يتداول بين النساء حديث شائع عن ازدياد الوزن بعد استعمال حبوب منع الحمل، فما مدى صحة هذا الاعتقاد؟
وفقا لموقع درجز.كوم فإن حبوب منع الحمل هي حبوب تحتوي على هرمونات اصطناعية مثل البروجستيرون والإستروجين، وتستخدم لعدة أسباب بالإضافة إلى تنظيم الحمل، مثل تنظيم الدورة الشهرية وتخفيف آلامها وتقلصاتها، وتقليل أعراض التهاب بطانة الرحم ومتلازمة تكيس المبيض (PCOS)، وتقليل الأعراض المرتبطة بالاضطراب ما قبل الحيض (PMDD).
أجريت عدة أبحاث لدراسة العلاقة بين استخدام وسائل منع الحمل وزيادة الوزن، وأظهرت إحدى تلك الدراسات، التي نشرت في مجلة السمنة (Obesity journal) عام 2020، أن وسائل منع الحمل التي تحتوي على الإستروجين والبروجستيرون قد تسبب زيادة في نسبة الدهون بالجسم لدى الأشخاص الذين يحاولون خسارة وزنهم.
ووفقا لمراجعة بحثية نشرت في مكتبة كوكرين The Cochrane Library، فقد اكتسبت المشاركات أقل من كيلوغرامين خلال فترة تتراوح بين 6 إلى 12 شهرا من استخدام حبوب البروجستيرون خاصة.
ومع ذلك، هناك دراسات أخرى توضح النقيض من ذلك، وفقا لدراسة أجريت في عام 2014، نشرت في مجلة صحة المرأة Journal of Women’s Health ، فإن حبوب منع الحمل لا ترتبط بتغير الوزن لدى النساء على المدى القصير.
أسباب زيادة الوزن
تعتبر زيادة الوزن مشكلة معقدة وبالرغم من أن بعض النساء فعلا قد يعانين من زيادة في الوزن بعد استخدام حبوب منع الحمل، فإنه من الصعب تعميم ذلك، حيث تعود أسباب الزيادة في الوزن إلى عوامل متعددة منها ما يلي:
1- التغيرات الهرمونية
تحتوي حبوب منع الحمل على عدة هرمونات صناعية والتي بدورها تسبب تغيرات في الشهية، مما يجعل النساء يشعرن بالرغبة في تناول الطعام بشكل زائد عما يفعلن عادة، وبالتالي فهذا قد يؤدي إلى زيادة استهلاك السعرات الحرارية مما يؤدي إلى زيادة الوزن.
2- احتباس السوائل
قد تسبب وسائل منع الحمل احتباس السوائل لدى بعض النساء مما يؤدي إلى زيادة مؤقتة في الوزن نتيجة لذلك.
3- التغيرات في عملية الأيض
بعض التغيرات الهرمونية الناجمة عن استخدام موانع الحمل قد تؤثر على عملية الأيض في الجسم مما يؤثر على طريقة معالجة الجسم للسعرات الحرارية وتخزين الدهون.
4- الفروق الفردية
تتفاوت طريقة استجابة الأجسام لوسائل منع الحمل بناء على عدة عوامل، بما في ذلك الوراثة ونمط الحياة وعمليات الأيض والسمنة، مما يؤثر على استجابة الجسم لتنظيم النسل والأعراض الجانبية المصاحبة لذلك.
5- نوع وسيلة منع الحمل
تختلف وسائل منع الحمل في تأثيرها على الوزن تبعا لأنواعها، فمثلا تزيد موانع الحمل التي تحتوي على البروجستيرون فقط (مثل إبرة ديبو بروفيرا أو اللولب الهرموني الذي يحتوي على بروجستيرون) من الوزن بشكل أكبر مقارنة بحبوب منع الحمل المركبة.
6- عوامل نمط الحياة
تلعب التغيرات في نمط الحياة دورا أساسيا في زيادة الوزن، بما في ذلك نوعية النظام الغذائي وأنواع التمارين الرياضية. فإذا تبنت السيدة نظاما غذائيا غير صحي أو توقفت عن ممارسة التمارين الرياضية بعد التوقف عن استخدام وسائل منع الحمل، فإن ذلك قد يؤدي إلى زيادة في الوزن.
كيف يمكن السيطرة على الوزن أثناء استخدم حبوب منع الحمل؟
وفقا لموقع هيلث لاين، فعليكِ مراعاة بعض الإرشادات في حال بدأتِ في استخدام حبوب منع الحمل، منها ما يلي:
1- انتظري بعض الوقت
تنتج الزيادة الطفيفة في الوزن مباشرة بعد البدء استخدام موانع الحمل نتيجة لاحتباس الماء، وليس زيادة الدهون الفعلية، وغالبا ما يكون احتباس هذه السوائل مؤقتا يختفي مع مرور الوقت.
2- مارسي الرياضة بشكل أكبر
تساعد ممارسة التمارين الرياضية بشكل متكرر مع مراعاة تناول نظام غذائي صحي ومتوازن في التخلص من الوزن الزائد الذي قد يكتسب بعد البدء في استخدام حبوب منع الحمل.
3- قومي بتغيير حبوب منع الحمل
تحدثي مع طبيبك إذا كنتِ قلقة بشأن زيادة الوزن فقد يجد لك الطبيب حبوبا أخرى تحتوي على جرعة أقل من هرمون الإستروجين حتى لا تؤثر على شهيتك أو وزنك.
بعض التأثيرات الجانبية الأخرى لاستخدام وسائل منع الحمل
بينما تؤثر حبوب منع الحمل على هرمونات جسم المرأة، تنتج عن ذلك عدة آثار جانبية تؤثر على الجسم بشكل عام، وتتضمن ما يلي:
تأثير حبوب منع الحمل على صحة القلب والأوعية الدموية
تشير إحدى الدراسات التي نشرت في مجلة طب القلب والأوعية الدموية إلى أن بعض مستخدمات حبوب منع الحمل قد يعانين من ارتفاع شديد في ضغط الدم أثناء استخدام هذه الحبوب أو بعد التوقف عن استخدامها، مما قد يشكل تهديدا للحياة في بعض الحالات.
تأثير حبوب منع الحمل على البشرة
وجدت بعض الدراسات أن حبوب منع الحمل تقلل من حب الشباب، وبالمقابل تشير دراسات أخرى إلى أن زيادة الهرمونات الناتجة عن استخدام هذه الحبوب يمكن أن تسبب حب الشباب.
التأثير السلبي على الجهاز العصبي المركزي
تشير إحدى الدراسات التي نشرت في مجلة "فرونتيرز ان ملوكيلور بيوسينس" (Frontiers in Molecular Biosciences) إلى أن حبوب منع الحمل التي تحتوي على الإستروجين يمكن أن تتسبب في إصابة النساء بالصداع النصفي، ويرجع ذلك إلى تأثير هذه الهرمونات الجنسية على الخلايا المحيطة بأعصاب الدماغ والأوعية الدموية المتصلة في الرأس.
تأثيرات على الجهاز الهضمي
بالإضافة إلى أن حبوب منع الحمل قد تزيد من الشهية، فإنها أيضا قد تسبب الشعور بالغثيان والانتفاخ في كثير من الأحيان.
تأثيرات على صحة الجهاز التناسلي
رغم أن حبوب منع الحمل تستخدم لعلاج بعض الحالات المرتبطة بالجهاز التناسلي لدى النساء، فإنها بالمقابل قد تكون سببا لبعض الحالات المرضية الاخرى مثل تهيج المهبل، والنزيف بين الدورات الشهرية، وألم الثديين.