شهدت القائمة التي أعلن عنها الإسباني ماركيز لوبيز مدرب المنتخب القطري الأول لكرة القدم، لخوض الجولتين الثالثة والرابعة من منافسات المجموعة الأولى للدور الثالث من التصفيات المؤهلة الى نهائيات كأس العالم 2026، الكثير من المستجدات التي تعزز مساعي الظهور القوي بحثا عن نتيجتين إيجابيتين.
ويدخل "الأدعم" مرحلة حاسمة ومفصلية حاليا عندما يواجه منتخب قيرغيزيا في العاشر من أكتوبر الجاري على استاد الثمامة، قبل أن يغادر إلى طهران لمواجهة المنتخب الإيراني هناك يوم 15 الشهر نفسه، وفق متطلبات تفرضها نتائج الجولتين الأوليتين.
موقف منتخب قطر في التصفيات
وكان المنتخب القطري بطل آسيا مرتين، قد انقاد إلى خسارة مفاجئة أمام المنتخب الإماراتي في الدوحة بهدف لثلاثة في مستهل المشوار، قبل أن يكتفي بنقطة التعادل أمام المنتخب الكوري الشمالي بهدفين لمثلهما في المباراة التي جرت في لاوس (الأرض الافتراضية للمنتخب الكوري الشمالي)، لتأتي المحصلة دون الطموح بجمع نقطة واحدة وضعت المنتخب في المركز الخامس في المجموعة التي يتصدرها المنتخبان الأوزبكي والإيراني بالعلامة الكاملة، متأخرا بفارق الأهداف عن المنتخب الكوري الشمالي الرابع، في حين يحتل المنتخب الإماراتي المركز الثالث بثلاث نقاط، ويأتي المنتخب القيرغيزي أخيرا بدون نقاط.
متطلبات المرحلة الدقيقة التي يدخلها المنتخب خلال مواجهتي أكتوبر، فرضت على المدرب لوبيز، تعاملا بدا مختلفا خصوصا في النواحي الدفاعية بعدما استقبل المنتخب خمسة أهداف خلال مباراتين في وضعية لم يعتد عليها، حيث كان قد استقبل نفس العدد الأهداف في سبع مباريات خلال تتويجه بطلا لآسيا في نسختها الأخيرة 2023 التي جرت في الدوحة، في حين كانت قمة الصلابة الدفاعية قد تجسدت في النسخة قبل الماضية من البطولة القارية 2019 في الإمارات عندما توج بطلا، مستقبلا هدفا واحدا فقط في سبع مباريات.
لوبيز يستنجد بعناصر الخبرة
ويبدو أن تلك الوضعية الحالية فرضت على المدرب ماركيز لوبيز الاستنجاد ببعض عناصر الخبرة من لاعبي الخط الخلفي في القائمة الجديدة، ممن غابوا عن سباق جولات التصفيات المونديالية، خصوصا المرحلة السابقة المشتركة التي لم تشهد الكثير من التحديات في ظل تفوق واضح للمنتخب القطري، على العكس من المرحلة الحالية التي تبدو في غاية الصعوبة في ظل وجود منتخبات خبيرة صعبة المراس في المجموعة، إلى جانب منتخبات أخرى تطمح لكتابة تاريخ جديد في مشاركاتها في تصفيات كأس العالم.
أبرز المستجدات كانت بعودة مدافع الوكرة الحالي والسد الأسبق عبد الكريم حسن لصفوف المنتخب للمرة الأولى، منذ نهائيات كأس العالم الأخيرة FIFA قطر 2022.
وكان عبد الكريم حسن المتوج بلقب أفضل لاعب في آسيا عام 2018، قد خاض خلال الموسمين الماضيين تجربتين احترافيتين، حيث لعب لنادي الجهراء الكويتي ثم لنادي بريسبوليس الإيراني، قبل أن يعود إلى الكرة القطرية مطلع الموسم الحالي عبر بوابة الوكرة ليقدم مستويات مميزة، استحق على إثرها العودة إلى صفوف المنتخب، مما يشكل خيارات إضافية أمام المدرب خصوصا في ظل إمكانيات اللاعب التي تؤهله كي يلعب في مركز قلب الدفاع، أو مركزه الأصلي كظهير أيسر يوفر دعما هجوميا فاعلا في التحولات بالسرعة التي ما زال يحتفظ بها عبر الرواق، وهو ما اتضح من خلال أدائه مع الوكرة، سواء على المستوى القاري في دوري أبطال آسيا 2 او على المستوى المحلي.
وخاض عبد الكريم حسن المباريات الثلاث مع "الأدعم" في مونديال 2022، ليشارك مع المنتخب في المجمل في 121 مباراة، منها 23 مباراة في تصفيات كأس العالم سجل خلالها هدفين وصنع ستة أهداف.
كما شهدت القائمة أيضا عودة مدافع السد خوخي بوعلام الذي ساهم بشكل كبير في تتويج المنتخب القطري في نسختي كأس آسيا 2019 و2023، حيث غاب اللاعب عن المنتخب خلال الفترة التي أعقبت البطولة القارية الأخيرة، بيد أن حضوره القوي منذ بداية الموسم وخصوصا في المباراة الأخيرة التي انتصر فيها فريقه السد على الاستقلال الإيراني في دوري أبطال آسيا للنخبة، جعل من حضوره مع المنتخب ضرورة ملحة.
وشارك خوخي بوعلام مع المنتخب في 106 مباريات، منها 25 مباراة خلال تصفيات كأس العالم، سجل خلال ظهوره في التصفيات المونديالية خمسة أهداف وصنع 3.
أبرز الغائبين عن قائمة العنابي
كما شهدت قائمة المنتخب القطري المدعوة لمواجهتي قيرغيزيا وإيران في تصفيات مونديال 2026 لكرة القدم، عودة بعض اللاعبين الذين غابوا عن المراحل السابقة على غرار مدافع الوكرة المهدي علي، وحارس مرمى الأهلي مروان شريف ونايف الحضرمي لاعب الشحانية، بجانب عودة مهاجم الغرافة أحمد الجانحي، فيما غاب عن القائمة بعض اللاعبين على غرار لاعب السد بيدرو ميغيل، ولاعب الدحيل همام الأمين للإصابة، وكذلك عدم دعوة لاعب الدحيل الآخر كريم بوضياف.
وثمة ثوابت في المنتخب القطري على مستوى العناصر، لا يمكن الاستغناء عنها، ويعول عليها بشكل كبير في ظهور مغاير في الجولتين القادمتين بغرض تسجل نتيجتين إيجابيتين تعيدان الأمور إلى نصابها الطبيعي على مستوى تواجد المنتخب في مركز متقدم على الصعيد التنافسي، من أجل إنهاء المرحلة الحالية بأحد المركزين الأول أو الثاني والمؤهلين بشكل مباشر إلى نهائيات المونديال، دون الدخول في حسابات التحول الى المرحلة الرابعة التي ينتقل إليها أصحاب المركز الثالث والرابع في مجموعات المرحلة الحالية الثلاث.
أبرز نجوم المنتخب القطري
ويأتي على رأس اللاعبين المعول عليهم حاليا، النجم أكرم عفيف المرشح فوق العادة لنيل جائزة أفضل لاعب في آسيا 2023، خلال حفل يقيمه الاتحاد القاري في 29 الشهر الجاري في كوريا الجنوبية.
ويقدم أفضل لاعب في كأس آسيا الأخيرة 2023 وهدافها، مستويات راقية محليا وقاريا، مما يجعله إحدى أبرز الركائز القادرة على مساعدة المنتخب لتحقيق النتائج المرجوة في المباراتين المقبلتين.
وخاض أكرم مع المنتخب في تصفيات كأس العالم ككل 27 مباراة، وسجل عشرة أهداف وصنع 13.
والى جانب أكرم، ستكون الأنظار مسلطة على المهاجم المعز علي، الذي استعاد الكثير من الوهج المعتاد مؤخرا، وتحديدا منذ انطلاقة الموسم الحالي، حيث ظهر بصورة تعيد إلى الذاكرة التألق الذي كان عليه في كأس آسيا 2019 التي توج خلالها بأفضل لاعب إلى جانب الهداف.
وخاض المعز علي مع المنتخب في تصفيات كأس العالم 18 مباراة، وسجل 14 هدفا وصنع ثلاثة أهداف.
في حين ينتظر أن يكون نجم الدحيل ادميلسون جونيور إضافة كبيرة في ظهوره الثاني مع المنتخب، بعدما شارك كبديل في مباراة كوريا الشمالية الماضية للمرة الأولى، حيث يقدم اللاعب العائد من الإصابة، منذ بداية الموسم الحالي مستوى رائعا، بعدما سجل خمسة أهداف وصنع هدفين خلال ست مباريات خاضها حتى الآن في الدوري القطري لكرة القدم "دوري نجوم أريد".