شيَّع "حزب الله"، الأربعاء، القيادي البارز في الحزب طالب سامي عبد الله (الحاج أبو طالب)، الذي قُتل في غارة إسرائيلية على بلدة جويا بقضاء صور جنوبي لبنان مساء الثلاثاء.
وهتف مئات المحتشدين، في باحة عاشوراء بضاحية بيروت الجنوبية: "الموت لإسرائيل.. الموت لأمريكا"، وحملوا أعلام "حزب الله" وصور عبد الله.
وخلال التشييع، توعد رئيس المجلس التنفيذي في الحزب هاشم صفي الدين إسرائيل بقوله: "إذا كان العدو (الإسرائيلي) يصرخ ويئن مما أصابه في شمال فلسطين، فليجهز نفسه للبكاء والعويل".
وأضاف: "جوابنا الحتمي بعد استشهاد أبو طالب أننا سنزيد من عملياتنا شدة وبأسا وكما ونوعا، ولينتظرنا العدو في الميدان".
وشدد على أن "العدو لم يتعلم من كل التجارب التي مضت حينما يعتقد أن اغتيال القادة يضعف المقاومة، لكن التجربة أثبتت أنه كلما استُشهد من القادة، ازدادت المقاومة ثباتا ورسوخا".
ومساء الثلاثاء، أطلقت مسيّرة إسرائيلية صواريخ على منزل في بلدة جويا (على بعد 25 كلم عن الحدود مع إسرائيل)، مما أدى إلى مقتل عبد الله و3 من عناصر الحزب.
وعبد الله قيادي بارز لا يقل أهمية عن القيادي وسام الطويل التي اغتالته إسرائيل في يناير الماضي، حيث نشر الإعلام الحربي، التابع للحزب صورة، تجمعهما سويا بلباس عسكري، وأخرى تجمعه مع قائد "فيلق القدس" بالحرس الثوري الإيراني الراحل قاسم سليمان.
وردا على اغتيال عبد الله، أطلق "حزب الله" ما لا يقل عن 170 صاروخا على إسرائيل، وهو الهجوم الأكبر منذ بدء المواجهات بينهما في 8 أكتوبر الماضي، حسب رصد مراسل الأناضول.
وتحتل إسرائيل منذ عقود أراضٍ لبنانية في الجنوب.
ومنذ 8 أكتوبر، تتبادل فصائل فلسطينية ولبنانية في لبنان بينها "حزب الله" مع الجيش الإسرائيلي قصفا يوميا عبر "الخط الأزرق" الفاصل، أسفر عن مئات بين قتيل وجريح معظمهم بالجانب اللبناني.
وتقول الفصائل في لبنان إنها تتضامن مع غزة، التي تتعرض منذ 7 أكتوبر لحرب إسرائيلية خلفت قرابة 122 ألف فلسطي بين قتيل وجريح، معظمهم أطفال ونساء، وأكثر من 10 آلاف مفقود وسط مجاعة قاتلة ودمار هائل.