اكتشفت دراسة علمية جديدة من الدنمارك، أن البدء في التدخين، والتدخين مدى الحياة، من الممكن أن يزيد من كمية الدهون الخطيرة في البطن وخاصة "الدهون الحشوية"، وهي النوع الموجود داخل البطن المرتبط بزيادة خطر الإصابة بأمراض القلب والسكري، والسكتة الدماغية والخرف.
وتوفر هذه الدراسة، المنشورة في مجلة "الإدمان"، تحت عنوان "تقدير العلاقة السببية بين التدخين والسمنة في منطقة البطن عن طريق العشوائية المندلية"، دليلا قويا على أن التدخين يمكن أن يسبب زيادة هذا النوع من الدهون.
ويشير المؤلف الرئيسي للدراسة، الدكتور جيرمان كاراسكيلا، وهو عالم الأوبئة والأستاذ المساعد في معهد كارولينسكا في السويد، إلى أن التحليل الإضافي أظهر أن الزيادة قد تكون في "الدهون الحشوية".
وتعتبر "الدهون الحشوية" غير مرئية، وهي تحيط بأعضاء الجسم داخل البطن ومن الطبيعي والصحي أن تشكل "الدهون الحشوية" نحو 10% من إجمالي الدهون في الجسم، وفقا لـ"كليفلاند كلينيك"، ورغم ذلك، فإن الكثير من "الدهون الحشوية" يمكن أن تسبب الالتهابات، ما يسهم في الإصابة بالأمراض المزمنة.
وللوصول إلى هذه النتيجة، أجرى فريق الدراسة تحليلا إحصائيا يسمى "العشوائية المندلية"، لمعرفة ما إذا كان التدخين يسبب زيادة الدهون في الجسم، وتوفر طريقة التحليل الإحصائي هذه دليلا وراثيا على أن سلوكا معينا يسبب بالفعل التأثير الملحوظ.
وفي البداية، نظر العلماء إلى الدراسات الجينية (شملت 1.2 مليون فرد بدأوا التدخين، وأكثر من 450 ألف شخص كانوا مدخنين مدى الحياة) لتحديد الجينات المرتبطة بالتدخين وتوزيع الدهون في الجسم، ثم تمكنوا بعد ذلك من استخدام هذه المعلومات لمعرفة ما إذا كان الأشخاص الذين لديهم الجينات المرتبطة بالتدخين، لديهم أيضا توزيع مختلف للدهون في الجسم.
وإلى جانب ذلك، فقد سعى العلماء إلى استبعاد العوامل الأخرى التي قد تؤثر على النتيجة، مثل تعاطي الكحول وسلوك المخاطرة واضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه والحالة الاجتماعية والاقتصادية.
وفيما يرى أستاذ طب القلب والأوعية الدموية في جامعة غلاسكو في اسكتلندا، نافيد ستار، أن الدراسة الجديدة "تمت بشكل جيد، وقدمت دليلا قويا على أن التدخين وزيادة الدهون في البطن لهما علاقة سببية، وليس مجرد علاقة ارتباطية، إلا أنها ليست نهائية تماما".