نظمت وزارة التنمية الاجتماعية والأسرة، اليوم، حلقة نقاشية بعنوان "بينما نربي"، تناولت أساليب التربية الوالدية والتعلم باللعب، بهدف تسليط الضوء على دور اللعب في تشكيل سلوكيات الأبناء والتعامل مع المشكلات السلوكية باستخدامه، وذلك بحضور نخبة من الباحثين والمتخصصين والمهتمين بشؤون الأسرة.
وشهدت الفعالية، التي استضافها مركز الاستشارات العائلية "وفاق"، تدشين سعادة الشيخة شيخة بنت جاسم بن أحمد آل ثاني، وكيل الوزارة المساعد لشؤون الأسرة بوزارة التنمية الاجتماعية والأسرة، "مقياس بيني أنتوني للعلاقات الأسرية"، في خطوة تهدف إلى تعزيز فهم العلاقات الأسرية من منظور الأطفال.
ويعد هذا المقياس أداة مبتكرة لتقييم التفاعلات العائلية عبر وجهة نظر الطفل، مما يتيح رؤى مهمة حول المشاعر العاطفية داخل الأسرة، ويشكل دعما للجهود المبذولة لتحسين الصحة النفسية للأطفال وتعزيز الاستقرار الأسري. ومن خلال منهجية التعلم باللعب، يتمكن الأطفال من التعبير عن مشاعرهم وأفكارهم، مما يوفر للآباء والمختصين فرصة فريدة لفهم احتياجاتهم وتحدياتهم بفعالية.
وفي كلمة له بهذه المناسبة، قال المهندس جبر راشد النعيمي، المدير التنفيذي لمركز "وفاق": "نؤمن بأن التعلم باللعب ليس مجرد وسيلة ترفيهية للأطفال، بل هو أساس لبناء شخصيتهم ومساعدتهم على التفاعل الإيجابي مع محيطهم وتنمية قدراتهم على التعايش ضمن بيئة قائمة على التعاون والمشاركة".
وأكد النعيمي استمرار جهود مركز الاستشارات العائلية "وفاق" في توفير بيئة داعمة للأسرة، تنسجم مع القيم المجتمعية وتساهم في بناء مجتمع متماسك وقوي.
وأضاف أن الأسرة ثروة وطن، ومن خلال برامجنا المتخصصة نعمل على تقوية مهارات الوالدين في التواصل الإيجابي مع أبنائهم، وفهم احتياجاتهم العاطفية والنفسية، وتقديم الدعم الشامل للأسر في مواجهة تحديات الحياة اليومية، بما يسهم في بناء مجتمع متماسك ومستقر اجتماعيا ونفسيا.
وتطرقت الجلسة النقاشية إلى عدة محاور تفاعلية بمشاركة خبراء ومتخصصين في مجالات التربية وعلم النفس، حيث نوقشت موضوعات مختلفة، منها: تحديات السلوك لدى الأطفال، كالعناد، والتشتت، ونوبات الغضب، وأساليب التعامل الإيجابي معها.
كما تناولت الجلسة أسلوب التعلم باللعب كوسيلة لتحفيز الأطفال على التعلم وتعزيز مهاراتهم الاجتماعية، فضلا عن مناقشة تأثير الألعاب الإلكترونية على سلوك الأطفال وهويتهم الوطنية، وسبل توجيه استخدام الألعاب الرقمية بشكل يعزز النمو الإيجابي للطفل.
وفي ختام الحلقة، شدد الخبراء والمتحدثون على أهمية تطوير برامج توعوية متخصصة تزود الآباء والأمهات بالأدوات والأساليب الفعالة للتعامل مع السلوكيات غير المرغوب فيها، بالإضافة إلى تعزيز استراتيجيات التعلم باللعب.
كما أوصى الخبراء بتطوير ورش عمل تفاعلية تساعد الآباء في دمج أنشطة التعلم باللعب ضمن حياتهم اليومية، وتقوية الروابط الأسرية، وتقديم إرشادات حول كيفية تعزيز التواصل الفعال بين الآباء والأبناء.
وتم التأكيد كذلك على أهمية التعاون مع المؤسسات التعليمية لتعزيز الشراكة مع المدارس والمؤسسات الأكاديمية، بما يدعم جهود تربية الأطفال بشكل مشترك ويعزز الوعي المجتمعي بأهمية التربية الوالدية.