نظمت الشبكة العربية للمؤسسات الوطنية لحقوق الإنسان، التي تتخذ من الدوحة مقرًا لها، اليوم الإثنين، ندوة حقوقية عن بعد، بمناسبة اليوم الدولي للتضامن مع الشعب الفلسطيني، تحت عنوان "سياسات سلطات الاحتلال الإسرائيلي التمييزية تجاه الفلسطينيين في الأرض الفلسطينية المحتلة"، وذلك بالتعاون مع المؤسسة المستقلة لحقوق الإنسان بدولة فلسطين.
الانتهاكات الممنهجة
وتهدف الندوة إلى تسليط الضوء على الانتهاكات الممنهجة لحقوق الإنسان الفلسطيني من قبل سلطات الاحتلال في الأراضي الفلسطينية المحتلة، وتحديد خطوات وآليات مواجهتها في المستقبل لتجسيد وتفعيل وتقوية التضامن الدولي.
شارك في الندوة رؤساء ونشطاء وممثلون عن المؤسسات الوطنية الأعضاء في الشبكة العربية إلى جانب بعض المنظمات الشريكة، بالإضافة إلى نشطاء تضامنيين فاعلين وممثلين عن مؤسسات دولية وجماعات تضامن مع الشعب الفلسطيني.
سلطان الجمالي: لا يوجد قضية في العالم أحق من القضية الفلسطينية
وفي كلمته الافتتاحية للندوة التضامنية، شدد السيد سلطان بن حسن الجمالي، المدير التنفيذي للشبكة العربية للمؤسسات الوطنية لحقوق الإنسان، على أنه لا يوجد قضية في العالم أحق من القضية الفلسطينية، قائلا "هذا التصنيف تؤيده عشرات القرارات للجمعية العامة للأمم المتحدة ومجلس الأمن، إلا أن الاحتلال ما زال قائما ومستمرا بخطته الاستيطانية التي تستهدف سلب ما تبقى من فلسطين التاريخية، لجعل حل الدولتين أمرًا مستحيلا".
نحن أمة تملك الأسباب والأدوات لحماية حقوقها
وشدد الجمالي على أن الحقوق لا تمنح أو تعطى بالتمني بل بالعمل والإرادة، مضيفًا "نحن أمة تملك الأسباب والأدوات لحماية حقوقها، لذلك علينا ألا نرتهن إلا لمصلحة القضية الفلسطينية باعتبارها القضية المحورية للعالمين العربي والإسلامي، بداية بإنهاء انقسام البيت الفلسطيني وتوحيد جهوده".
كما أشار إلى أن توحد الفلسطينيين سيمكنهم من تقرير مصيرهم وسيعطي لقرارات الشرعية الدولية قوتها التنفيذية في استعادة الحقوق وبناء دولة فلسطينية مستقلة ذات سيادة، داعيا إلى ضرورة تعزيز حرية التعبير وقبول الرأي الآخر ونبذ خطاب الكراهية، وتعزيز حرية التجمع وتشكيل الجمعيات وتعزيز الديمقراطية والمشاركة في السلطة ومكافحة الفساد وتعزيز الشفافية "لأنه إن لم نحترم حقوق بعضنا البعض أنى للعدو أن يحترم حقوقنا".
عصام عاروري: المستعمرات الإسرائيلية باتت تستولي على نصف الربع الذي بقي لنا من مساحة فلسطين
من ناحيته، قال السيد عصام عاروري، المفوض العام للهيئة المستقلة لحقوق الإنسان في فلسطين، "نلتقي اليوم في هذه المناسبة وبعد 74 عامًا من صدور شهادة ميلاد مزدوجة لدولتين على أرض فلسطين، ورغم ما في هذا القرار من إجحاف بمنح أكثر من نصف مساحة فلسطين التاريخية لإقامة إسرائيل، وتشريد أكثر من 80 بالمئة من الفلسطينيين المقيمين على الجزء الذي قامت عليه، ها هي تفرض علينا صراعًا على كل بلاطة وشجرة من الأرض التي احتلتها عام1967، وقال لقد باتت المستعمرات الإسرائيلية تستولي على نصف الربع الذي بقي لنا من مساحة فلسطين حيث تحشرنا في مساحة 8% من فلسطين التاريخية، مقسمة الى 272 معزلًا تفصلها الجدران والأسلاك والعوائق الترابية والطبيعية وتغلق علينا بوابات جعلت معازلنا تشكل أكبر سجون هذا الكوكب، إلى جانب فرض حالة سجن على أكثر من مليوني فلسطيني في قطاع غزة".
وأكد عاروري أنه لا حديث في دولة الاحتلال عن حلول سياسية ولا حتى مفاوضات من أي نوع، مضيفا "نحن لا نسمع غير لغة التهديد والوعيد والتوسع والهدم والتشريد، وربما يجسد سياسة غطرسة القوة قيام مندوب إسرائيل بتمزيق تقرير مجلس حقوق الانسان على منبر الأمم المتحدة في بث حي ومباشر أمام كافة شعوب الأرض وحكامها".
شيخ نيانغ: الشعب الفلسطيني لا يزال يعاني بشكل متزايد من نزع الملكية والعنف
وخلال الندوة، قدم السيد شيخ نيانغ، رئيس لجنة الأمم المتحدة المعنية بممارسة الشعب الفلسطيني لحقوقه غير القابلة للتصرف، والمندوب الدائم للسنغال لدى الأمم المتحدة كلمة مصورة حول الحقوق الفلسطينية غير القابلة للتصرف، قائلا "نحن نحيي ذكرى هذا اليوم بقلوب مثقلة بعدم تحقيق الوعد القاضي باستقلال دولة فلسطين"، لافتا إلى أنه منذ عام 1967 وبعد أكثر من سبعة عقود على النكبة الفلسطينية عام 1948 لا يزال الشعب الفلسطيني يعاني بشكل متزايد من نزع الملكية والعنف، وانعدام الأمن في ظل الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية بما في ذلك القدس الشرقية.
وأوضح أن لجنة الأمم المتحدة المعنية بممارسة الشعب الفلسطيني لحقوقه غير القابلة للتصرف ذكرت، بالرغم من كل القرارات والجهود المبذولة من قبل المجتمع الدولي، أن القضية الفلسطينية لازالت بدون حل، فدولة الاحتلال الإسرائيلي تواصل تعميق احتلالها من خلال توسيع مستوطناتها غير القانونية إلى جانب مصادرة الممتلكات والمباني الفلسطينية وهدم البيوت والتهجير القسري للعائلات الفلسطينية واعتقال المدنيين الفلسطينيين بما فيهم الأطفال، محذرا من أن هذه الممارسات من شأنها تكريس عدم الاستقرار.
تدهور الأوضاع بشكل متسارع يؤكد أن عمل اللجنة أصبح أهم من أي وقت مضى
كما بين نيانغ أن تدهور الأوضاع بشكل متسارع يؤكد أن عمل اللجنة أصبح أهم من أي وقت مضى، مؤكدًا أنه لا يمكن وقف الجهود الدولية لتحقيق السلام العادل على أساس القانون الدولي والقرارات الصادرة من الأمم المتحدة، في وقت انضمت فيه اللجنة إلى المفوضية السامية لحقوق الإنسان والعديد من خبراء الأمم المتحدة في إعرابها عن قلقها العميق حول قرار إسرائيل بتصنيف ست منظمات مجتمع مدني فلسطينية كمنظمات إرهابية، ومنوهًا إلى أن تلك المنظمات الست تعتبر شريكة وموثوقة للجنة وللأمم المتحدة، حيث دأبت تلك المنظمات على مدار سنوات على الدعوة لحماية الأطفال وتعزيز حقوق الإنسان للأطفال والنساء والرجال الفلسطينيين.
إلى ذلك، استعرض السيد ريتشارد فولك، المقرر الخاص السابق للأمم المتحدة المعني بحالة حقوق الإنسان في الأرض الفلسطينية المحتلة منذ العام 1967، ورقة عمل حول "فلسطين في المشهد القانوني الدولي"، فيما تناول السيد صالح حجازي، ممثل منظمة العفو الدولية، في ورقة عمل أخرى "ممارسات سلطات الاحتلال في الارض الفلسطينية المحتلة منذ 1967"، مثلما تطرقت السيدة سحر فرنسيس، ممثلة مؤسسة الضمير لرعاية الأسير وحقوق الإنسان الفلسطينية المستقلة، القرار الإسرائيلي الأخير بوسم ست منظمات مجتمع مدني فلسطينية " كمنظمات إرهابية".
يذكر أن اليوم الدولي للتضامن مع الشعب الفلسطيني، يعد فرصة لتذكير الشعوب والدول الأعضاء في الجمعية العامة للأمم المتحدة بالتزاماتها تجاه الشعب الفلسطيني بإنهاء الاحتلال الاسرائيلي للأراضي المحتلة في العام 1967، وتطبيق قرارات الشرعية الدولية ذات الصلة بالقضية الفلسطينية، وترجمة المجتمع الدولي لمواقفه من نظام الأبارتهايد (الفصل العنصري)، والذي يتطلب اتخاذ المواقف والخطوات العملية التي تكفل احترام وتطبيق القانون الدولي، ووضع حد للاحتلال وسياساته الاحتلالية التمييزية.