بدأت اليوم، فعاليات النسخة الخامسة من القرية المهنية التي ينظمها مركز قطر للتطوير المهني بمدينة كيدزانيا الترفيهية، بالشراكة مع وزارة التربية والتعليم والتعليم العالي وبالتعاون مع العديد من الوزارات والمؤسسات والجهات العاملة بالدولة.
يشارك في نسخة هذا العام التي تستمر ثلاثة أيام، ممثلون عن القطاعات الاقتصادية والأمنية والعسكرية، والعلوم والتكنولوجيا، والتعليم، والمال والأعمال، والطاقة، والتصنيع، والاتصالات، والنقل، والصحة، والإعلام، وخدمات الصيانة والهندسة، والبيع بالتجزئة، والضيافة، والسياحة، بالإضافة إلى الجهات الموجودة في كيدزانيا والتي تقدم أنشطة تفاعلية للطلاب والطالبات من جميع مدارس الدولة للتعرف على المهن المتوافرة.
وتهدف القرية إلى غرس ثقافة مهنية بين طلبة المدارس الثانوية في دولة قطر عبر توفير تجربة تعليمية ترفيهية تتجاوز الحدود التقليدية للتعليم والتدريب، وبما ينسجم مع أهداف استراتيجية التنمية الوطنية الثالثة التي تسعى إلى سد الفجوة بين مخرجات نظام التعليم والاحتياجات المتغيرة والديناميكية لسوق العمل في الدولة، وبناء كوادر بشرية وكفاءات مستعدة للمستقبل.
وتتيح القرية الفرصة للطلبة لمعايشة واستكشاف المهن على أرض الواقع، والتواصل مع محترفين حقيقيين، واكتساب مهارات ومعارف حول مختلف المجالات المهنية المتنوعة، وتعريف الطلبة بالمهارات العملية والمعرفة الضرورية لسوق العمل المتطور في دولة قطر، والمسارات المهنية التي يمكن أن يخدموا الدولة من خلالها، حتى يتمكنوا من اتخاذ قرارات أكاديمية ومهنية مستنيرة في وقت مبكر.
كما تهدف القرية إلى تثقيف أولياء الأمور ومقدمي خدمات التوجيه والإرشاد المهني بالفرص المهنية المتنوعة ومساراتها المتاحة أمام الشباب لتعزيز قدرتهم على اتخاذ قرارات سليمة تستند إلى معلومات موثوقة، وتقديم خدمات توعوية شاملة حول التوجيه والتطوير المهني لطلبة المرحلة الثانوية عبر الجلسات الإرشادية التفاعلية التي يقدمها الخبراء المهنيون خلال الفعاليات، بحيث يتكون لدى الطلبة فهم أعمق حول دور خدمات التطوير المهني في تطورهم الشخصي والمسارات المهنية المحتملة المتاحة أمامهم.
وتعد القرية المهنية بمثابة منصة للتواصل والتعاون بين الطلبة وأولياء الأمور والمعلمين وخبراء سوق العمل، يسهل من خلالها الوصول إلى فرص التدريب والإرشاد والتطوع والتدريب الداخلي في المؤسسات، وغيرها من الفرص التي تسهم في تيسير وإثراء عملية انتقالهم من الحياة الأكاديمية إلى سوق العمل.
وبهذه المناسبة، أكد السيد عبدالله المنصوري مدير مركز قطر للتطوير المهني على أهمية هذه الفعالية السنوية التي تهدف إلى إكساب الشباب والفتيات الخبرات العملية اللازمة لاستكمال حياتهم العلمية والمهنية والتعرف على قطاعات الدولة المختلفة، مشيرا على أن القرية المهنية تضم مجالات متعددة للعمل بما يساعد الشباب على بلورة فكرهم تجاه أي من القطاعات المشاركة.
وبين المنصوري في تصريح صحفي على هامش الافتتاح أن هذه النسخة تعقد بالشراكة مع وزارة التربية والتعليم والتعليم العالي ومدينة كيدزانيا الترفيهية وبالتعاون مع العديد من جهات ومؤسسات الدولة وتقام على مدى ثلاثة أيام وتحظى بإقبال كبير، حيث تم تخصيص اليوم الأول للبنين واليوم الثاني للبنات وفي يومها الأخير طلبة المدارس الدولية ومدارس القطاع الخاص، مشيرا إلى أن القرية المهنية تضم أكثر من 30 جهة ومؤسسة تنتمي لـ 12 قطاعا، بالإضافة إلى المنصات والمؤسسات الموجودة داخل كيدزانيا التي توفر الحيوية والترفيه للطلبة والتواصل أكثر مع الجهات المشاركة.
وتابع المنصوري أن المبنى والمكاتب الموجودة في المدينة الترفيهية ساعد كثيرا في إخراج هذا الحدث كجولة تفاعلية للطلبة من خلال المشاركات والفعاليات التي تتضافر جميعا لتزويدهم بالخبرات المطلوبة والتوعية اللازمة لاستكمال حياتهم العلمية، لافتا إلى أن هذه الفعالية تستهدف جمهور المدارس والمرشدين الأكاديميين على اختلاف تخصصاتهم وأنها تضم عددا من العاملين في المؤسسات المشاركة الذين يطلعون الزوار على تجاربهم الشخصية وآلية التواصل مع مسؤولي المؤسسات المتواجدة في الحدث.
وأوضح أن اختيار كيدزانيا لاستضافة هذا الحدث يرجع لكونها بيئة تعليمية قريبة من الواقع، يمكن للصغار فيها تمثيل حياة الكبار وأداء أدوارهم واكتساب خبرات جديدة، وممارسة العديد من الأنشطة والمهن كالطبيب، ورجل المطافئ ومضيف الطيران ومهن أخرى كثيرة، وهو ما يساعده على اكتشاف اهتماماته والتعرف على المهن المختلفة.
من جانبه، عبر السيد عمر عبدالعزيز النعمة وكيل الوزارة المساعد لشؤون المدارس الخاصة بوزارة التربية والتعليم والتعليم العالي عن سعادته بالشراكة مع مركز قطر للتطوير المهني في هذه الفعالية السنوية الهامة التي تضم معظم وزارات ومؤسسات دولة قطر في مكان واحد؛ بهدف توعية أبنائنا الطلبة معبرا عن فخره بالتطور الكبير الذي تشهده مختلف الوزارات والمؤسسات الحكومية والجامعات المشاركة في الفعالية والعروض المتميزة التي تقدمها لتوعية هؤلاء الطلبة.
ونوه بأن التوعية المهنية سلسلة متعددة الحلقات يبدأ فيها الطالب التعرف على كيفية إعداد الفكرة الأساسية لبناء خريطة مستقبله بمعاونة المعنيين في المدارس، لاسيما المسؤولين عن الإرشاد الطلابي والمعلمين وصولا إلى اختيار ما يحقق طموحه العلمي والعملي ويفيد وطنه ومجتمعه، مشيرا إلى أن الجهات المشاركة تقوم بدور كبير في تعزيز المعرفة والتوعية لدى الطلاب في كل مجال يريدون الاتجاه نحوه.
وقال السيد عمر النعمة إن القرية المهنية نموذج مصغر لتحديد مستقبل الطالب واختيار المجال الذي يرغب العمل فيه سواء قطاع الغاز أو القطاع الصحي أو الطيران وغير ذلك من قطاعات العمل بالدولة، مشيرا إلى أن هذه القرية المهنية تبرز دور كل قطاع من القطاعات المشاركة والخدمة التي يقدمها والتوجه الذي يسير فيه والاحتياجات المستقبلية للدولة ككل.
ويتمكن زوار القرية المهنية من طرح أسئلة حول المهن التي تمثلها المؤسسات والجهات المشاركة، وسيتعرف الشباب على التخصصات التعليمية التي تقودهم إلى المسارات المهنية المتاحة أمامهم.
وتتضمن القرية المهنية هذا العام مجموعة من المعارض التفاعلية الخاصة بالهيئات والمؤسسات المشاركة التي تقدم أنشطة تفاعلية ترشدهم حول مختلف المهن ومتطلبات العمل، مما يساعدهم في تحديد مساراتهم المهنية المستقبلية بناء على معلومات حقيقية وموثوقة، ومناطق التعلم التجريبي التي تنظم أنشطة عملية ومحاكاة تقدم تجربة فريدة لمختلف المسارات المهنية، مما يعزز خبرة المشاركين وحس الفضول المهني لديهم، وورش العمل والجلسات التفاعلية التي يقدمها نخبة من الخبراء من مجالات متنوعة وحول مواضيع مختلفة، من تطوير المهارات الشخصية والتعرف على قيم العمل إلى مناقشة المعلومات الخاصة بقطاع اقتصادي معين.
