- قطر باتت حليفًا استراتيجيا لفرنسا في منطقة الشرق الأوسط
- توافق الآراء في القضايا السياسية أهم عوامل ارتقاء العلاقات بين قطر وفرنسا
- 1.36 مليار دولار أمريكي قيمة التبادل الجاري بين قطر وفرنسا خلال عام 2020
- 418 شركة من بينها 68 شركة بملكية فرنسية بنسبة 100% و339 شركة أقيمت بالشراكة مع الجانب القطري
- التعاون في مجالي الأمن والدفاع بين قطر وفرنسا يبرهن على متانة العلاقات الفرنسية القطرية
يستقبل حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، مساء اليوم الجمعة، بالديوان الأميري، فخامة الرئيس إيمانويل ماكرون رئيس الجمهورية الفرنسية، في إطار زيارة عمل يقوم بها فخامته للدولة تبحث علاقات التعاون بين البلدين وسبل دعمها وتعزيزها، وعددا من المستجدات ذات الاهتمام المشترك.
وتأتي هذه الزيارة تتويجًا للعلاقات المتميزة بين قطر وفرنسا، والتجانس القائم بين السياسة الخارجية للدولتين، والمواقف المتقاربة بينهما في عدد كبير من الملفات الدولية.
متانة العلاقات بين البلدين
وأكد سعادة الشيخ علي بن جاسم آل ثاني سفير دولة قطر لدى الجمهورية الفرنسية في تصريح لوكالة الأنباء القطرية -تعقيبًا على الزيارة- متانة العلاقات بين دولة قطر والجمهورية الفرنسية، والتي توطدت في السنوات الأخيرة من خلال الزيارات المتبادلة بين كبار المسؤولين في البلدين.
وشدد سعادته على أهمية هذه الزيارة لمواصلة تنسيق المواقف ذات الصلة بالملفات الإقليمية، في وقت يبرز فيه الدور الذي تلعبه دولة قطر في فض النزاعات الدولية، وتخفيف حدة الأزمات في مناطق عديدة من العالم.
حليف استراتيجي
ويمكن القول إن قطر باتت حليفًا استراتيجيا لفرنسا في منطقة الشرق الأوسط، فدائماً ما يسود التشاور بشكل منتظم بشأن المواضيع الإقليمية والدولية الكبرى، ومن العوامل التي أدت إلى الارتقاء بالعلاقات الثنائية بين البلدين تأتي القضايا السياسية التي اجتمعت فيها قطر وفرنسا في المقدمة، فقد شاركت دولة قطر فرنسا عام 2007 في عملية الإفراج عن الممرضات المسجونات في ليبيا، كونها الضامن في عملية الإفراج عن الممرضات، وتعاونت دولة قطر وفرنسا في إيجاد حل للأزمة اللبنانية عام 2008 والتي تمخضت عن "اتفاق الدوحة"، كما التقت وجهات النظر إزاء معالجة الأزمات التي تشهدها مناطق أخرى في الصومال، وجيبوتي، وإريتريا، وسوريا، ودعم المسيرة الديمقراطية في دول الربيع العربي.
العلاقات الاقتصادية
تتسم العلاقات الاقتصادية بين قطر وفرنسا بالمتانة سواء على المستوى التجاري أو المالي، وللتبادل التجاري مع فرنسا دور مهم في تعزيز العلاقات الاقتصادية والتجارية بين البلدين، إذ بلغ نحو 1.36 مليار دولار أمريكي خلال عام 2020، فيما تجاوزت قيمة المبادلات التجارية الثنائية بين البلدين بانتظام مليارَي يورو سنوياً منذ عام 2014.
وتعد فرنسا من أهم الشركاء الاستراتيجيين لدولة قطر، حيث بلغ عدد الشركات الفرنسية العاملة في دولة قطر في عام 2020 ، 418 شركة، من بينها 68 شركة بملكية فرنسية بنسبة 100%، و339 شركة أقيمت بالشراكة مع الجانب القطري، و8 شركات مرخصة من قِبل مركز قطر للمال، و3 مكاتب تمثيل لجمهورية فرنسا.
وجهة فرنسا المفضلة
وتبقى فرنسا إحدى الوجهات المفضّلة لدى المستثمرين القطريين في الخارج، إذ قُدّرت قيمة الاستثمارات القطرية في فرنسا بنحو 25 مليار يورو في عام 2016، وأُنشئ صندوق استثمارات ثنائي أُطلق عليه اسم "أبطال المستقبل الفرنسيون" في عام 2013 بقيمة 300 مليون يورو، وهو ثمرة الشراكة بين صندوق الودائع والأمانات في فرنسا وجهاز قطر للاستثمار.
استثمارات البلدين
ووظّفت دولة قطر الكثير من الاستثمارات في فرنسا في ميادين عدة، كالمجال العقاري، وفي الرياضة والإعلام، فضلاً عن مشاركتها في العديد من المؤسسات الفرنسية، في حين توظف فرنسا الكثير من الاستثمارات في دولة قطر في ميدان الغاز والنفط، فضلاً عن الاستثمارات في مجال البنية التحتية، وخاصة في مجال الإنشاءات الكبيرة التي تقام في أفق الاستحقاقات الرياضية العالمية عام 2015 و2022.
التعاون العسكري
بخلاف أن العلاقات على مستوى الدفاع بين قطر وفرنسا ممتازة، إذ تغطي اتفاقات الدفاع والتعاون مجالات التدريب والخبرة في مجال التجهيزات، يبرهن التعاون في مجالي الأمن والدفاع بين قطر وفرنسا على متانة العلاقات الفرنسية القطرية، كما يعد ركيزة التعاون الثنائي، ففي مايو عام 2015 وقعت قطر صفقة مع فرنسا لشراء 24 طائرة مقاتلة من طراز رافال التي تصنعها شركة داسو بقيمة 6.3 مليارات يورو، ما يعادل 7 مليارات دولار.
كما تُنظّم بانتظام تدريبات عسكرية ثنائية في قطر، فيما تعزز التعاون بين البلدين في مجال مكافحة الإرهاب وتمويله من خلال توقيع البلدين إعلان نوايا وخريطة طريق مشتركة في ديسمبر عام 2017، كما شاركت قطر في مؤتمر باريس بشأن مكافحة الإرهاب وتمويله الذي نُظم تحت عنوان "لا لتمويل الإرهاب" في أبريل عام 2018.
اتفاقيات مختلفة
وترتبط دولة قطر بعدد من الاتفاقات المختلفة مع فرنسا، تشمل كل الميادين: الاقتصادية، والسياسية، والثقافية، والعلمية، والأكاديمية، والتقنية، ومن أبرزها اتفاقية دبلوماسية بين البلدين عام 2013، واتفاقية التعاون الاقتصادي والمالي والثقافي والفني، واتفاقية لجنة وزارية مشتركة بين البلدين عام 1974، واتفاقية النقل، واتفاقية تجنب الازدواج الضريبي، واتفاقية في مجال الشباب والرياضة، واتفاقية التشجيع والحماية المتبادلة للاستثمارات، ومذكرة تفاهم للتعاون في مجال مختبرات القياس والمعايرة، ومذكرة تفاهم في مجال الرياضة عام 2012، فضلاً عن الاتفاقات العسكرية، كما يرتبط البلدان بشكل خاص ببروتوكول الحوار الاستراتيجي، حيث يجري الحوار على كل المستويات باستمرار في عاصمتي البلدين.