أكدت دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية الدور الحاسم الذي تلعبه الوساطة بأشكالها المختلفة في جهود تحقيق السلام، من اتفاقات السلام الناجحة إلى تبادل الأسرى ولم شمل الأسر، داعية إلى مزيد من الاستثمار في هذه الجهود، ودعم الوسطاء، وتشجيع الحوار المفتوح بين الأطراف المتنازعة.
جاء ذلك في بيان ألقته سعادة الدكتورة هند عبدالرحمن المفتاح، المندوب الدائم لدولة قطر لدى مكتب الأمم المتحدة بجنيف، نيابة عن دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، بصفتها رئيسا للمجموعة الخليجية، إضافة إلى 137 دولة أخرى، خلال النقاش العام تحت البند (3)، وذلك في إطار الدورة السابعة والخمسين لمجلس حقوق الإنسان بجنيف.
تفاهم وتعاون
وأشارت دول مجلس التعاون إلى أن هذا العام يصادف الذكرى السنوية الخامسة والعشرين لاعتماد الجمعية العامة للأمم المتحدة إعلان وبرنامج عمل بشأن ثقافة السلام، لافتة إلى أن السلام ليس مجرد غياب النزاع بل يتطلب عملية تشاركية إيجابية وديناميكية يتم فيها تشجيع الحوار وحل النزاعات بروح من التفاهم والتعاون المتبادلين.
وأوضحت دول المجلس أن القيم المبينة في الإعلان، بما في ذلك احترام الحياة، وحقوق الإنسان، ونبذ العنف، والتعليم، والحوار، والتعاون، وحل النزاعات بالطرق السلمية، هي قيم أصبحت أكثر أهمية من أي وقت مضى.
ونوهت إلى أن ما يشهده العالم اليوم من نزاعات وتوترات سياسية وجيوسياسية يذكر بالحاجة الملحة لتحقيق السلام عبر العالم.
وسلطت دول المجلس الضوء على الدور الحاسم الذي تلعبه الوساطة في جهود تحقيق السلام، باعتبارها عملية يتم من خلالها منع نشوب النزاعات، وتخفيف حدة التوترات، وتعزيز الحلول طويلة الأجل، مشيرة إلى أنها تشجع على الحوار والتعاون وتساعد على تهيئة بيئات تحترم فيها حقوق الإنسان والحريات الأساسية، وتساعد المجتمعات على الازدهار في سلام وأمن.
ولفتت إلى قوة الوساطة التي تيسرها الدول والمنظمات الدولية والجهات الفاعلة في المجتمع المدني، بأشكالها المختلفة، من اتفاقات السلام الناجحة إلى تبادل السجناء، ولم شمل الأسر، داعية إلى مزيد من الاستثمار في هذه الجهود، ودعم الوسطاء وتشجيع الحوار المفتوح بين الأطراف المتنازعة.
وأكدت دول مجلس التعاون أن اليوم الدولي للسلام يمثل فرصة لتجديد الالتزام باختيار المفاوضات على المواجهة، وبالعمل معا، وليس أن يعمل كل ضد الآخر.