أكدت دولة قطر أن تطبيق نظام دولي موثوق فيه لحماية حقوق الإنسان، يتطلب تحلي المجتمع الدولي بالشجاعة والإرادة السياسية الكاملة للخروج من حالة الصمت وتحمل مسؤولياته القانونية والأخلاقية والتدخل بشكل فاعل لوقف العدوان على قطاع غزة وإنهاء الاحتلال الإسرائيلي وتوفير الحماية اللازمة للشعب الفلسطيني الذي يتعرض للإبادة الجماعية تحت نظر وعلم الجميع، وإلزام إسرائيل القوة القائمة بالاحتلال، بتنفيذ قرارات مجلس الأمن والجمعية العامة للأمم المتحدة ومحكمة العدل الدولية، وضمان مساءلة كافة المسؤولين عن الانتهاكات والجرائم التي ارتكبت بحق الفلسطينيين.
جاء ذلك في بيان دولة قطر الذي ألقته السيدة جوهرة بنت عبد العزيز السويدي، نائب المندوب الدائم بالوفد الدائم لدولة قطر بجنيف، خلال النقاش العام حول التحديث الشفوي للمفوض السامي لحقوق الإنسان، وذلك في إطار الدورة السابعة والخمسين لمجلس حقوق الإنسان بجنيف.
وأعربت السيدة السويدي عن مشاطرة دولة قطر رأي المفوض السامي لحقوق الإنسان بأن النظام الدولي الحالي لحقوق الإنسان يحتاج لمزيد من الحوار والإرادة السياسية لتعزيز الثقة وبناء جسور التواصل بين المجتمعات والشعوب لترسيخ مبادئ الإنسانية المشتركة التي مزقتها خطابات الكراهية والعنصرية والتمييز.
وأضافت أن هناك حاجة إلى نظام يحترم إنسانية جميع البشر على قدم المساواة، ويؤكد أن حقوق الإنسان هي للجميع بغض النظر عن العرق، أو الجنس، أو اللون، أو الدين، لافتة إلى أن النظام الدولي لا يمكنه أن يغض الطرف عن انتهاكات وجرائم بحق بعض البشر، ويلفت الانتباه إلى أخرى لمجرد اختلاف الضحية، منوهة بأن البشر جميعا متساوون في الكرامة الإنسانية، كما نص الإعلان العالمي لحقوق الإنسان قبل أكثر من 75 عاما.
ولفتت إلى أن هذا المنظور الفلسفي ينطبق واقعيا على الوضع الآن في غزة والأراضي الفلسطينية المحتلة، لا سيما مع استمرار العدوان والجرائم الإسرائيلية الذي أسفر عن سقوط أكثر من 40 ألف شهيد وعشرات الآلاف من الجرحى وأكثر من 1.9 مليون مهجر قسريا، فضلا عن التدمير الهائل المتعمد للبنية التحتية والمرافق المدنية في انتهاك صارخ للقانون الدولي الإنساني والقانون الدولي لحقوق الإنسان.
وأشارت السيدة السويدي إلى المعاناة المستمرة للشعب السوداني منذ ما يقرب من عام ونصف جراء القتال الذي تسبب في تدهور كارثي للأوضاع الإنسانية، والاقتصادية، والاجتماعية، والأمنية في جميع أنحاء البلاد، معربة عن تطلع دولة قطر إلى وقف دائم وشامل للقتال، تليه مفاوضات واسعة النطاق بهدف التوصل إلى اتفاق سلام مستدام يلبي تطلعات الشعب السوداني الشقيق في الاستقرار والتنمية والازدهار.