تشارك دولة قطر سائر دول العالم، يوم غد /الأربعاء/، الاحتفال باليوم العالمي للتمريض بهدف إبراز الإنجازات التي حققتها الكوادر التمريضية لا سيما في ظل التحدي الصحي التي يواجه العالم اليوم والمتمثل في جائحة كورونا.
ويأتي الاحتفال باليوم العالمي للتمريض تحت شعار" الكوادر التمريضية صوت قيادي رؤية واضحة المعالم لمستقبل الرعاية الصحية"، ويسلط الضوء على التغييرات الإيجابية والمبتكرة في حقل التمريض ودورها في رسم خريطة مستقبل الرعاية الصحية.
وتولي دولة قطر أهمية كبيرة لجهود تعزيز المهنية العالية والتطوير الوظيفي في حقل التمريض، وذلك في إطار التزام القطاع الصحي في الدولة بتزويد المجتمع برعاية صحية متقدمة وعالية الجودة تتمحور حول المريض.
وفي كلمة لها بهذه المناسبة، هنأت سعادة الدكتورة حنان محمد الكواري، وزيرة الصحة العامة، الطواقم التمريضية في مختلف مواقعهم، منوهة بدورهم القيادي في مجال الرعاية الصحية، ومواجهة التحديات الصحية لاسيما جائحة /كوفيد-19/، وقالت في هذا الصدد "لقد كان العام الماضي عاما مليئا بالتحديات للعاملين في قطاع الرعاية الصحية حول العالم وكذلك بالنسبة لكوادر التمريض في كافة مرافق القطاع الصحي في دولة قطر، فقد كانوا في طليعة التدابير التي اتخذها القطاع الصحي ضد /كوفيد-19/".
وأضافت سعادتها "على مدى أكثر من 14 شهرا قامت كوادر التمريض في كل من مؤسسة حمد الطبية ومؤسسة الرعاية الصحية الأولية بشكل خاص والقطاع الطبي بالدولة بشكل عام بأداء العديد من الأدوار لتقديم الرعاية للأشخاص الذين يحتاجون للعلاج نتيجة إصابتهم بأعراض المرض"، مؤكدة أن كوادر التمريض كانت النقطة المركزية في تنفيذ برنامج التطعيم الوطني ضد الفيروس، والذي أتاح للأشخاص الحماية من المرض ومنحهم الأمل في العودة إلى الحياة الطبيعية، ومعربة عن الفخر والامتنان لكل فرد وعضو في كوادر التمريض لمستوى المهنية والالتزام نحو رعاية المريض التي دفعتهم إلى تحقيق مآثر هائلة.
من جانبها، قالت الدكتورة سامية العبدالله ، المدير التنفيذي لإدارة التشغيل في مؤسسة الرعاية الصحية الأولية، إن "ليوم العالمي للتمريض يعد فرصة يتم من خلالها التعبير عن تقديرنا للدور المهم والحيوي الذي تؤديه الكوادر التمريضية في الحفاظ على صحة المجتمع في ظل ظروف جائحة كورونا /كوفيد-19/ التي نعيشها"، لافتة إلى أن " هذه المناسبة تجسد مواصلة للاحتفال بمواصلة هذه الكوادر لعملها الدؤوب والتزامها الثابت بتقديم أفضل مستوى ممكن من الرعاية الصحية لمرضانا، وننتهز هذه الفرصة لتقديم عظيم شكرنا لهذه الكوادر على ما تقدمه من جهود".
ولفتت إلى ضغوط جائحة كورونا على القطاعات الصحية والدور الذي تلعبه الكوادر التمريضية لمواجهة الجائحة، وضمان استمرار الخدمات الطبية، قائلة "لا شك في أن الجائحة قد أثقلت العديد من النظم الصحية بالكثير من الضغوط الأمر الذي أدى إلى ارتباك وتعطيل ملحوظ في نواحي الابتكار في مجال الرعاية الصحية".
كما بينت أنه "نظرا لكون كوادر التمريض والقبالة تعد الشريحة الأكبر في مجال تقديم خدمات الرعاية الصحية، باتت هذه الشريحة تؤدي دورا قياديا قي التحول الجذري في نظم الرعاية الصحية، وهو ما دفع المجلس العالمي للتمريض لاتخاذ "الكوادر التمريضية صوت قيادي رؤية واضحة المعالم لمستقبل الرعاية الصحية" شعارا لليوم العالمي للتمريض لهذا العام".
بدورها، قالت السيدة مريم المطوع، نائب الرئيس التنفيذي للتمريض بالوكالة بمؤسسة حمد الطبية، وعضو مجموعة القيادة التكتيكية لجائحة كورونا /كوفيد-19/ خلال العام الماضي، إن "رسالتنا في مؤسسة حمد الطبية تتمثل في التزامنا بتقديم رعاية صحية آمنة وحانية وفعالة لكل مريض من مرضانا، ويتضح هذا الالتزام بصورة جلية في الممارسات اليومية لخدمات الرعاية المقدمة للمرضى سواء في المرافق المخصصة لرعاية مرضى كورونا أو غيرها من مرافق المؤسسة في مختلف أنحاء دولة قطر".
واعتبرت أن "جائحة كورونا أثبتت أن الكوادر التمريضية جزء لا يتجزأ من جهاز التخطيط لمواجهة الأزمات الصحية وفي التطبيق الفعال للخطط ذات العلاقة في أي نظام صحي في العالم، وإنه من دواعي الفخر والاعتزاز أن نرى كوادر التمريض والقبالة لدينا وهي تقف في الصف الأول في مواجهة جائحة كورونا /كوفيد-19/ بكل شجاعة ومرونة وقدرة على القيادة".
ونوهت السيدة مريم المطوع إلى أن هذه الكوادر التمريضية أبدت قدرة منقطعة النظير على الوقوف في وجه العديد من التحديات، "وهذه هي روح عمل الفريق التي تجمع بين مختلف التخصصات الطبية من الشراكات بين مختلف مرافق القطاع الصحي والتي أسهمت جميعا في نجاح منهجية التصدي لهذه الجائحة".
ويجري الاحتفال باليوم العالمي للتمريض في جميع أنحاء العالم في 12 مايو من كل عام، وهي الذكرى السنوية لميلاد فلورانس نايتنجيل، الممرضة الأشهر في تاريخ البشرية، والتي ساهمت في تطوير مهنة التمريض أواخر القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين.
ويعرف المجلس العالمي للتمريض مهنة التمريض على أنها حقل يشمل"الرعاية المستقلة والتعاونية للأفراد من جميع الأعمار والتركيبات الأسرية والجماعات والأقليات سواء كانوا من المرضى أو الأشخاص المعافين، وفي جميع البيئات وأشكال النسيج الاجتماعي. كما يشمل مفهوم التمريض تعزيز الصحة والوقاية من المرض ورعاية المرضى والمعاقين والأشخاص الذين يمرون في المراحل الأخيرة من حياتهم، ويدعو إلى تعزيز ايجاد بيئة آمنة ومناسبة للبحث، والمشاركة في تشكيل وصياغة السياسات الصحية الخاصة بإدارة النظم الصحية والتعليم والتثقيف الصحي والتركيز على دور الكوادر التمريضية باعتبارها من المكونات الرئيسية لهذا المفهوم.