كثفت وزارة الصحة العامة من جهود الكشف والتشخيص المبكر عن أمراض العيون والأمراض التي قد تسبب ضعف أو فقدان البصر، إلى جانب فعاليات التوعية حول أهمية الوقاية من أمراض العيون، وذلك في ظل تراجع حالات الإصابة بالعمى وضعف الإبصار بين السكان في دولة قطر.
وتواصل الوزارة الجهود للكشف عن أمراض العيون من خلال تعزيز البرنامج والبروتوكول المتبع للكشف المبكر عن حالات اعتلال الشبكية السكري، وذلك من خلال أجهزة حديثة لفحص طبقات شبكية العين والعصب البصري، حيث إن معظم الأمراض التي تسبب ضعف البصر والعمى معروفة ويمكن الوقاية منها أو علاجها بسهولة، في حال اكتشافها في مراحلها المبكرة.
وتشارك وزارة الصحة في هذا الإطار في إحياء اليوم العالمي للبصر والذي يعد مبادرة عالمية أطلقتها منظمة الصحة العالمية والوكالة الدولية لمكافحة العمى، ويتم الاحتفال به في الأسبوع الثاني من شهر أكتوبر من كل عام.
وتهدف المبادرة إلى تعزيز برامج مكافحة العمى بتوعية وتثقيف المجتمع وتفعيل دور التشخيص المبكر للأمراض التي قد تسبب العمى والتدخل العلاجي المبكر، خاصة مع التزايد المستمر في أعداد المصابين بحالات ضعف البصر التي تقدر بحوالي 2.2 مليار شخص حول العالم وفقا لتقديرات الوكالة الدولية لمكافحة العمى، والتي حذرت من احتمالية ازدياد حالات الإصابة بضعف البصر لتصل إلى نصف سكان العالم بحلول عام 2050.
جهود متواصلة
وأكد الشيخ الدكتور محمد بن حمد آل ثاني مدير إدارة برامج الوقاية من الأمراض غير الانتقالية بوزارة الصحة العامة، حرص الوزارة على بذل الجهود المتواصلة لضمان تقديم أفضل الخدمات الصحية للحفاظ على صحة العيون، وذلك من خلال تطوير البرامج الصحية والتوعوية التي تستهدف جميع فئات المجتمع، ورفع مستوى الوعي العام حول صحة العين وسلامتها لدى كافة أفراد المجتمع من خلال تسليط الضوء على أمراض العيون الشائعة، وطرق العلاج والوقاية منها، ومنح الجميع فرص الحصول على خدمات الرعاية الصحية الشاملة للعيون.
كما شدد في تصريح صحفي اليوم، على أهمية الفحص المبكر للنظر وذلك للكشف عن أي مشكلة بالعين للوقاية من أمراض العيون، خاصة مع قضاء معظم الأفراد وقتا طويلا أمام الشاشات.
جدير بالذكر أن نتائج المسح الوطني الأخير التي تم الإعلان عنها عام 2023 لاكتشاف ضعف الإبصار والعمى لدى الفئة العمرية من 50 عاما فأكثر، والذي أجرته وزارة الصحة العامة بالتعاون مع مؤسسة الرعاية الصحية الأولية ومنظمة الصحة العالمية أظهرت تحسنا ملحوظا في صحة العيون لدى سكان دولة قطر.
انخفاض كبير
وقد أظهرت تلك النتائج المنشورة أن نسبة الأشخاص الذين يعانون من ضعف البصر الشديد أو العمى في قطر قد انخفضت بشكل كبير، حيث أشارت النتائج إلى أن نحو 8.1 بالمئة من السكان البالغين (50 عاما فأكثر) يعانون من ضعف الإبصار، منهم 0.2 بالمئة يعانون من ضعف الإبصار الشديد، فيما لم تتجاوز نسبة الذين شخصوا بالعمى 0.3 بالمئة من المشاركين.
وقد أوضح المسح أن أهم أمراض العيون المسببة للعمى في دولة قطر تتمثل في اعتلال الشبكية السكري بنسبة 33 بالمئة، تليها المياه البيضاء بنسبة 20 بالمئة، والجلوكوما (المياه الزرقاء) بنسبة 13 بالمئة، وأمراض الشبكية بنسبة 13 بالمئة، وعيوب الإبصار غير المصححة بنسبة 6.7 بالمئة من المشاركين.
وفي هذا الإطار، أوضح الشيخ الدكتور محمد آل ثاني أن نتائج هذا المسح عكست مدى التطور الطبي في مجال طب العيون في دولة قطر مقارنة بالمسح السابق الذي تم تنفيذه في عام 2009 ، حيث انخفضت نسبة المصابين بالعمى بنحو أربع مرات، كما انخفضت حالات ضعف الإبصار الشديد بنحو 8 مرات، وتحسنت التغطية الجراحية الفعالة لعلاج المياه البيضاء (إعتام عدسة العين) في مستشفيات مؤسسة حمد الطبية من 63 بالمئة في المسح السابق، إلى أكثر من 95 بالمئة.
وشددت وزارة الصحة على ضرورة التزام جميع المصابين بمرض السكري أو الجلوكوما بإجراء الفحص الدوري السنوي والمتابعة المستمرة مع أطباء العيون، لتجنب الإصابة بأمراض العيون، بالإضافة إلى أهمية مراقبة مستويات السكر في الدم، خاصة أن نتائج المسح أظهرت أن 40 بالمئة من إجمالي المشاركين مصابون بداء السكري، وأن 38 بالمئة منهم لم يقوموا بإجراء أي كشف أو متابعة مع طبيب العيون خلال السنتين الماضيتين، وبالتالي هم أكثر عرضة لمخاطر اعتلال الشبكية السكري والمضاعفات الأخرى.