنتخبات السيدات حينما قاد منتخب أستراليا للفوز بكأس آسيا عام 2010، وقد سبق له أن حقق بطولة أوقيانوسيا مع أستراليا عام 1994، ثم عاد وكرر الإنجاز ذاته مع منتخب نيوزلندا في العام 2018.
مانشيني وكلينسمان
في قطر، قد يجد المدرب الإيطالي روبرتو مانشيني نفسه في مناخ مثالي لتحقيق لقب قاري مختلف، بعد فوزه بكأس أوروبا عام 2020 مع منتخب بلاده، في حين يتطلع الألماني يورجن كلينسمان بطل العالم عام 1990 كلاعب لتحقيق الإنجاز القاري الآسيوي كمدرب لكوريا ليضيفه إلى إنجازه مع الولايات المتحدة الأمريكية بكأس الكونكاكاف الذهبية عام 2013.
أنطونيو بيتزي
ويطمح الأرجنتيني أنطونيو بيتزي مدرب منتخب البحرين بقيادة الأخير للقب كأس آسيا وإضافة ذلك لإنجازه القاري مع تشيلي حينما توج مع الأخيرة بلقب كوبا أمريكا في العام 2016، بعد تغلبه في المباراة النهائية على رفاق النجم الأرجنتيني ليونيل ميسي بركلات الجزاء 4-2، إثر نهاية الوقتين الأصلي والإضافي بالتعادل 0-0.
هاجيمي مورياسو
في المقابل فإن مدرب اليابان هاجيمي مورياسو أمام حزمة من الأرقام التاريخية التي يسعى إلى تحقيقها، فبالإضافة لحلمه في التتويج باللقب الأول له كمدرب، فإن تعزيز الرقم القياسي للساموراي والظفر بالكأس كلاعب ومدرب يعتبر طموح كبير للرجل البالغ من العمر 55 عاماً.
في عام 1992، كان مورياسو لاعب خط وسط يبلغ من العمر 24 عاماً وشارك في كل مباراة من مباريات كأس آسيا في ذلك العام باستثناء المباراة النهائية التي تم إيقافه بسبب الإنذارات، حيث صنعت اليابان التاريخ بأول لقب لها على الإطلاق بفوزها في النهائي على السعودية 1-0.
مواجهات مبكرة
ومن المفارقة المثيرة، أن دور الـ16 من النسخة الحالية لكأس آسيا قد فرض مواجهات مبكرة بين المدربين الأربعة، حيث يأمل كلينسمان بأول لقب لكوريا منذ العام 1960 حينما يواجه مانشيني مدرب السعودية الفائزة باللقب ثلاث مرات يوم الثلاثاء على ستاد المدينة التعليمية.
بينما يرنو مورياسو لتتبع طموحاته في مواجهة أحلام بيتزي خلال المواجهة التي ستجمع اليابان مع البحرين يوم الأربعاء على ستاد الثمامة.
ومن الممكن أن يلتقي المنتخبان الفائزان في المباراة النهائية للبطولة في العاشر من شهر فبراير المقبل إذا واصلا مشوارهما بعد ذلك بنجاح، وبالتالي الوصول إلى تحقيق إنجاز فريد في مسيرة المدرب الفائز.