شدد الدكتور ماجد بن محمد الأنصاري المتحدث الرسمي لوزارة الخارجية على ضرورة إيقاف ما يجري في قطاع غزة فورا وليس في قادم الأيام، داعيا المجتمع الدولي إلى تحمل مسؤولياته ومواجهة كل جريمة من الجرائم التي ترتكبها سلطة الاحتلال على حدة.
ونوه إلى أن التصعيد في رفح غير مقبول ويساهم بشكل مباشر في توسيع دائرة العنف واستهداف المدنيين وإطالة أمد الكارثة، مشيرا إلى إحصائيات وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" التي قالت إن هناك أكثر من 900 ألف شخص فروا إلى رفح جنوبي القطاع بسبب العمليات العسكرية، فضلا عن العمليات في جباليا وتدميرها واستهداف المدنيين فيها بشكل مباشر، لافتا في هذا الإطار إلى نزوح الفلسطينيين الثالث والرابع في إطار هذا التصعيد فقط.
وجدد الدكتور الأنصاري خلال الإحاطة الإعلامية الأسبوعية التي تنظمها وزارة الخارجية التأكيد على أن أي تصعيد على قطاع غزة يعطل جهود إنهاء الأزمة، لافتا إلى أن الوضع هناك وصل إلى ما أسماه "قاع الكارثة الإنسانية"، معربا عن أسفه "بأن هذا القاع يستمر بالانخفاض، يوميا"، مشددا على أنه يجب عدم ترك مساحة للجانب الإسرائيلي عسكريا على الأرض لفعل ما يريد.
وفيما يتعلق بدور الميناء البحري في إدخال المساعدات إلى قطاع غزة، نبه الدكتور ماجد بن محمد الأنصاري إلى تأكيد دولة قطر الدائم ومنذ اليوم الأول للحرب أنه لا بديل عن فتح جميع المعابر وعدم إغلاقها بأي شكل، فمن الناحية الإجرائية واللوجستية نقل المساعدات عبر البر هو الطريق الأمثل لدخول أكبر كم منها وبشكل دائم، وأن كل السبل الأخرى سواء الجو أو البحر هي أقل كفاءة.
قطر دعمت كافة أشكال دخول المساعدات إلى القطاع وضمان استمراريتها
ونوه في هذا السياق إلى أن دولة قطر دعمت كافة أشكال دخول المساعدات إلى القطاع وضمان استمراريتها، لافتا في الوقت ذاته إلى رفض دولة قطر القاطع لتهجير الفلسطينيين القسري من أراضيهم وهو الموقف الذي تتشاركه مع معظم دول العالم المحبة للسلام، ورفضها أن تكون هناك نكبة ثانية للشعب الفلسطيني عبر ترحيله خارج أرضه، بأي شكل من الأشكال.
وعن تعليقه على تحرك المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية لإصدار مذكرات اعتقال بحق رئيس الوزراء الإسرائيلي ووزير دفاعه، وثلاثة من قيادات حماس بتهم ارتكاب "جرائم حرب"، أوضح المتحدث الرسمي لوزارة الخارجية أن مثل هذه المواقف تتطلب النظر إليها في إطارها العام وهو عدم سكوت المجتمع الدولي على ما يحدث من عنف تجاه المدنيين، لافتا إلى أن دولة قطر أكدت منذ اليوم الأول للحرب رفضها لأي استهداف للمدنيين، والتزامها الدائم بدعم القانون الدولي وجميع الاتفاقات الموقعة عليه، ودعمها لمبادئ المساءلة والعدالة في المجتمع الدولي بشكل عام، وضرورة عدم استباق الأحداث فيما ستقرره المحكمة بشأن هذه الطلبات، منبها في الوقت ذاته إلى أن دولة قطر ليست طرفا في نظام روما الأساسي للمحكمة الجنائية الدولية.
موقف قطر ثابت بضرورة وقف الانتهاكات في الضفة الغربية التي تعرض كل المنطقة لتداعيات خطيرة جدا
وعن تطورات الأوضاع في الضفة الغربية بين الدكتور الأنصاري أنه قبل أحداث 7 أكتوبر وبداية الحرب على القطاع كانت الانتهاكات مستمرة وواضحة لحقوق الإنسان وأمام القانون الدولي، مع تجاهل عالمي لمأساة الشعب الفلسطيني بشكل عام، مضيفا أنه إذا كان الوضع المتأزم والكارثة الإنسانية والجرائم المستمرة في قطاع غزة تحتل نصيب الأسد من الاهتمام فإن موقف قطر ثابت بضرورة وقف الانتهاكات في الضفة الغربية التي تعرض كل المنطقة لتداعيات خطيرة جدا فيما يتعلق بأمن المنطقة، فالشعب الفلسطيني في الضفة يعاني يوميا من انتهاكات واعتداءات المستوطنين، بل والدولة بأجهزتها المختلفة.
وأكد الدكتور ماجد بن محمد الأنصاري المتحدث الرسمي لوزارة الخارجية على ضرورة أن يقف المجتمع الدولي أمام الوضع في الضفة الذي لا يمكن ربطه بما جرى في 7 أكتوبر ، فهذه الانتهاكات والاعتداءات يقصد منها إضعاف إرادة الشعب الفلسطيني، وإضعاف حالة الصمود والبقاء وهذا الأمر أثبت فشله تاريخيا في تحقيق مراد المحتل، موضحا أن الشعب الفلسطيني، ليس استثناء في ذلك، فهو يقاوم ويثبت وجوده على أرضه منذ يوم الأول للاحتلال الإسرائيلي، وأن مثل هذه المحاولات المتكررة في إضعاف الحالة الفلسطينية لن تبوء إلا بالفشل، وبمزيد من التحديات الأمنية لإسرائيل، منبها في الوقت نفسه إلى ضرورة عدم السماح لإسرائيل باستغلال انشغال العالم بما يجري في قطاع غزة لارتكاب مزيد من الانتهاكات في الضفة الغربية وبقية الأراضي الفلسطينية.
وفيما يتعلق بمساعي دولة قطر لإعفاء مواطنيها من تأشيرة الدخول لدول منطقة شنغن دون شروط، أوضح الدكتور ماجد بن محمد الأنصاري أن هذه مسألة ما زالت في إطارها الإجرائي من قبل الاتحاد الأوروبي، والجهاز الدبلوماسي القطري يعمل على مختلف المستويات في هذا الإطار، لضمان تحقيق أكبر قدر ممكن من الاتفاقيات التي تضمن سهولة الانتقال والحركة للمواطن القطري في الخارج، مشددا على أن جواز السفر القطري يتمتع بمكانة دولية عالية، والمواطنون القطريون يتحركون بأريحية في كثير من دول العالم، وأن الجهود مستمرة لتعزيز مكانة الجواز القطري لأن ذلك ضمن أولويات وزارة الخارجية.
واستعرض الدكتور ماجد بن محمد الأنصاري المتحدث الرسمي لوزارة الخارجية جهود الوزارة ومسؤوليها ولقاءاتهم واجتماعاتهم ومشاركاتهم في الفعاليات الإقليمية والدولية والبيانات التي أصدرتها الدولة نتيجة بعض الأحداث الطارئة ومنها: انطلاق أعمال منتدى الأمن العالمي، وإلقاء معالي الشيخ محمد بن عبدالرحمن بن جاسم آل ثاني رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية كلمته الافتتاحية، وكذلك لقاء معاليه بعدد من الوزراء والمسؤولين الدوليين والأمميين.
وتطرق الدكتور الأنصاري إلى جولة سعادة السيد سلطان بن سعد المريخي وزير الدولة للشؤون الخارجية في عدد من دول أمريكا الوسطى مثل هندوراس ونيكاراغوا والدومينيكان، حيث سيجري عددا من اللقاءات والمشاورات السياسية، كما استعرض جهود سعادة السيدة لولوة بنت راشد الخاطر وزير الدولة للتعاون الدولي بوزارة الخارجية وافتتاحها أعمال الحوار الاستراتيجي رفيع المستوى بين دولة قطر ومكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، ولقاءاتها الثنائية مع عدد من المسؤولين العراقيين واللبنانيين وزيارتها المرتقبة إلى السويد وبروكسل للمشاركة في مؤتمر حول دعم سوريا والمنطقة.
واستعرض الدكتور الأنصاري جهود دولة قطر في المساعدات الإنسانية بوصول طائرة مساعدات في إطار الجسر الجوي للأشقاء في قطاع غزة، تحمل 40 طنا ليبلغ بذلك مجموع الطائرات 96 طائرة حملت 4766 طنا حتى الآن، وبالنسبة لأفغانستان، وصلت الطائرة الخامسة إلى هناك تحمل 42 طنا من المساعدات الغذائية والمستلزمات الطبية ليصل إجمالي المساعدات 167 طنا.
وذكر الدكتور الأنصاري بعدد من البيانات التي أصدرتها دولة قطر هذا الأسبوع، منها بيان يدين بشدة دعوة وزير إسرائيلي لتفعيل الاستيطان، ومنع المساعدات الإنسانية عن قطاع غزة، وآخر يدين وبشدة محاولة اغتيال رئيس وزراء سلوفاكيا، وثالث أدان بشدة محاولة الانقلاب في الكونغو الديمقراطية.
وكان الدكتور الأنصاري قد استهل الإحاطة الإعلامية بتقديم التعازي للجمهورية الإسلامية الإيرانية حكومة وشعبا في وفاة فخامة الرئيس الدكتور إبراهيم رئيسي وسعادة السيد حسين أمير عبد اللهيان وزير الخارجية والمسؤولين المرافقين لهما، إثر تحطم المروحية التي كانوا يستقلونها الإثنين الماضي، مشيرا إلى برقيات التعازي التي قدمها سمو أمير البلاد المفدى، وسمو نائب الأمير، ومعالي رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية الذي أجرى كذلك اتصالا هاتفيا بوزير الخارجية الإيراني بالوكالة.