في ظل الروابط القوية للصداقة والتعاون بين دولة قطر والولايات المتحدة الأمريكية الصديقة، استقبل حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، فخامة الرئيس دونالد ترامب رئيس الولايات المتحدة الأمريكية، في الدوحة، ضمن زيارة الدولة لفخامته خلال الفترة من 14 إلى 15 مايو 2025. وأعلن خلال هذه الزيارة عن العديد من الإنجازات البارزة الجديدة التي من شأنها أن تعزز وتوسع العلاقات الاستراتيجية القائمة بين البلدين الصديقين.
تعاون في قضايا إقليمية
تعمل دولة قطر والولايات المتحدة الأمريكية بشكل وثيق لمواجهة التحديات العالمية والإقليمية. وخلال الزيارة، نوه الرئيس ترامب بجهود قطر المستمرة في دعم السلام الإقليمي، وأشاد بمساهماتها كشريك رئيسي في مكافحة الإرهاب العالمي، والتطرف العنيف ومساهم فعال في دبلوماسية الأزمات. وتناولت مباحثات الزعيمين التطورات الإقليمية الجارية في كل من غزة وسوريا ولبنان.
وقد أعرب الرئيس ترامب عن تقديره لجهود الوساطة المستمرة لقطر وجمهورية مصر العربية الشقيقة، والتي أسفرت عن إطلاق سراح الرهينة الأمريكي، عيدان ألكسندر، وأكد البلدان مجددا التزامهما بتأمين وقف دائم لإطلاق النار والاستقرار في غزة وإطلاق باقي الرهائن.
ورحبت دولة قطر باعتزام الرئيس ترامب رفع العقوبات المفروضة على الجمهورية العربية السورية، معتبرة ذلك خطوة مهمة نحو دعم الاستقرار والازدهار والسلام للشعب السوري الشقيق. وأكد البلدان على أهمية مكافحة الإرهاب، وحرمان الجهات المعادية من الوصول إلى الأراضي السورية، ومنع تحول سوريا إلى قاعدة للتهديدات الإقليمية. كما ناقشا الحاجة إلى دعم الحكم الشامل لضمان التماسك الوطني على المدى الطويل ومنع تجدد الصراع الطائفي. ودعماً للمرحلة الانتقالية الحالية في سوريا، انخرط البلدان في مزيد من المناقشات بغرض تعزيز التعاون في المجال الإنساني والاستجابة للاحتياجات الملحة.
تعاون دفاعي وأمني
تحتفظ دولة قطر والولايات المتحدة الأمريكية بشراكة دفاعية وأمنية قوية، مبنية على القيم المشتركة والثقة العملياتية، وخلال الزيارة، زار الرئيس ترامب قاعدة العديد الجوية والمقر المتقدم للقيادة المركزية الأمريكية.
وتوسيعاً للشراكة الدفاعية القوية القائمة بين البلدين، أبرم البلدان الاتفاقيات التالية: خطاب نوايا بشأن التعاون الدفاعي بين وزارة الدفاع القطرية ووزارة الدفاع الأمريكية؛ وخطاب القبول الخاص بأنظمة جنرال أتوميكس MQ-9B، والذي اشترت قطر بموجبه أنظمة MQ-9B التي ستعزز قدرات قطر والجيش الأمريكي؛ وخطاب القبول لنظام FS-LIDS المضاد للطائرات بدون طيار، وهذه الصفقة تجعل قطر أول عميل دولي لنظام شركة رايثيون للدفاع المتكامل ضد الطائرات بدون طيار الصغيرة والبطيئة والمنخفضة.
فيديو - سمو الأمير المفدى يستقبل رئيس الولايات المتحدة الأمريكية. #قطر #أمريكا pic.twitter.com/Ig5Xjr6Y1R
— الديوان الأميري (@AmiriDiwan) May 16, 2025
كما أطلقت قطر والولايات المتحدة العديد من مبادرات التعاون في مجال إنفاذ القانون بشأن تبادل المعلومات والأمن المشترك والتدريب على إنفاذ القانون. وأبرم البلدان الاتفاقيات التالية: خطاب نوايا بين وزارة الداخلية في دولة قطر وشركة بالو ألتو نتوركس؛ وخطاب نوايا بين وزارة الداخلية في دولة قطر وشركة ديل للتكنولوجيا والحلول؛ وخطاب نوايا في مجال تطوير وسائل الابتكار والأمن وتبادل المعرفة والخبرات بين وزارة الداخلية في دولة قطر وشركة أنبلجند بيرفورمانس؛ ومذكرة تفاهم بين وزارة الداخلية في دولة قطر ممثلة بالإدارة العامة لنظم المعلومات وشركة إنترناشيونال بيزنس ماشينز قطر ذات المسؤولية المحدودة.
تعزيز التعاون الاقتصادي
تتمتع دولة قطر والولايات المتحدة الأمريكية بعلاقة اقتصادية تاريخية قوية، والتي تعد ركيزة أساسية للعلاقة الثنائية الأوسع نطاقا. وتحافظ قطر على استثمارات متنوعة للغاية عبر مختلف القطاعات في الولايات المتحدة.
وخلال الزيارة، تم إبرام اتفاقية بين الخطوط الجوية القطرية وشركة بوينغ للطائرات. إن خطابات النوايا ومذكرات التفاهم والاتفاقيات التي تم التوقيع عليها خلال هذه الزيارة تهدف إلى تعزيز وتوسيع الشراكة الاقتصادية بين البلدين.
التكنولوجيا والطاقة
استكشفت دولة قطر والولايات المتحدة الأمريكية فرص التعاون التكنولوجي في القطاعات المتقدمة، لا سيما الذكاء الاصطناعي، وأشباه الموصلات، والأمن الرقمي. وقد اتفق البلدان على استكشاف سبل التنسيق في آليات الرقابة على صادرات التقنيات الحساسة ذات الأهمية.
وتتمتع دولة قطر والولايات المتحدة الأمريكية بشراكة طويلة الأمد في قطاع الطاقة، قائمة على المصالح المشتركة والتعاون الاستراتيجي. وقد قامت قطر بدور فعال في الاستثمار في البنية التحتية للطاقة في الولايات المتحدة، مما يعزز أمن الطاقة الأمريكي وقوته الصناعية.
تطوير التعليم
تتمتع دولة قطر والولايات المتحدة الأمريكية بعلاقة تعاون طويلة الأمد في مجال التعليم، والتي تظل عنصرا مهما في العلاقة بين البلدين. ويجسد هذا التعاون من خلال وجود ست جامعات أمريكية مرموقة تعمل في المدينة التعليمية التابعة لمؤسسة قطر، بالإضافة إلى العدد المتزايد من الطلاب القطريين الذين يسعون للحصول على فرص تعليمية في المؤسسات التعليمية بالولايات المتحدة الأمريكية.
وقامت مؤسسة قطر بتجديد اتفاقيات الشراكة مع جامعة كارنيجي ميلون وجامعة جورجتاون لمدة عشر سنوات إضافية، مما يعكس التزاما مشتركا بتعزيز التعاون الأكاديمي طويل الأمد والشراكة المؤسسية. ويعكس هذا التجديد استمرار الالتزام بتعزيز التعاون الأكاديمي طويل الأمد، والتفاهم الثقافي المتبادل، والاحترام المتبادل بين دولة قطر والولايات المتحدة الأمريكية.
الاستثمار الاستراتيجي
تعكس الاتفاقيات المحورية التي تم التوقيع عليها خلال الزيارة إلى الدوحة التزاما مشتركا بشأن تعزيز النمو والاستقرار من خلال شراكتهما المثمرة.
فعلى مر السنوات، قامت دولة قطر بالاستثمار في قطاعات حيوية مثل الدفاع والطاقة والتقنيات المتقدمة، وتسهم الشراكات الاستراتيجية لدولة قطر مع الولايات المتحدة بشكل مباشر في خلق فرص العمل وتطوير القوى العاملة في جميع أنحاء الولايات المتحدة. وتساهم هذه الاستثمارات في تعزيز القدرة الصناعية والابتكار على المدى الطويل.
خلال الزيارة، وقعت دولة قطر والولايات المتحدة الأمريكية إعلانا مشتركا للتعاون يعزز العلاقة الاستراتيجية ويحقق المصالح المشتركة. ويعكس الإعلان التزام البلدين المشترك بتعزيز الشراكة الاستراتيجية طويلة الأمد، وتطوير التعاون عبر مختلف القطاعات، وتعزيز الازدهار المتبادل. وتؤكد هذه الخطوة عمق العلاقات بين قطر والولايات المتحدة، وتجدد التزامهما بالحوار والابتكار والاستقرار العالمي.