حملات توعوية وتثقيفية أطلقتها الجهات المعنية بالدولة للتوعية بمخاطر "السويكة"، وسط تزايد الدعوات حول ضرورة اتخاذ إجراءات سريعة ورادعة لمنعها، وعدم السماح بتسويقها وتداولها بين الشباب عمومًا، وطلاب المدارس خصوصًا.
ولكن السؤال، هل بالفعل حملات التوعية قادرة على توصيل المعلومات المطلوب أن يعيها الطلاب، وخاصة في المرحلتين الإعدادية والثانوية حول أضرار "السويكة"؟ وهل يمكن أن تتغلب هذه الحملات على الفكر الدارج بين الطلاب بأن " السويكة" هي محفز على الدراسة؟
دراسة ميدانية
دراسة أجراها مركز مكافحة التدخين التابع لمؤسسة حمد الطبية، جُمعت معلوماتها الاستقصائية عام 2019 بهدف تحديد مدى انتشار تعاطي التبغ والأنواع الأخرى المتداولة بين البالغين من عمر 18 عاما فما فوق من المواطنين والمقيمين بدولة قطر، أن التبغ غير المدخن مثل (السويكة وتنباك) كانت نسبة انتشارها 1.9%، كما أظهرت الدراسة أن نسبة تعاطي التبغ غير المدخن (السويكة) كانت أعلى بين القطريين بنسبة (2.9%) مقارنة بغير القطريين بنسبة 1.3%.
ما هي السويكة؟
تتكون "السويكة" من أوراق التبغ الغنية بالنيكوتين، وتمزج معها مواد عدة بينها "الكادمنيوم" المستخدم في بطاريات السيارات، و"الرصاص" المدمر للجهاز العصبي، و"الزرنيخ" وهو سم للفئران، و"زجاج مسحوق"، و"الهيدرازين" و"النيكل"، وأكثر من 30 معدنا آخر.
مادة مسببة للسرطان
وتعتبر السويكة” مادة مخدرة تسبب سرطان اللثة، إذ إن مضغها له تأثير كيميائي على غشاء الفم، وبطانة الخد، وأرضية الفم واللسان؛ كونها تعمل على تخديش أنسجة هذه المناطق، وتسبب التهاب اللثة، وترسبات حوافها والأسنان، ما يؤدي إلى تآكل الروابط السنية، وتخلخل الأسنان، وتغير لونها، ومن ثم فقدانها.
ومن الآفات التي تتسبب بها "السويكة" مرض ارتفاع الضغط الشرياني، وأمراض القلب، بالإضافة إلى القرحات الهضمية الناجمة عن تقرحات المعدة والأمعاء التي تحدثها عصارة التبغ المبتلعة.
أضرار نفسية
وللسويكة أضرار نفسية مترتبة على إدمانها؛ إذ تضع الجسم في حالة من التوتر النفسي، ما يؤدي إلى التسبب في اضطراب النوم ليلا، وإيقاظ المتعاطي بين الحين والآخر، وخلافًا لذلك يؤثر النيكوتين في الجهاز العصبي، بما فيه المخ وأطراف الأعصاب، ويصاب المتعاطي كذلك بنوع من ردة الفعل الفسيولوجية العصبية، وهي تتمثل في مشاعر اكتئاب خفيفة تؤدي إلى القلق والتوتر العصبي.
وأضرار السويكة لا تقتصر على الأضرار الصحية والنفسية فقط، بل هناك أيضًا أضرار من الناحية الاجتماعية تلحق بالمتعاطي، وتتمثل في ابتعاد الناس عن متعاطي السويكة بسبب رائحة الفم الكريهة، والمنظر البشع للفم؛ لذا فهي مظهر غير حضاري، وصورة غير مرضية للمجتمع لما يترتب عليها من أضرار بالغة.
كيفية التعاطي
توضع السويكة على الحنك الأسفل بعد لفها بمنديل صغير، أو تتناول بشكل مباشر، لتترك في الفم فترة من الزمن وتلفظ خارجاً، أو يتم ابتلاعها.
ويدمن الشخص على السويكة، بعد تكرار هذه العملية عدة مرات، إذ يشعر المتعاطي لها بتخدير في جسمه بعد وضعها بثوانٍ بسبب تأثيرها المماثل للسجائر لاحتوائها على مادة النيكوتين.
ويميل الطلاب إلى استخدام السويكة عوضًا عن السجائر، وذلك لسهولة استخدامها، كما أنها لا تظهر لها رائحة عند استخدامها كما في دخان السجائر.