في الوقت الذي أفل فيه نجم بطولة "السوبر ليغ" مؤقتًا بعد حالة التضييق الشديد التي فرضها الاتحاد الأوروبي لكرة القدم عليها، باتت هناك حالة من الشكوك حيال مستقبل بديلتها كأس العالم للأندية 2025 والتي ستقام بالولايات المتحدة الأمريكية.
وسيشارك في النسخة الجديدة من مونديال الأندية 32 فريقًا لأول مرة يمثلون الاتحادات القارية الستة المنضوية تحت لواء الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا".
كأس العالم للأندية 2025.. تضارب مواعيد وانتقادات للتوقيت
آخر الأنباء تحدث عن تداخل في توقيت بطولة كأس العالم للأندية 2025 مع الكأس الذهبية التي تُعتبر البطولة القارية لدول أمريكا الشمالية والكاريبي، والاتفاق الحالي جرى مؤخرًا بإقامة مونديال الأندية في ولايات الساحل الشرقي لأمريكا، بينما ستُقام مباريات الكأس الذهبية في ولايات الساحل الغربي.
ليست هذه البطولة الوحيدة التي ستتداخل في توقيتها مع مونديال الأندية المقبل، بل إن الأسبوع الماضي شهد حالة من البلبلة والأنباء المتضاربة حول إمكانية تأجيل كأس الأمم الأفريقية 2025 المُقامة الصيف المقبل بالمغرب إلى شتاء 2026 لتفادي هذا التداخل، لكن الرد كان واضحًا من المغرب أن البطولة ستُقام في موعدها صيفًا كما هو مخطط بما يتناسب مع تخطيط البلد المستضيف للاستفادة القصوى منها.
وما بين هذا وذاك كان ريال مدريد يعبّر بصورة غير رسمية عن عدم رضاه عن الشكل الجديد الذي ستُقام عليه كأس العالم للأندية وذلك عبر تصريحات أفصح عنها مصدر لصحيفة "ريليفو" الإلكترونية، وهو المصدر الذي وصف فيه ما يحدث بأن الفيفا "ستقتل اللاعبين!".
لم ينفِ الريال ما ورد في "ريليفو"، وهو أمر منطقي في الوقت الحالي مادام لم يعرف الميرينغي ما سيحصده من أرباح بالضبط من تلك البطولة التي ستتسبب مبدئيًا في فقدان لاعبي الريال لأي فرصة للراحة على مدار 11 شهرًا كاملًا مع بدئه لموسمه مبكرًا بكأس السوبر الأوروبية أمام أتالانتا في 14 أغسطس/ آب المقبل ليستمر موسم النادي الملكي حتى 13 يوليو/ تموز من العام التالي في حالة وصوله لنهاية المشوار في كأس العالم للأندية التي تُقام على مدار شهر كامل.
ريال مدريد لم يكن أول مَن انتقد توقيت البطولة، فرابطة اللاعبين المحترفين (FIFPro) لم تسرب معلومات لمصدر إعلامي، بل انتقدت التوقيت علنًا في بيان لها صدر قبل أكثر من شهر مؤكدة أن فيفا لا يهتم لراحة اللاعبين ويضاعف من ضغط المباريات عليهم بشكل يفوق الاحتمال.
وبالحديث عن الأرباح فقد نشرنا تقريرًا مفصّلًا يتنبأ بجوائز مونديال الأندية 2025 التي لا يُعرف بعد كم ستبلغ بعد عدم صدور أي بيان رسمي من الاتحاد الدولي لكرة القدم فيفا في هذا الصدد.
2001 تلوح من جديد؟ أم أن الأمور مختلفة؟
والحقيقة أن الفيفا صار متأخرًا في الإعلان عن عديد التفاصيل لتلك البطولة الوليدة، فلا أحد يعرف حتى الآن في أي المدن والاستادات ستُقام كأس العالم للأندية ولو أن هذا لا يمثل مشكلة كبيرة في بلد ضخم التجهيزات كالولايات المتحدة، ولا أحد يعرف شعارًا للبطولة أو ناقلًا رسميًا لها مع وجود عرض وحيد لها حتى الآن من جانب شركة "أبل" الأمريكية الشهيرة بلغ مقداره 1 مليار دولار أمريكي، بينما كان فيفا قد كشف في وقتٍ سابق عن توقعاته أن تربح البطولة 4 مليارات دولار من البث ما يكشف تناقضًا كبيرًا بين التوقعات والمعروض.
الأمر اللافت كذلك أن فيفا لم يُعلن بعد عن رعاة كأس العالم للأندية 2025 التجاريين بعيدًا عن رعاته المعتادين، إلى جانب أنه لم تُطرَح بعد تذاكر البطولة، ولو أنه أمر منطقي بالنظر لعدم اكتمال عقد الفرق المتأهلة ومن ثم منح فرصة عادلة لجماهير كل الأندية في التسابق على التذاكر المطروحة التي وضع فيفا رابطًا للتسجيل وانتظار أي جديد بخصوصها فور الإعلان عنها ضمن تقرير صدر مؤخرًا عبر موقعه الرسمي في الأول من هذا الشهر تحت عنوان "كل ما تريد معرفته عن كأس العالم للأندية".
لكن هذا التقرير لم يضع سوى معلومات مكررة عن الفرق المتأهلة وطريقة تأهلها وشكل البطولة المكونة من 8 مجموعات وأن الولايات المتحدة هي المستضيفة، لكنه لم يتطرق إلى أي من المعلومات الغامضة إلى يومنا هذا.
يُذكر أن كأس العالم للأندية كانت قد تعرضت للإلغاء في نسخة من نسخها وتحديدًا النسخة الموسعة الأولى لها في عام 2001 والتي كان يُفترض إقامتها بالملاعب الإسبانية، لكن شركة (ISL) المديرة للبطولة كانت قد أفلست وهي الشركة التي تأسست من جانب فيفا وشريكتها "أديداس" لكن الديون كانت قد تراكمت عليها، ومن ثم تم تأجيل البطولة إلى عام 2003 ثم إلغاؤها قبل عودتها بهيكلة صغرى في عام 2005.
المثير أن رئيس الفيفا آنذاك سيب بلاتر كان قد صرح عقب تأجيل البطولة أنه قد تم اتخاذ هذا القرار لعدة أسباب منها توقيتها الذي لا يناسب الرزنامة سواء المحلية أو الدولية، بالإضافة إلى الأزمات الاقتصادية التي تمر بها دول بعض الأندية المشاركة ناهيك عن حالة عدم الاستقرار التي يمر بها السوق التجاري ما يصنع صعوبات كبيرة في بيع نسخة 2001 إلى الرعاة وشبكات البث التليفزيوني، وهي أسباب ربما تشبه نوعًا ما الظروف المحيطة بالبطولة الحالية ولو أن هناك فارقًا ضخمًا بأنه لا توجد شركة مثل ISL قد أعلنت إفلاسها أو ما شابه.
لذلك ما زالت فرصة إقامة كأس العالم للأندية 2025 هي الأكبر، لكنه أمر غير معتاد من الفيفا أن يتأخر الإعلان عن عدة تفاصيل مهمة كبرى بخصوص البطولة، وما علينا سوى متابعة ما ستسفر عنه الأمور في الأشهر القادمة.