استضافت مكتبة قطر الوطنية، اليوم، ندوة بعنوان: الأنماط الثقافية والأبعاد الإنسانية لعملية التوثيق، بمشاركة أكاديميين وباحثين وخبراء في مجالات اللغة والبيئة والإعلام والتنمية البشرية والتخطيط الاستراتيجي وشؤون الأسرة.
الكاتب والإعلامي الدكتور عبدالله فرج المرزوقي، استهل الندوة بمداخلة عن التوثيق وجماليات اللغة العربية، أوضح فيها أهمية التوثيق في رصد التحولات في الواقع التاريخي، ودعا إلى الالتزام بقواعد اللغة وجماليات التعبير والدقة في اختيار المفردات ودلالتها، وضبط الكتابة والإملاء ومراعاة علامات الترقيم والمحسنات البديعية والبلاغة، لتحقيق الهدف من التوثيق.
ومن جانبه، استعرض الدكتور محمد بن سيف الكواري الخبير والمستشار في مجال البيئة، محطات بارزة في تاريخ العلوم في الثقافة العربية والإسلامية، في مجالات الطب والفلك والكيمياء والفيزياء، لافتا إلى دور التوثيق في حفظ هذه العلوم والمعارف ووصولها إلى الزمن الحاضر.
وشدد الكواري على أن التوثيق عملية تكاملية، وليس مبادرة فردية فقط، مما يتطلب جهودا مؤسسية تشارك فيها المكتبات ومراكز الأبحاث، ودعا إلى الاستفادة من العلم والتكنولوجيا والاتصالات المعاصرة لتعزيز مهمة التوثيق في كل المجالات.
ومن جانبه، تحدث السيد جابر الحرمي رئيس تحرير صحيفة الشرق القطرية، عن التوثيق باعتباره وسيلة لحفظ ذاكرة وطن وذاكرة أمة. وقال إننا نعيش مرحلة مهمة من التطور في مختلف القطاعات في السياسة والاقتصاد والثقافة والعلوم والإعلام، تتطلب توثيقا لحفظ هذه الجهود، من خلال دعم المبادرات الفردية وتكامل الأدوار وإيجاد عمل مؤسسي في قطاع التوثيق بمشاركة كل الأطراف والمؤسسات، مشيرا إلى توظيف الطفرة التكنولوجية والمعلوماتية لتطوير نماذج وأساليب وطرق وأدوات عملنا التوثيقي.
وبدورها دعت الدكتورة بثينة حسن الأنصاري، خبيرة التنمية البشرية والتخطيط الاستراتيجي، في كلمتها بالندوة إلى ضرورة استلهام رؤية قطر الوطنية 2030 لتحقيق أهداف التنمية المستدامة في بناء اقتصاد المعرفة، ومن أهم ركائزه البنية التحتية، والتكنولوجيا والتعليم، وتوثيق التجارب والدراسات، مشيرة إلى تفعيل دور التوثيق كعامل أساسي في نجاح الخطط التنموية للدولة.
وأكدت أهمية الدقة في التوثيق وصحة المعلومات، ودعت إلى الاستفادة من الرقمنة وأدواتها، ودمج المناهج التعليمية في عملية التوثيق، إلى جانب دور الشراكات مع المؤسسات الدولية لتعزيز تجربة التوثيق، وتجديد التشريعات والقوانين لمواكبة التغيير، وتعزيز دور الإعلام.
ومن جانبها ألقت الدكتورة شريفة نعمان العمادي، المدير التنفيذي لمعهد الدوحة الدولي للأسرة، الضوء على دور برامج المعهد في دعم التماسك الأسري، من خلال البحوث والدراسات والاستبيانات والمقابلات، واعتماد سياسات تحقق التوازن بين ضرورات العمل والتزامات الأسرة، ومعالجة الانحرافات السلوكية.. مشيرة إلى أهمية التوثيق في بناء القدوة عبر التوثيق لشخصيات ذات أثر إيجابي في المجتمع، إلى جانب عمل تقارير حول موضوعات محددة تهم المجتمع ودراسات بواسطة باحثين موثوقين.