شاركت دولة قطر، ممثلة بوزارة التربية والتعليم والتعليم العالي، في الاجتماع العالمي للتعليم لعام 2024، الذي نظمته منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو) في مدينة “فورتاليزا” بالبرازيل خلال يومي 31 أكتوبر الماضي والأول من نوفمبر الجاري.
وقد ترأست سعادة السيدة بثينة بنت علي الجبر النعيمي، وزير التربية والتعليم والتعليم العالي، رئيس اللجنة الوطنية القطرية للتربية والثقافة والعلوم، وفد دولة قطر المشارك في الاجتماع، والذي يهدف إلى تقييم التقدم المحرز في تحقيق غايات الهدف الرابع من أهداف التنمية المستدامة والمتعلق بالتعليم الجيد، الذي يضمن التعليم الشامل والمنصف، وتعزيز فرص التعلم مدى الحياة للجميع.
استراتيجيات جديدة
كما ناقش الاجتماع سبل الاتفاق على استراتيجيات جديدة لزيادة الاستثمارات في قطاع التعليم وتوسيع نطاق أدوات التمويل المبتكرة، وكيفية تسريع التقدم نحو تحقيق هذه الأهداف.
وشاركت سعادة وزير التربية والتعليم والتعليم العالي في جلستين وزاريتين رفيعتي المستوى، تناولت الجلسة الأولى "التعليم في مرحلة الطفولة المبكرة والتعليم التأسيسي"، بينما ركزت الثانية على "قضايا الوصول العادل والجودة والتنقل في التعليم العالي"، حيث استعرضت سعادتها التقدم الذي أحرزته دولة قطر في مجالي الطفولة المبكرة والتعليم العالي، وسلطت الضوء على أبرز الإنجازات والتطورات.
وزير التربية والتعليم: قطر استثمرت في تنفيذ البرامج التي تركز على الطفل كمحور للعملية التعليمية
وأشارت سعادتها في الجلسة الأولى إلى جهود دولة قطر في توفير التعليم الجيد في جميع المراحل التعليمية، لا سيما مرحلة الطفولة المبكرة، حيث استثمرت دولة قطر في تنفيذ البرامج التي تركز على الطفل كمحور للعملية التعليمية، وتنمية مهاراته الأساسية، مثل مهارات التواصل والإبداع والابتكار وحل المشكلات، وحرص الوزارة على إحداث التطوير المستمر لضمان الجودة في مرحلة التعليم الابتدائي وتعزيز نتائج التعلم، وذلك من خلال تنفيذ المشاريع المنهجية وتقييمها باستمرار، والاستثمار الأمثل للكوادر البشرية.
كما تطرقت في الجلسة الثانية إلى جهود الدولة في تعزيز الوصول لمرحلة التعليم العالي وضمان الجودة، والتي كانت من نتائج استراتيجية التنمية الوطنية الثالثة لدولة قطر واستراتيجية التعليم 2024-2030، من خلال توسيع المسارات التعليمية وتنفيذ البرامج المصممة خصوصا لتلبية تطلعات الطلبة، ومن المبادرات التي أطلقت مبادرة مسيرتي في التعليم ما بعد الثانوي لضمان الإرشاد الأكاديمي الفعال للطلبة وتعزيز المواءمة بين المؤهلات التعليمية وبين المهارات المطلوبة في سوق العمل.
وأسفر الاجتماع عن إصدار "إعلان فورتاليزا" تحت شعار: "إطلاق قدرة التعليم على إحداث التحول - من أجل مستقبل ينعم بالسلام والإنصاف والاستدامة".
كما شهد استعراض تقرير رصد التعليم العالمي 2024-2025، الذي سلط الضوء على التقدم المحرز في تحقيق غايات الهدف الرابع من أهداف التنمية المستدامة، وقدم مراجعة موضوعية حول القيادة والتعليم.
نقاشات حول التعليم
وتضمن الاجتماع مناقشات رفيعة المستوى حول الروابط بين التعليم وتعزيز المساواة بين الجنسين، وتناول أيضا قضايا المناخ والبيئة، والسلام وحقوق الإنسان، والرعاية في الطفولة المبكرة، وتعزيز محو الأمية، والمدارس الآمنة، وتوسيع إمكانية الوصول إلى التكنولوجيا، فضلا عن مناقشة التعليم من أجل التنمية المستدامة والقضايا العالمية المشتركة، والوصول العادل والجودة في التعليم العالي، إضافة إلى مواضيع أخرى تعزز من تحقيق أهداف التنمية المستدامة في مجال التعليم.
وزارت سعادة وزير التربية والتعليم والتعليم العالي، الجناح الذي نظمته الوكالة الوطنية للأمن السيبراني بالتعاون مع الوزارة واللجنة الوطنية القطرية للتربية والثقافة والعلوم، والخاص بمعرض تسريع تحقيق الهدف الرابع للتنمية المستدامة والمقام على هامش المؤتمر، وذلك من أجل تسليط الضوء على الإجراءات والمبادرات الملموسة التي تم اتخاذها نحو تحقيق تحول التعليم وتسريع تحقيق الهدف الرابع.
وعرضت الوكالة الوطنية للأمن السيبراني، تجربة دولة قطر في إطلاق مناهج الأمن السيبراني ومشروع "إيكو سايبر"، والذي يهدف إلى تعزيز مؤشرات الأمن السيبراني والسلامة الرقمية لدى الأطفال واليافعين، ما يسهم في تحقيق مؤشرات الهدف الرابع المعنية بتوفير بيئات تعليمية آمنة وشاملة، وتعزيز التكنولوجيا والتحول الرقمي في العملية التعليمية، وتدريب المعلمين.
وعلى هامش المشاركة، التقت سعادة السيدة بثينة بنت علي الجبر النعيمي، وزير التربية والتعليم والتعليم العالي، سعادة السيد أمين عمرولاييف، وزير التربية والعلوم في جمهورية أذربيجان، حيث جرت مناقشة سبل التعاون في مجال التعليم بين البلدين والسبل الكفيلة بتطويرها.
حضر الاجتماع العالمي للتعليم لعام 2024، أصحاب السعادة وزراء التعليم بالدول الأعضاء في “اليونسكو”، إلى جانب وزراء المالية وجهات أخرى تعنى بالبيئة، والتنمية الاجتماعية، والعلوم والتكنولوجيا، والصحة، بالإضافة إلى ممثلي المنظمات الدولية و المجتمع المدني.