ضمن الفعاليات الثقافية المصاحبة لمعرض الدوحة الدولي للكتاب في نسخته الثالثة والثلاثين الذي يقام تحت شعار "بالمعرفة تبنى الحضارات"، عقدت ندوة بعنوان "هوية وذاكرة المكان" على المسرح الرئيسي بالمعرض.
حضر الندوة سعادة الشيخ عبدالرحمن بن حمد آل ثاني وزير الثقافة، وجمع من المثقفين وجمهور معرض الكتاب.
وشارك في الندوة كل من المهندس والمصمم المعماري إبراهيم الجيدة والفنان والكاتب محمد علي عبدالله، وأدارها الدكتور علي عبدالرؤوف خبير التخطيط العمراني.
وسلط المهندس إبراهيم الجيدة في مداخلته الضوء على التطور الحضري في قطر منذ اكتشاف النفط ، حيث استعرض مجموعة نادرة من الصور الفوتوغرافية والرسومات والمخططات المعمارية وتناول التغيرات المعمارية التي حدثت في الدوحة في العقود الثلاثة، حيث شهد كل عقد أحداثا ساهمت في تطور المدينة.. لافتا كذلك إلى حركة العمران خلال الستينيات والتي أسماها "الديكو العربي" وهو طراز معماري خاص يظهر في كثير من المباني في قطر.
ومن جهته قدم الفنان محمد علي عبدالله عرضا تقديميا يحتوي على مجموعة من الصور التي تظهر أنماط العمارة المختلفة من عمارة القلاع والحصون والعمارة السكنية وكذلك عمارة المساجد والمباني الأخرى من قصور وبيوت وأهم الذكريات التاريخية التي ارتبطت بهذه الأماكن.
في سياق متصل أقيمت ندوة بعنوان (جماليات المدن) ضمن فعاليات المعرض شارك فيها كل من المهندس محمد حسن النعيمي مدير بلدية الوكرة، والمهندس جاسم الفخرو مدير مشاريع في فريق تجميل المدن بهيئة الأشغال العامة "أشغال"، وسلمان المالك فنان تشكيلي وأدارها الكاتب جمال فايز.
وأكد النعيمي في مداخلته امتلاك مدينة الوكرة كافة المقومات التي أهلتها للحصول على لقب المدينة الصحية، حيث جاء بعد التخطيط السليم وتنفيذ المتطلبات ضمن استراتيجية قطر 2030 لتوفير الرعاية الصحية للجميع، موضحا أن مفهوم الوكرة مدينة صحية لا يقتصر على القطاع الصحي، بل هو منظومة متكاملة من المعايير والخدمات والمبادرات التي تحسن الجودة والنمط المعيشي لكافة أفراد المجتمع، من جميع النواحي الصحية والاجتماعية والبيئية والاقتصادية، وتتضمن: زيادة المسطحات الخضراء، وتوفير مضامير المشي، والمحافظة على المباني التراثية، وإحياء الأسواق، ووجود المجمعات وغيرها.. مؤكدا ضرورة التطوير الدائم للخدمات التي تحافظ على كون المدينة صحية.
بدوره تحدث المهندس جاسم الفخرو عن الإجراءات التي تعزز جمال المدن.. موضحا أن هيئة الأشغال العامة من خلال فريق التجميل تسعى إلى تعزيز المشهد الثقافي في قطر وإضفاء لمسات فنية مميزة في مناطق مختلفة بالدولة من خلال دمج الأعمال الفنية في الشوارع والأماكن العامة، في نفس الوقت خلق مدن صديقة للبيئة فيها الاستدامة والتطوير الحضري.
واستعرض أهم المشاريع التي قامت بها الهيئة في ذلك وأبرزها وسط الدوحة، والحدائق وخاصة ما تم تنفيذه من حدائق مكيفة، فضلا عن الأعمال الفنية التي زينت مدينة الدوحة.
من جهته تناول الفنان سلمان المالك في مداخلته تجميل مدينة الدوحة بالأعمال الفنية التي تعزز الرؤية الجمالية وتنمي الذائقة الفنية للمتلقي، حيث تم تدشين أعمال ما بين مجسمات وزخارف وخطوط وأعمال فنية متنوعة ترتقي بجماليات الطرق والمحاور الرئيسية في قطر.
يشار إلى أن معرض الدوحة الدولي للكتاب في دورته الثالثة والثلاثين يشهد مشاركة 515 ناشرا من 42 دولة، وتحل سلطنة عمان ضيف شرف المعرض الذي يتضمن مجموعة كبيرة من الفعاليات الثقافية والفنية المصاحبة. ويستمر حتى 18 مايو الجاري في مركز الدوحة للمعارض والمؤتمرات.