استضاف الملتقى القطري للمؤلفين ضمن الحلقة الرابعة من برنامج "فكر ومفكرون"، الباحثة التركية المتخصصة في علم نفس الأديان الدكتورة صالحة أويسال التي ألقت محاضرة بعنوان "علم النفس في القرآن الكريم"، وأدارتها السيدة مريم ياسين الحمادي مدير إدارة الثقافة والفنون ومدير عام الملتقى القطري للمؤلفين.
واعتبرت الدكتورة صالحة، في بداية الجلسة، أن المعرفة هي أفضل علاج والقران الكريم هو مرشدنا، لافتة إلى أن القرآن يدرب النفس بطريقة صحية لضمان نمو نفسي سليم، وأنه لا يمكننا دراسة العلاقة بين القرآن وعلم النفس بطريقة نظرية لذلك يجب قراءة القرآن وجعله رفيقا لنا في حياتنا اليومية وفي كل خطوة.
فترة مزدهرة للأمة الإسلامية
وأشارت إلى وجود مفكرين في العالم الإسلامي ممن أعطوا أهمية للصحة العقلية والروحية في القرون الأولى مثل "أبو زيد البلخي" والغزالي، قائلة في السياق ذاته "إن الأمة الإسلامية عرفت فترة مزدهرة من التطور والنمو بين القرن التاسع والقرن العشرون، ورافق ذلك تطور على مستوى السلوك الإنساني وتشكل الشخصية والطب الروحاني والطب النبوي وذلك بفضل التركيز على القرآن ودور الجانب الروحاني في استكمال رفاهية الإنسان".
ودعت الباحثة التركية إلى التمعن في القرآن وحماية موروثنا الفكري و الثقافي الإسلامي مثل كتابات الإمام الغزالي ومالك بدري الذين كتبا العديد من الكتب مثل أزمة علماء النفس المسلمون لأن الإسلام يعطي قيمة للصحة العقلية الجيدة والرفاه العاطفي، مبينة أننا نستخدم في ممارساتنا اليومية علم النفس بحثا عن حياة ذات معنى، وتجاوز الاضطرابات الداخلية.
دراسة الروح والتعرف على أسرارها
كما اعتبرت أن علماء النفس المعاصرين يركزون على السلوك البشري عوضًا من التركيز على النفس، في حين أن القرآن يحث الإنسان على التفكير في روحه وخلقها العجيب، مثلما تشجع الإنسان على التفكير في خلق جسده وتركيبته من خلال مقاربات علمية طبية وفيزيولوجية ونفسية وربما مرضية أيضا لدراسة الروح والتعرف على أسرارها.
وشددت الدكتورة صالحة أويسال على أنه من المهم فهم الانسان من خلال دراسة الفلاسفة لعلم النفس أو للعقل من وجهة نظر اسلامية وأخذ القرآن كدليل ومرشد لتحقيق ذلك لأنه لا يمكن تحقيق ذلك بعلم نفس ينكر الروح والنفس، مؤكدة أن علم نفس الإسلام أو المنظور القرآني هو منظور شاسع يدرس علم النفس وعلم الاعصاب والطب النفسي وغيرها من العلوم.
