أعلن سدرة للطب عن ابتكار بروتوكول علاجي جديد لطفلة رضيعة تعاني من فرط إفراز الأنسولين الخلقي، وذلك في سابقة هي الأولى من نوعها على مستوى العالم حيث تم نشر النتائج في مجلة نيو إنغلاند الطبية المرموقة.
قام بتطبيق البروتوكول العلاجي الجديد فريق من أطباء الغدد الصماء بإشراف البروفسور خالد حسين رئيس قسم الغدد الصماء في سدرة للطب.
وقال البروفسور حسين إن الحالة تعود لطفلة كويتية رضيعة تبلغ من العمر ثلاثة أشهر استقبلها سدرة للطب في أوائل العام الماضي حيث كانت حالتها تتدهور بسبب فرط إفراز الأنسولين الخلقي لديها، وكانت تعاني من نقص حاد في نسبة السكر في الدم.
وأوضح أنه بالرغم من أنه يمكن إدارة الحالة باستخدام الأدوية في بعض الحالات الخفيفة، إلا أنه بالنسبة لمعظم الأطفال، لا يمكن السيطرة على نقص السكر في الدم باستخدام الأدوية التقليدية وفي مثل هذه الحالات، تكون الجراحة لإزالة جزء من البنكرياس أو كله (استئصال البنكرياس) هي الخيار الوحيد ويعد هذا الإجراء كبيرا ويضطر الأطفال بعده أن يعيشوا مع مرض السكري وقصور إفرازات البنكرياس مدى الحياة.
وأشار إلى أنه ولغاية التحكم بانخفاض نسبة السكر في الدم، تم علاج المريضة أولا بالطرق والأدوية الطبية التقليدية بالإضافة إلى مزيج من العلاج بالدكستروز عن طريق الوريد والتغذية المستمرة بأنبوب فغر المعدة، للحفاظ على مستويات مقبولة من الغلوكوز في الدم ولكن بما أن الرضيعة لم تستجب للأدوية التقليدية، فقد كان هناك خطر متزايد لإخضاعها لعملية استئصال البنكرياس حيث كان فريق سدرة للطب حريصا على تجربة طرق أخرى، ولذلك تقرر تجربة بروتوكول علاجي جديد باستخدام عقار الألبيليسيب.
ولفت إلى أن بروتوكول إعطاء الألبيليسيب لرضيعة مصابة بفرط فرز الأنسولين الخلقي هو الأول من نوعه حيث تمت تجربته، في أعقاب تقارير جاءت من حالات سابقة، وتبين أن المرضى البالغين المصابين بسرطان الثدي، والذين يعالجون بنفس الدواء، قد عانوا من ارتفاع مستوى السكر في الدم.
ويشار إلى أن الألبيليسيب هو دواء يستهدف البروتين ويستخدم لعلاج سرطان الثدي واضطرابات النمو الزائد لدى الأطفال حيث ينظم الدواء نمو الخلايا وتكاثرها وتطورها ولكن أحد آثاره الضارة الشائعة هو زيادة تحلل الغليكوجين واستحداث السكر، مما يؤدي إلى إصابة المرضى الذين يتناولونه بارتفاع مستويات السكر في الدم.
وقال البروفسور خالد حسين إن الفريق الطبي تجنب إجراء عملية استئصال البنكرياس التي من شأنها أن تؤثر بشكل كبير على نمو الفتاة الصغيرة وأسلوب حياتها في المستقبل ولذلك كانت الاستراتيجية التي طبقها هي تناول دواء موجود مثل الألبيليسيب، الذي يستخدم لعلاج سرطان الثدي واضطرابات النمو الزائد، وتوظيف آثاره الضارة المتمثلة في ارتفاع السكر في الدم لمعالجة انخفاض مستويات السكر في دمها.
وقد تم إخضاع المريضة الصغيرة لبروتوكول العلاج الجديد وبدأت في غضون ستة أسابيع، تشهد تحسنا كبيرا في مستويات السكر في الدم لديها. كما واصلت الحفاظ على وزن وطول صحيين أي دون التأثير على نموها وخرجت من المستشفى وهي تعاني من انخفاض طفيف في مستويات السكر في الدم، وكانت إدارة حالتها تتطلب تناول الطعام عن طريق الفم كل ثلاث ساعات وجرعتين من الدواء يوميا.
ومن جهتها قالت الدكتورة إيابو تينوبو كارش الرئيس التنفيذي لسدرة للطب إن هذه هي المرة الأولى في العالم التي يتم فيها إعادة تصميم دواء لعلاج الانخفاض الحاد في مستويات السكر في الدم لدى الأطفال الرضع.
وذكر سدرة للطب أن الطفلة المريضة قد عادت إلى الكويت، ومستويات السكر في دمها مستقرة حاليا وهي تواصل تناول عقار الألبيليسيب يوميا عن طريق الفم مع متابعة منتظمة من فريق سدرة للطب لمراقبة تقدمها، وقد أشار الفريق إلى أنها لم تعان من أي آثار جانبية حتى الآن.