قال الدكتور عمر الأنصاري رئيس جامعة قطر إن الاستثمار في العنصر البشري هو العنصر الأساس في تحقيق الطموحات واستدامة التنمية، لافتا إلى أن الجامعة تستشعر دورها بوصفها داعما قويا للتنمية المستدامة لدولة قطر من خلال إعداد شباب قادرين على المشاركة بهمة وعزيمة في بناء مجتمعاتهم، والتفاعل مع قضايا أمتهم مدفوعين بقيم الأخوة والحق والعدالة.
وأضاف في كلمته التي ألقاها في حفل التخريج اليوم، أن جامعة قطر رفدت سوق العمل القطري حتى اليوم بما يزيد على خمسة وستين ألفا من الكفاءات البشرية الشابة التي ساهمت ولا تزال تساهم بفاعلية في مسيرة الوطن التنموية الطموحة، وذلك في إطار دورها الأساسي والتزامها بتقديم تعليم عالي الجودة وأبحاث ذات أثر نوعي مرتبطة بالتنمية الوطنية.
وأوضح الأنصاري أن المكانة البارزة التي تبوأتها دولة قطر إقليميا ودوليا في ظل القيادة الحكيمة وفي إطار المبادئ التي تبناها الآباء المؤسسون، تضع على عاتق الجامعة مسؤولية كبيرة تعيها وتفخر بها.
رؤية واضحة
ونوه إلى أنه من خلال رؤية ورسالة واضحة ونموذج تعليمي مؤسس على منظومة من القيم العليا، وإطار مؤهلات علمي يعتمد أعلى المعايير الأكاديمية، أثمر ذلك تخريج أفراد يتمتعون بتكامل الشخصية وتوازنها في مجالات المعارف والمهارات والكفاءات وبالالتزام العميق بالإتقان والنزاهة والمسؤولية المجتمعية، وهو ما جعل خريج جامعة قطر عنصرا فعالا ومؤثرا في محيطه قادرا على التفاعل بإيجابية مع تحديات العالم الحديث ورافعا اسم وطنه في المجتمع وفي العالم أجمع.
د. عمر الأنصاري: الجامعة على أعتاب تطبيق خطة الجامعة الاستراتيجية للمرحلة المقبلة
وأضاف رئيس جامعة قطر أن الجامعة على أعتاب تطبيق خطة الجامعة الاستراتيجية للمرحلة المقبلة (2023 - 2027) ، والتي طورت لتكون متناغمة ومتكاملة مع استراتيجية التنمية الوطنية الثالثة لدولة قطر، لافتا إلى أنها ضمت غاياتها الاستراتيجية التعلم وبناء الإنسان، والبحوث والاستجابة للتحديات الوطنية، والتنمية المجتمعية والاقتصادية، والمنظومة والثقافة المؤسسية.
وأوضح أن الجامعة قد حققت كثيرا من الإنجازات على مختلف الصعد، وحصلت على العديد من الكراسي العلمية من خلال شراكات واتفاقيات مع مؤسسات محلية وإقليمية وعالمية.
وقال: "إنه في إطار جهود الجامعة المستمرة في دعم توجهات الدولة الاستراتيجية والاقتصادية وتوفير الكفاءات المحلية؛ أطلقت جامعة قطر خلال العام الأكاديمي عددا من البرامج الأكاديمية لتلبية احتياجات سوق العمل في الدولة، منها: كلية علوم الرياضة، التي نأمل أن تكون مرجعا علميا وبحثيا وأكاديميا في مجال الرياضة وعلومها وداعما رئيسا لجهود الدولة في هذا المجال".
الجامعة تبوأت موقعها ضمن أفضل الجامعات في المنطقة والعالم
وبين أن الجامعة تبوأت موقعها ضمن أفضل الجامعات في المنطقة والعالم، موضحا أن ذلك جاء بمشاركة اثنتي عشرة كلية وما يزيد على تسعين برنامجا أكاديميا، والكثير من الاعتمادات الأكاديمية البرامجية والمؤسسية وشهادات الجودة التي حققتها الجامعة، وبحضور أرقى الكفاءات الأكاديمية والبحثية، والدعم اللامحدود من مجلس أمناء جامعة قطر.
وقال الدكتور الأنصاري مخاطبا الخريجين:" أتقدم إليكم بأصدق التهاني والتبريكات بمناسبة تخرجكم، فاليوم تقطفون ثمار جهودكم وتفانيكم في الجد والاجتهاد على مدار سنوات دراستكم، وها أنتم تستعدون لدخول عالم جديد مليء بالتحديات والفرص، ضعوا نصب أعينكم أن التخرج ليس نهاية الطريق، بل هو بداية رحلة جديدة من النمو والتطور الشخصي والـمهني".
مواكبة التطور
ودعا الأنصاري الطلبة إلى مواصلة الاجتهاد والتفاني والتعلم المستمر واكتساب المهارات في عالم متغير، ومواكبة التطور الـمتسارع في مختلف المجالات، والمثابرة لتحقيق الأهداف والطموحات الشخصية والمهنية والإقبال على طرح الأفكار الإبداعية بشجاعة، مضيفا "ولتكن رحلتكم بعد التخرج مليئة بالإنجازات والنجاحات".
وثمن الأنصاري جهود أولياء أمور الخريجين على الدعم والتشجيع الذي قدموه لأبنائهم ولا سيما خلال فترة دراستهم الجامعية، مؤكدا أن تخرج أبنائهم ليس إنجازا شخصيا لهم فحسب، بل هو إنجاز لأولياء الأمور كذلك، ويفخر به المجتمع كله، معربا عن تقديره لجهود أعضاء هيئة التدريس والموظفين وجميع العاملين في الجامعة على كل ما قدموه للطلبة خلال رحلتهم التعليمية ومساهمتهم في نجاحهم ودعمهم لرسالة الجامعة في إعداد جيل متميز ومبدع ومبتكر وريادي قادر على الإسهام بفاعلية في بناء مستقبل مستدام.
بدوره، قال الخريج محمد ثامر محمد جبر آل ثاني خلال إلقائه كلمة خريجي الدفعة السابعة والأربعين "إن مرحلة التخرج جاءت بعد سنوات مضت بفرحها وتعبها، حتى وصلنا إلى هذه اللحظة التي تشهد ميلاد دفعة جديدة من أبناء جامعتنا العريقة، حاملين تطلعاتنا وآمالنا نحو فصل جديد من فصول حياتنا".
وأوضح أن جامعة قطر، رسمت خارطة طريق تلبي أولويات التنمية الوطنية، فكانت خير مثال على تطبيق الرسوخ العلمي والتنوع المعرفي في تخصصات العلم وفروع التكنولوجيا، وحقول الآداب والفنون التي جعلت من دولة قطر قبلة للعلماء والمبدعين.