ناقش باحثون ومفكرون، في ندوة عقدها اليوم الثلاثاء، مركز الدوحة الدولي لحوار الأديان، ومركز ابن خلدون للعلوم الاجتماعية والإنسانية بجامعة قطر "مكانة الدين في حياة الشباب في ظل المتغيرات المعاصرة"، مبينين طبيعة المتغيرات الراهنة في العصر الرقمي المتخم بالأفكار والايديولوجيات العابرة للحدود، والمؤثرة على واقع الشباب في العالم.
وسعت الندوة إلى إبراز خصائص العصر الحاضر وتشخيص طبيعة الحاجة إلى معرفة التحديات المعاصرة وبيان ما يقدمه الدين من حماية قيمية واجتماعية للشباب ليحققوا وجودهم ويحافظوا على إنسانيتهم، لتفادي الاختزالية المادية التي أوصلتنا إليها الحضارة المعاصرة.
خصائص العصر والحاجة إلى معرفة متجددة
وتناول الباحثون والمفكرون من دولة قطر وخارجها في جلستهم الأولى خصائص العصر والحاجة إلى معرفة متجددة، حيث ناقشوا موضوعات تتمثل في (الأسس المعرفية والنظم التعليمية التقليدية بين الثوابت والمتغير)، و(الشباب وتنوع الوسائل المعرفية المعاصرة.. وسائل التواصل الاجتماعي والإعلام الجديد)، و(العولمة الفكرية وتوجيه المسار الفكري والأخلاقي للشباب).
أما في الجلسة الثانية، فتناول المشاركون دور الدين في توفير الحماية القيمية والاجتماعية للشباب، حيث تركزت النقاشات حول (الشباب والثوابت الدينية والأخلاقية وأثر التغيرات السياسية والاجتماعية والاقتصادية)، و(الخطاب الديني للشباب- هل حقا يحتاج إلى تغيير؟)، و(الدين ومقاصد الشباب وغاياتهم- عامل بناء ودفع أم مانع ومعيق؟).
وأشار المتحدثون إلى أبرز التحديات الثقافية والسياسية والاتصالية التي تشكل قوى ضاغطة على الشباب، مؤكدين على الحاجة الملحة إلى سياج روحي يحميهم من التقلبات العاصفة، ويرشدهم إلى سبل الاستقرار والسلام والتفاعل الحضاري في ظل القيم الأخلاقية والروحية التي حثت عليها الأديان في منابعها الصافية.