شهدت صاحبة السمو الشيخة موزا بنت ناصر رئيس مجلس إدارة مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع، اليوم، حفل تكريم خريجي مؤسسة قطر 2025، الذي أقيم في مركز قطر الوطني للمؤتمرات، حيث تم تكريم أكثر من ألف طالب وطالبة تخرجوا في مؤسسات التعليم العالي بمؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع.
وحضرت سعادة الشيخة هند بنت حمد آل ثاني نائب رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي لمؤسسة قطر، الحفل الذي يمثل محطة مهمة في حياة الخريجين وفي مسيرة مؤسسة قطر، إلى جانب عدد من أصحاب السعادة الوزراء وكبار الشخصيات وعمداء الجامعات وأعضاء هيئة التدريس وعائلات خريجي دفعة هذا العام.
صاحبة السمو: الشهادة بداية الطريق والشغف بالمعرفة سبيل للتحرر الفكري والارتقاء الروحي
وقالت صاحبة السمو، في كلمة ألقتها للخريجين بهذه المناسبة: "أبارك لكم بناتي وأبنائي الخريجين ولأسركم الكريمة. وأتمنى أن لا تنتهي رحلتكم مع العلم بإنهائكم المرحلة الجامعية، قد تكون الشهادة ضرورية لضمان الوظيفة والاستقرار المادي، إلا أن الشغف المستمر للمعرفة ضرورة للارتقاء الروحي والنفسي الذي يحرر بدوره العقل والقلب من عبودية القوالب النمطية والأحكام المسبقة".
ويشكل حفل تكريم خريجي مؤسسة قطر لهذا العام مناسبة مميزة، حيث يصادف العام 2025 الذكرى السنوية الثلاثين لتأسيس المؤسسة، بما يكرس إنجازات المؤسسة على مدار ثلاثة عقود من التأثير والابتكار وتوفير الفرص في مجالات مختلفة، أهمها التربية والعلوم وتنمية المجتمع، بالإضافة إلى ترسيخ دور المؤسسة في إنتاج المعرفة والتزامها بتحقيق التقدم على مستوى التنمية البشرية والاجتماعية في المنطقة والعالم.
وأسهمت مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع على مر السنين، في تخريج أكثر من 11 ألف طالب وطالبة من جامعات مؤسسة قطر، الذين يتركون بصمتهم كقادة ومبتكرين ومحركين للتغيير الإيجابي محليا وإقليما ودوليا.
لولوة الخاطر: التعليم في مؤسسة قطر رؤية مستمرة تقودها القيم وتُعد الأجيال للمستقبل ببصيرة ومعنى
وقالت سعادة السيدة لولوة بنت راشد بن محمد الخاطر وزير التربية والتعليم والتعليم العالي، التي شهدت حفل التكريم: "في لحظة احتفائنا بهذه الدفعة من خريجي مؤسسة قطر، نقف أيضا وقفة تأمل في إرث تجاوز حدود الصفوف الدراسية. فعلى مدى ثلاثة عقود، أعادت مؤسسة قطر تعريف التعليم، ليس كمحطة نهائية، بل كرؤية ترى فيه رحلة مستمرة نحو الفهم والتساؤل والمعنى والابتكار. وهو نموذج يستند إلى قيمنا الوطنية، منفتح على العالم، ويعد المتعلمين لقيادة المستقبل ببصيرة ونزاهة. وتفخر وزارة التربية والتعليم والتعليم العالي بدعم هذه الرؤية التي تواصل رسم ملامح مسيرة قطر نحو مستقبل أكثر شمولا واستنارة، يرتكز على المعرفة ويقوده الإنسان".
جيل واعد
وينتمي خريجو دفعة 2025، الذين عبروا "بوابة المستقبل" في حفل التكريم هذا العام، إلى 74 جنسية، 61 بالمئة منهم إناث، و39 بالمئة منهم قطريون، ويشير عبور "بوابة المستقبل" إلى الانطلاق في مرحلة جديدة من حياتهم.
وقال فرانسيسكو مارموليجو رئيس التعليم العالي ومستشار التعليم في مؤسسة قطر: "نحن فخورون في مؤسسة قطر بتفاني والتزام خريجينا هذا العام. نحن على ثقة بأنهم تلقوا تعليما عالمي المستوى، وامتلكوا حسا عميقا بالالتزام والأخلاق وخدمة المجتمع. لهذه الدفعة من خريجي مؤسسة قطر أهمية خاصة، لأنها تعكس إرث مؤسسة قطر الذي يمتد على مدار 30 عاما من الإنجازات وإحداث التأثير الإيجابي".
وتابع: "إن حفل تكريم خريجي مؤسسة قطر ليس مجرد مناسبة احتفالية بل هو محطة فارقة نكرم فيها جهود طلابنا، ونقدر الدعم الذي قدمته عائلاتهم، ونحتفي ببداية فصل جديد".
وقال ويل أحمد رائد الأعمال المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة ووب للأجهزة القابلة للارتداء لمتابعة اللياقة والصحة المتحدث الرئيسي في حفل تكريم خريجي مؤسسة قطر 2025: "المدينة التعليمية مكان مميز يجمع الطلاب من جميع أنحاء العالم. إنه لشرف عظيم أن نحتفل بهذا الحدث".
وأضاف: "إنها فرصة بالغة الأهمية. إن التنوع في هذه الدفعة لا يقتصر على الجغرافيا أو الثقافة فحسب، بل يشمل أيضا العقلية والطموح والمسارات الفريدة التي يسلكها هؤلاء الطلاب. إنهم يمثلون الجيل القادم من القادة في مجالات تتراوح من العلوم والطب إلى السياسة والتصميم وغيرها".
وتابع: "عندما تخرجت من الجامعة، كنت ملتزما بشدة بتأسيس شركة، لكنني واجهت أيضا الكثير من التشكيك حتى من المقربين مني. قد يكون التخرج أمرا شاقا. إنه بداية فصل جديد، ومن السهل الشعور بالضغط لتحقيق توقعات الآخرين. هدفي هو مساعدة هؤلاء الخريجين على الثقة بقدراتهم وبقناعاتهم لتحقيق أحلامهم.. آمل أن يغادروا مكان تخرجهم وهم واثقون من قدرتهم على البناء سواء كانت شركة أو مجتمعا أو حياة تعكس قيمهم. لستم بحاجة إلى تخطيط محكم لكل خطوة. ما تحتاجونه هو الاقتناع والفضول والشجاعة للبدء".
إبداع وتفوق
وخلال الحفل، تم تكريم 16 خريجا من دفعة 2025 بجائزة مؤسسة قطر للتفوق، وذلك تقديرا لتميزهم الأكاديمي خلال مسيرتهم التعليمية في مؤسسة قطر، حيث تم تقديم أكثر من 100 طلب هذا العام، واختارت لجنة مخصصة للمراجعة مؤلفة من ممثلين عن جامعات مؤسسة قطر أفضل المتقدمين.
من جانبها، قالت الدكتورة سماح قمر مدير إدارة الشؤون الأكاديمية بمؤسسة قطر: "صممنا جائزة مؤسسة قطر للتفوق لتعكس المسار الكامل لرحلة الطلاب في المدينة التعليمية، بدءا من التفوق الأكاديمي والتفكير متعدد التخصصات، وصولا إلى المسؤولية الاجتماعية والاستعداد المهني".
وأضافت: "يمثل الفائزون بجائزة هذا العام ما تقدمه منظومة مؤسسة قطر متعددة الجامعات، طلاب يتجاوزون حدود تخصصاتهم ويوظفون معارفهم في إحداث تأثير إيجابي على أرض الواقع".
وقد تم تكريم الفائزين بجائزة مؤسسة قطر للتفوق، لما أظهروه من تفوق أكاديمي، وعقلية متعددة التخصصات، والالتزام بإحداث تأثير اجتماعي ملموس. كما تنوعت إسهاماتهم بين البحوث في مجال الاستدامة مدعومة بالذكاء الاصطناعي، وابتكارات سريرية تعتمد على تقنيات الواقع الافتراضي. وقد تمكن العديد من عبور حدود القاعات الدراسية، فبادروا بتنظيم فعاليات ثقافية، وإطلاق حملات وطنية، والمشاركة في مؤتمرات دولية، وبناء شراكات محلية، فضلا عن مساهماتهم في تمكين الآخرين ودعمهم من خلال التوجيه والمبادرات الشاملة التي قادوها.
وقالت مدير إدارة الشؤون الأكاديمية بمؤسسة قطر: "ما يميز هؤلاء الطلاب ليس فقط ما يمتلكونه من معرفة، بل الطريقة التي وظفوا بها هذه المعرفة لتحقيق إنجازات ملموسة. أسهم كل من الفائزين بجائزة مؤسسة قطر للتفوق في خدمة مجتمعه وتخصصه، وترك أثرا واضحا في المجتمع ككل. وهم يجسدون رسالة مؤسسة قطر، التي تتمثل في إطلاق الإمكانات البشرية، وتنمية قادة متكاملين قادرين على التصدي لتحديات هذا العصر".
وتضم منظومة التعليم العالي في مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع جامعة حمد بن خليفة التابعة لها، وسبع جامعات دولية شريكة هي جامعة كارنيجي ميلون في قطر، وجامعة جورجتاون في قطر، وجامعة نورثويسترن في قطر، وجامعة تكساس إي أند أم في قطر، وجامعة الدراسات العليا لإدارة الأعمال HEC Paris في الدوحة، وجامعة فرجينيا كومنولث كلية فنون التصميم في قطر، ووايل كورنيل للطب - قطر.
ويستفيد خريجو هذه الجامعات والطلبة الذين يواصلون مسيرتهم الأكاديمية فيها من التعلم في بيئة معرفية فريدة ومترابطة، أسستها مؤسسة قطر وطورتها على مدار الثلاثين عاما الماضية، ويحصلون على تعليم عالمي المستوى في مجالات تتراوح بين الطب والهندسة والفنون والتصميم والاتصالات والشؤون الدولية، وصولا إلى علوم الحاسوب والدراسات الإسلامية والقانون والسياسات العامة والعلوم الإنسانية والاجتماعية وإدارة الأعمال.
وتتيح الطبيعة المتكاملة لمنظومة مؤسسة قطر لطلابها فرصة الالتحاق بمقررات دراسية في جامعات مختلفة متقاربة، واكتساب خبرة عملية في البحث العلمي وريادة الأعمال التكنولوجية، بما في ذلك تحويل مشاريعهم الجامعية الناشئة إلى مشاريع تجارية، وتنمية المواطنة والرغبة في تحقيق التنمية الذاتية من خلال قيادة البرامج المجتمعية ودعمها، والمشاركة في العمل التطوعي، والاستفادة من فرص التفاهم بين الثقافات واستكشاف اهتمامات جديدة.