شاركت دولة قطر في الاجتماع الوزاري الرابع عشر للمنتدى العالمي لمكافحة الإرهاب - المائدة المستديرة حول "معالجة التحديات الرئيسية في مكافحة الإرهاب في أفريقيا"، الذي عقد على هامش أعمال الدورة الـ"79 " للجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك.
ترأس وفد دولة قطر في الاجتماع، سعادة الدكتور محمد بن عبدالعزيز بن صالح الخليفي وزير الدولة بوزارة الخارجية.
وزير الدولة بوزارة الخارجية: قطر تؤمن بالقيمة المضافة لهذا المنتدى في تعزيز النهج الاستراتيجي على المدى البعيد
وقال سعادته، في كلمة أمام الاجتماع، إن دولة قطر تؤمن بالقيمة المضافة لهذا المنتدى في تعزيز النهج الاستراتيجي على المدى البعيد للتصدي للتحديات التي يشكلها الإرهاب والتطرف العنيف المفضي إليه، مشيدا بما أنجزه المنتدى خلال السنوات الماضية من تقدم في وضع وثائق إطارية للممارسات الحميدة وأدلة إرشادية في عدة مجالات محورية لتعزيز القدرات والاستراتيجيات والخطط الوطنية.
كما رحب سعادته بخطط فرق العمل الخمسة التابعة للمنتدى للعامين المقبلين، والجهود المبذولة من خلال مبادرات أعضاء المنتدى في عدد من المجالات الناشئة التي تستحق الاهتمام، ومن خلال المؤسسات الثلاث المنبثقة عن المنتدى، لافتا إلى أن قطر كانت من الدول المؤسسة والمشاركة في إدارة الصندوق العالمي لإشراك ومرونة المجتمعات وقدمت مساهمات مالية ملموسة لصالحه.
وشدد سعادة وزير الدولة بوزارة الخارجية على أنه لمواجهة مخاطر الإرهاب الذي يهدد كل الدول لا بد من التنسيق الدولي على نطاق واسع، وتوجيه الجهود في إطار استراتيجية الأمم المتحدة العالمية لمكافحة الإرهاب، وتعاون المنتدى مع هيئات اتفاق الأمم المتحدة العالمي لتنسيق مكافحة الإرهاب، لا سيما من خلال مكتب الأمم المتحدة لمكافحة الإرهاب، مشيرا في هذا الصدد إلى أن دولة قطر جددت هذا العام شراكتها الاستراتيجية مع المكتب وما زالت تعد أكبر داعم لمبادراته الاستراتيجية وبرامجه الناجحة.
ودعا سعادته إلى اتباع نهج شمولي للقضاء على الإرهاب، مضيفا أن ذلك يشمل "الجهود الأمنية التي لا شك في أهميتها، ونذكر هنا عضوية دولة قطر الفاعلة في ترتيبات كالتحالف الدولي للقضاء على تنظيم داعش وتعاونها الأمني الثنائي والمتعدد الأطراف".
وتابع سعادته: أنه ينبغي تقييم الجوانب العديدة والمتغيرة للتهديد ومعالجة الأسباب الجذرية للإرهاب والتطرف العنيف المفضي للإرهاب، مشيرا إلى أن الدراسات والتقارير تؤكد أن الجماعات الإرهابية تستغل النزاعات والعوامل الأخرى لغياب الاستقرار وأن الجماعات الإرهابية الأكثر فتكا تنشط بشكل متزايد في القارة الأفريقية.
ولفت سعادته إلى التزام دولة قطر، كشريك دولي، بدعم الدول الأفريقية لمواجهة التحديات العديدة ومن أهمها مكافحة الإرهاب، مشيرا في هذا السياق إلى جهود قطر في تقديم المساعدة والمبادرات التي تعالج الأسباب الجذرية للتطرف العنيف والإرهاب، بما في ذلك من خلال دعم وإحلال السلام والاستقرار وتسوية المنازعات التي تشكل مجالا خصبا للتطرف العنيف والجماعات الإرهابية، إضافة إلى دعم التعليم والتوظيف وتحسين الأوضاع المعيشية والتعافي من الكوارث، "وهي جهود تبذلها الحكومة والمؤسسات القطرية المختصة مثل (التعليم فوق الجميع) و(صلتك) التي توجه العديد من أنشطتها نحو القارة الأفريقية".
استجابات متكاملة وفعالة
وأوضح سعادة وزير الدولة بوزارة الخارجية أنه إدراكا من دولة قطر بأهمية العمل المتعدد الأطراف لتقديم استجابات متكاملة وفعالة للتصدي للتحديات المعقدة في القارة الأفريقية، فقد شاركت في الاجتماع الأفريقي رفيع المستوى لمكافحة الإرهاب الذي عقد هذا العام في أبوجا وقدمت الدعم للاجتماع.
وتابع أن دولة قطر - من خلال شراكتها مع مكتب الأمم المتحدة لمكافحة الإرهاب - تدعم العديد من برامجه ومبادراته العالمية التي يتركز جزء كبير من نشاطها على بناء القدرات والمساعدة الفنية في الدول الأفريقية لتحسين قدراتها على التصدي لمختلف جوانب التهديد الإرهابي. كما تدعم نداء الأمم المتحدة المشترك لمكافحة الإرهاب في أفريقيا، وقد شاركت في إطلاقه على هامش أسبوع الأمم المتحدة رفيع المستوى لمكافحة الإرهاب.
وجدد سعادته إدانة دولة قطر لجميع الأعمال الإرهابية أيا كانت دوافعها وأيا كان مرتكبوها ومتى وأينما ارتكبت.
كما جدد التزامها بالاتفاقيات الدولية والإقليمية ذات الصلة، والقيام بدور فاعل، بما في ذلك من خلال هذا المنتدى، نحو القضاء على آفة الإرهاب البغيضة.