شهدت صاحبة السمو الشيخة موزا بنت ناصر، رئيس مجلس إدارة مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع، اليوم الثلاثاء افتتاح النسخة الثانية من قمة "إرثنا"، التي تنظمها مؤسسة قطر على مدار يومين تحت شعار "بناء إرثنا: الاستدامة والابتكار والمعرفة التقليدية"، والتي تم من خلالها الإعلان عن الفائزين الأربعة بجائزة "إرثنا" لعام 2025.
وحضر الافتتاح سعادة الشيخة هند بنت حمد آل ثاني نائب رئيس مجلس إدارة مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع والرئيس التنفيذي للمؤسسة، ونخبة من القادة العالميين والمحليين والعلماء والمهندسين المعماريين والناشطين والفنانين، وذلك لاستكشاف مدى إسهام المعرفة التقليدية والابتكار في تشكيل أدوات قوية لبناء القدرة على التكيف والصمود.
الجدير بالذكر أن "إرثنا: مركز لمستقبل مستدام"، التابع لمؤسسة قطر، أطلق النسخة الأولى من جائزة "إرثنا" في يوم الأرض 2024، للاحتفاء بالمشاريع الرائدة التي تهتم باستلهام الموروث الثقافي في تقديم حلول مبتكرة للتحديات البيئية المعاصرة.
وبختام هذه النسخة من الجائزة، سيحصل الفائزون الأربعة، الذين تم اختيارهم من بين 12 مشروعا استثنائيا، على جائزة مالية قيمتها مليون دولار لدعم وتسريع تنفيذ مشاريعهم.
وتم اختيار الفائزين الأربعة بعد مراجعة دقيقة لاختيار حلول شاملة وجذرية مستلهمة من الموروث الثقافي لبناء مستقبل مستدام، وهم: مؤسسة المزارع تانته من الكاميرون، والتي تعمل على إشراك المجتمعات في الحفاظ على المياه من خلال حماية مصادر الينابيع، وتطبيق المعرفة التقليدية، وتحسين جودة المياه باستخدام أساليب تنقية مستدامة.
ومؤسسة "سوما كاوساي كولومبيا" - "واسيكاماس إكونيرا" من كولومبيا، والتي تعمل على التخفيف من آثار تغير المناخ عبر دمج المعرفة التقليدية لشعوب الإبيرارا سيابيادارا، وإنغا، وسيونا، وكوفان لحماية التنوع البيولوجي وتعزيز التعايش المتناغم مع الطبيعة.
ومبادرة بذور التغيير – "بلومينغ وورلد إنترناشونال" من كينيا، والتي تعمل على مكافحة انعدام الأمن الغذائي من خلال إحياء المعرفة الزراعية التقليدية، والترويج للخضروات الإفريقية الأصلية، وتمكين النساء والشباب من خلال ممارسات الزراعة المستدامة.
و"ثرايفينغ فيشرز، ثرايفينغ أوشنز" من "بلو فنتشرز" (كينيا، السنغال، إندونيسيا، مدغشقر، بليز)، وهو مشروع لاستعادة مصايد الأسماك الاستوائية من خلال دعم الصيادين التقليديين، والتصدي للصيد الجائر، وفقدان المواطن الطبيعية، وتغير المناخ، بالشراكة مع المجتمعات الساحلية.
الشيخة هند بنت حمد آل ثاني: توصيات المؤتمر يجب أن تراعي خصوصية ثقافتنا وبيئتنا وألا تُستنسخ من تجارب لا تشبه واقعنا
وقالت سعادة الشيخة هند بنت حمد آل ثاني: "إن تجارب الإنسان مع الطبيعة تختلف من مكان إلى مكان، ومن بيئة إلى بيئة، بل من زمان إلى زمان. هذا ما يحفزنا أن نصر على أن تكون مخرجات اجتماعنا هذا ملائمة لثقافتنا وحضارتنا وجغرافيتنا ومناخنا، وأن يكون كل مقترح يختص بما يلائمه من مكان وبيئة وطبيعة، دون انبهار بآخر لا يشبهنا في الجغرافيا ولا التاريخ ولا الثقافة. نريد من مؤتمراتنا وقممنا أن نتفق فيها على ما تأمرنا به الفطرة".
من جانبه، أشاد الدكتور غونزالو كاسترو دي لا ماتا، المدير التنفيذي لمركز "إرثنا"، بالفائزين وبمشاريعهم المبتكرة المستلهمة من الموروث الثقافي، قائلا: "تحتفي جائزة "إرثنا" بالحلول المستلهمة من المعرفة العميقة والخبرات المتراكمة لمواجهة التحديات البيئية المعاصرة".
وأضاف: "أثبت الفائزون أن الابتكار الحقيقي لا يقوم على اعتماد التقنيات الحديثة فحسب، بل يعتمد أيضا على إحياء الممارسات التقليدية، التي أثبتت فعاليتها، وتكييفها من أجل مستقبل مستدام. وتبرهن مشاريعهم على أهمية إعادة تصور الممارسات التي اعتمدناها سابقا بحيث تلبي احتياجات عصرنا الحالي، من أجل تحقيق التقدم والازدهار".
وفي هذا السياق، قامت ندى الخراشي، المصممة المحلية البارزة في مجال الاستدامة وخريجة جامعة فرجينيا كومنولث كلية فنون التصميم في قطر، إحدى الجامعات الدولية الشريكة لمؤسسة قطر، بتصميم جائزة إرثنا" التي حملت اسم "صدى إرثنا". وقد استمدت الخراشي إلهامها من نمط الموجات الصوتية لكلمة "إرثنا"، محولة إياها إلى مجسم يجسد أثر "إرثنا".
وتوصلت جائزة "إرثنا" بأكثر من 400 مشاركة من أكثر من 100 دولة، عقب أول إعلان عن دعوات التقديم للجائزة. واختارت لجنة تحكيم عالمية رفيعة المستوى 12 مرشحا خضعوا بعد ذلك لتقييم دقيق من قبل لجنة تحكيم دولية، ضمت السيد فهد بن محمد العطية، المؤسس والرئيس التنفيذي لمؤسسة /كارافان إيرث/، وفخامة الرئيس إيفان دوكي الرئيس السابق لجمهورية كولومبيا، والسيد روبن هانبوري-تينيسون مؤسس "سرفايفل إنترناشونال"، والدكتورة فراني لوتييه الشريكة الأولى والرئيسة التنفيذية لمجموعة "ساوث بريدج للاستثمارات"، وفخامة السيدة ماري روبنسن رئيسة أيرلندا السابقة.
وتمنح جائزة "إرثنا" كل عامين، وسيتم الإعلان عن تفاصيل النسخة الثانية من الجائزة في وقت لاحق من العام الجاري.
