جدد الدكتور ماجد بن محمد الأنصاري مستشار رئيس مجلس الوزراء المتحدث الرسمي لوزارة الخارجية، على الموقف القطري الرافض للانسياق في إطار مساومات سياسية لأي طرف كان، مشيرا إلى أن جهود الوساطة بشأن قطاع غزة مستمرة رغم صعوبة المفاوضات.
وقال الأنصاري خلال الإحاطة الإعلامية التي تنظمها وزارة الخارجية: "إن دولة قطر تتعامل مع الدول كمؤسسات، ودورنا معروف لدى الجميع، ومحاولات بعض السياسيين التكسب سياسيا أو مواجهة الأزمات الداخلية من خلال تصريحات تتهم دولة قطر وتستهدفها بمعلومات زائفة بالكامل وليس لها أي أساس من الصحة، لن تجرنا إلى هذا المنزلق أوالدخول في أمور سياسية داخلية نحن غير معنيين بها".
د.ماجد الأنصاري: الجهود القطرية لإنهاء الحرب في غزة تنبع من موقف ثابت ونزاهة تحظى بإجماع دولي
وأضاف أن "موقف دولة قطر واضح منذ اليوم الأول للحرب، وجهود الوساطة التي تقودها دولة قطر وجمهورية مصر العربية والولايات المتحدة الأمريكية، هي جهود واضحة للجميع، ومنصبة أساسا على إنهاء هذه الحرب الكارثية في قطاع غزة، ورسم مسار للسلام، ونزاهة قطر مشهود بها دوليا، وليس من طرف واحد أو طرفين"، لافتا إلى أن جميع البيانات والتصريحات التي صدرت من مختلف الأطراف تنصب في هذا السياق، بما في ذلك تصريحات الرئيس الإسرائيلي خلال الأيام الأخيرة.
ونوه مستشار رئيس مجلس الوزراء المتحدث الرسمي لوزارة الخارجية بجهود قطر التي تحظى بتقدير الجميع، مبينا أن هذه الجهود هي التي نتج عنها هدنتان لوقف إطلاق النار، والإفراج عن أكثر من 130 رهينة في إطار هذه الجهود.
وقال مستشار رئيس مجلس الوزراء المتحدث الرسمي لوزارة الخارجية: "إن السؤال المطروح هو كم رهينة تم الإفراج عنها عبر الجهد العسكري، وعبر هذه الحرب الدائرة في قطاع غزة؟ في المقابل نتج عن هذه الوساطة الإفراج عن عدد كبير من الأشقاء الفلسطينيين من السجون الإسرائيلية، وكذلك دخول كميات كبيرة من المساعدات إلى قطاع غزة، ووقف إطلاق النار، بالإضافة إلى إطلاق سراح الرهائن".
وجدد التأكيد على مواصلة دولة قطر لجهودها في الوساطة بشأن قطاع غزة بالتعاون مع شركائها الإقليميين والدوليين، قائلا بهذا الصدد: "لن تردعنا التصريحات الإسرائيلية، ولن تردعنا محاولات تشويه الوسطاء سواء في دولة قطر أو في جمهورية مصر العربية، على العكس تماما، جهودنا مستمرة على الرغم من صعوبة الموقف، وعلى الرغم من الوضع الإنساني الكارثي المستمر في قطاع غزة".
وأشار إلى أن الاتصالات جارية ومستمرة بين معالي الشيخ محمد بن عبدالرحمن بن جاسم آل ثاني رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية، ونظرائه في الإقليم وخارجه، في إطار الجهود المستمرة لوقف الحرب في قطاع غزة، مبينا أن التركيز منصب الآن على ضرورة إيقاف حالة تسليح المساعدات التي تنتهجها إسرائيل خلال هذه الفترة.
وأكد على رفض دولة قطر، منذ اليوم الأول لهذه الحرب، لأن تكون المساعدات هي السلاح الذي يتم استخدامه بهذه الحرب، أو ورقة تفاوضية يتم استخدامها في أي حرب كانت وفي أي مكان بالعالم، لافتا إلى أنه لا يمكن القبول بأن تكون المساعدات مقرونة بالابتزاز السياسي لصالح أي طرف.
د.ماجد الأنصاري: قطر تعمل مع شركائها على إيجاد حلول لدخول المساعدات إلى قطاع غزة
وبين أن دولة قطر تعمل مع شركائها في جمهورية مصر العربية والولايات المتحدة الأمريكية، على إيجاد حلول لدخول المساعدات إلى قطاع غزة، داعيا إلى ضغط دولي كامل لإيجاد حلول لإدخال جميع أشكال المساعدات إلى قطاع غزة بأقرب وقت ممكن.
وقال مستشار رئيس مجلس الوزراء المتحدث الرسمي لوزارة الخارجية: "إننا ندرك أن الاستقطاب السياسي داخل إسرائيل هو الدافع الرئيسي وراء الاتهامات الإسرائيلية لدولة قطر، وبالتالي نحن نعلم أن انخراط إسرائيل في هذه الوساطة منذ اليوم الأول مع بقية الأطراف لم يتوقف على الرغم من كل هذه الاتهامات، ونحن نعلم كذلك يقينا من يقف في طريق الوصول إلى اتفاق، وكانت هناك فرص كثيرة لإنهاء هذه الحرب، والوصول إلى اتفاق يؤدي إلى سلام دائم في قطاع غزة، إلا أننا ما زلنا نعمل على إيجاد فرص جديدة، وسنستمر في التواصل مع الأطراف".
وأضاف أنه "على من يريد أن يكيل هذه الاتهامات للوسطاء أن يعلم أن هذا لن يخدم جهود الوساطة والوصول إلى حل، وكذلك عليه أن يعلم أن دولة قطر عصية على مثل هذه الاتهامات، وسمعة قطر معروفة دوليا، وثبتت من خلال التعامل مع مختلف الملفات، وليس في ملف الوساطة فقط، ونحن غير معنيين بهذه التصريحات"، لافتا إلى أن أهمية وجود دولة قطر في الوساطة هو الأمر الثابت في المعادلة، أما الطارئ فيها فيكمن في الاتهامات التي تكال إلى دولة قطر.