وصف الأمين العام لمنظمة الدول المصدرة للنفط "أوبك"، هيثم الغيص، اليوم الأحد، أن الدعوات المنادية بالتخلي عن النفط "مغلوطة وغير واقعية".
وتابع أن "النفط يعد دون مبالغة عصب الحياة الحديثة، ويشكّل نحو 31% من مزيج الطاقة العالمي".
وأشار الغيص إلى أن "التصدّي للدعوات المطالبة بالتخلي عن النفط يأتي كجزء من الجهود التوعوية التي تقوم بها "أوبك" بشكل مستمر، والتي تشمل أيضا إنتاج مواد مصورة ومنشورات بلغات مختلفة، مثل الإنجليزية والعربية والألمانية والإسبانية والفرنسية والفارسية وغيرها، بهدف رفع مستوى الوعي والإدراك في جميع أنحاء العالم حول أهمية النفط، ومدى خطورة تلك المطالب والدعوات".
وبشأن أبرز القطاعات التي ستتأثر باختفاء النفط، أوضح الأمين العام لـ"أوبك" أن "التأثير سيمتد ليشمل وسائل النقل سواء كانت جوية أو بحرية أو برية ومركبات الطوارئ مثل سيارات الإسعاف وإنتاج الأغذية وتغليفها وتخزينها إضافة إلى الأدوية ومعدات المستشفيات والمستلزمات الطبية".
وتابع أن "التأثير السلبي لاختفاء النفط سيطول مصادر الطاقة المتجددة، مثل صناعة توربينات الرياح وألواح الطاقة الشمسية، لأن إنتاجها مرتبط بمنتجات نفطية وبطاريات أيونات الليثيوم للسيارات الكهربائية، فضلا عن عدم إمكانية إنتاج مواد النظافة مثل الصابون ومعجون الأسنان".
كما أكد الأمين العام للمنظمة أن "اختفاء النفط ستكون له تداعيات كارثية، مثل فقدان الملايين لوظائفهم، وكبح جماح الإنتاج الصناعي في العالم والنمو الاقتصادي العالمي، كما سيفاقم من أزمة فقر الطاقة في دول كثيرة حول العالم، في وقت يفتقد فيه الملايين لأبسط الاحتياجات الكهربائية، مثل الإضاءة"، وفق قوله.
من ناحية أخرى، توقع الغيض أن "يتضاعف حجم الاقتصاد العالمي عن مستواه الحالي بحلول عام 2045، وأن يرتفع الطلب على الطاقة بمقدار 23%، وسيصل الطلب العالمي على النفط إلى مستوى 116 مليون برميل يوميا بحلول عام 2045".
ولفت إلى أن هناك سيناريو آخر في توقعات "أوبك"، يفيد بأنه من الممكن أن يصل الطلب العالمي على النفط إلى مستوى 120 مليون برميل يوميا بحلول عام 2045، مشددا في هذا السياق على أنه "يجب تأمين استثمارات كافية لتوفير هذه المستويات الهائلة للطلب على الطاقة والنفط".
وتابع أنه "من أجل تأمين الإمدادات اللازمة من النفط يجب ضخ نحو 14 تريليون دولار أمريكي لاستثمارها في مختلف أنشطة الصناعة النفطية بحلول عام 2045، وهذا سيعزز من أمن الطاقة، كما سيساعد في تطوير التقنيات المطلوبة لخفض الانبعاثات".