استقبلت مكتبة قطر الوطنية مؤخرا وفدا طلابيا في تخصص المعلومات والمكتبات من جامعة السلطان قابوس في سلطنة عمان، ضمن برنامج تدريبي مهني شامل لمدة خمسة أيام بعنوان "أخصائيو المكتبات الصاعدون".
يأتي هذا البرنامج ضمن جهود مكتبة قطر الوطنية المستمرة لتمكين أخصائيي المعلومات في جميع أنحاء العالم العربي بعد اختيارها مكتبا إقليميا للاتحاد الدولي لجمعيات ومؤسسات المكتبات (الإفلا) في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في العام الماضي، وذلك في سابقة تاريخية في المنطقة.
وتضمن البرنامج التدريبي جلسات تعريفية للوفد الطلابي العماني حول أقسام المكتبة وإداراتها وخدماتها ومرافقها المختلفة، بالإضافة إلى جولة في المكتبة التراثية، ومركز الرقمنة ومكتبة الأطفال ومركز الحفظ والصيانة، وتعرف الطلاب على تقنيات حفظ وترميم المواد التراثية، ودور المكتبة بصفتها المركز الإقليمي لاتحاد (الإفلا) لصيانة مواد المكتبات والمحافظة عليها منذ 2015.
وحول هذه الزيارة، قالت إيمان الشمري رئيس مكتبة اليافعين ومدير مكتب (الإفلا) الإقليمي في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، إن هذا البرنامج التدريبي يعكس التزام المكتبة الراسخ بتزويد الجيل القادم من أخصائيي المكتبات والمعلومات بالمعرفة والمهارات اللازمة لبدء رحلتهم المهنية في مجال المعلومات والمكتبات، وأضافت "بصفتنا المكتب الإقليمي للإفلا نقدم إسهامات كبيرة في الجهود واسعة النطاق لصون تراث المنطقة ونشره بين الأجيال القادمة".
كما اشتمل البرنامج على زيارات ميدانية إلى عدد من المؤسسات الثقافية في قطر، مثل متحف الفن الإسلامي، وجامعة قطر، ومكتبة معهد الدوحة للدراسات العليا، وجولة في دار الوثائق الوطنية القطرية في مشيرب والمعنية بجمع وحفظ الأوعية المعرفية والوثائق الأرشيفية عن تاريخ دولة قطر.
ومن جهتها، أعربت الأستاذة خالصة بنت عبدالله البراشدية، المشرفة على التدريب في قسم دراسات المعلومات في كلية الآداب والعلوم الاجتماعية بجامعة السلطان قابوس، عن تقديرها لجهود مكتبة قطر الوطنية والخبرة الواسعة التي يتمتع بها فريق العمل، قائلة: "لقد كان من دواعي سرورنا المشاركة في هذه المبادرة التدريبية الفريدة التي عقدت بالتعاون مع المكتب الإقليمي للاتحاد الدولي لجمعيات المكتبات والمعلومات في مكتبة قطر الوطنية".
وأشارت إلى أن برنامج التدريب كان مثمرا إذ جمع بين التعليم النظري والتطبيق العملي، وعزز بالزيارات الميدانية التي أثرت ثقافة الطلاب ووسعت معارفهم وزودتهم أيضا بخبرات عملية في واحدة من أكثر المكتبات تقدما في المنطقة.
وقد أبدى الطلاب إعجابهم بالبرنامج التدريبي المصمم بعناية، وسلطوا الضوء على الجانب التثقيفي والثري للتدريب الذي قدمه خبراء متمرسون في تبسيط المعلومات المعقدة وتيسيرها لتصبح في متناول الجميع.
وقالت الطالبة أمنيات بنت أحمد الخصيبية: "كان توقيت التدريب مثاليا في مرحلة مهمة للغاية من دراستنا كوننا طلابا متخصصين في علوم المكتبات، وإني أتطلع إلى ما يحمله المستقبل من فرص عملية في مجالات الحفظ والصيانة خاصة ما يلائم تخصصي في الأرشفة"، أما الطالب غيث بن زاهر الحارثي فقد أكد على أهمية مبادرات المكتبة قائلا: "أهم مبادرة تعرفنا عليها أثناء هذا التدريب هي /قطر تقرأ/، وآمل أن أرى مثل هذه المبادرة في عمان باسم /عمان تقرأ/، وأثق في أن تأثيرها سيكون هائلا".
من ناحية أخرى، أشاد عماد بن ناصر الشكيلي، بالخبرات الفريدة التي حظوا بها وجعلتهم يتعرفون على التقنيات المبتكرة في المكتبة، قائلا: "لقد أعجبت بمحطات إعادة الكتب والتجربة السلسة التي يوفرها لأعضاء المكتبة في استعارة الكتب وإعادتها، وآمل أن يطبق في المكتبة الوطنية العمانية التي هي قيد الإنشاء حاليا".
وتضمن اليوم الأخير من البرنامج التدريبي اجتماعا مع فريق خدمات المستفيدين بالمكتبة واختتم بحفل تكريم للطلاب بشهادات تقدير من مكتبة قطر الوطنية بصفتها مكتب (الإفلا) الإقليمي في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.