ابتكر فريق من العلماء الروس تقنية مبتكرة تتيح معالجة الصور التلفزيونية بطريقة تجعلها أكثر وضوحا للأشخاص المصابين بعمى الألوان، دون التأثير على تجربة المشاهدة للمشاهدين الآخرين.
وتستخدم هذه التقنية التي توصل إليها علماء في مراكز ومعاهد تابعة لأكاديمية العلوم الروسية، خوارزميات خاصة لتعديل الصور، بحيث تصبح تفاصيلها أكثر وضوحا لمن يعانون من عمى الألوان، مع الحفاظ على لوحة الألوان العامة دون تشويه.
وتعتمد هذه التقنية على نمذجة رؤية ثنائيي اللون (أي الأشخاص الذين يستطيعون تمييز لونين فقط من بين الألوان الثلاثة الأساسية: الأزرق، الأحمر، والأخضر)، حيث تقوم الخوارزميات بتحديد التفاصيل التي يعجز المصابون بعمى الألوان عن رؤيتها، ثم تعدل المنظومة سطوع هذه العناصر وتحسن تباينها، مع الحفاظ على لوحة الألوان الأصلية.
وبهذه الطريقة، يمكن للمصابين بعمى الألوان تمييز التفاصيل المهمة بشكل أفضل، بينما يرى الأشخاص ذوو البصر السليم (ثلاثيو اللون) الصورة دون تغييرات تذكر.
وأثبتت الاختبارات فعالية هذه الطريقة، إذ أفاد 95 في المئة من المشاركين من ذوي الرؤية الطبيعية، و90 في المئة من المصابين بعمى الألوان، بأن الصور التي تمت معالجتها باستخدام الطريقة الجديدة بدت أكثر واقعية بشكل ملحوظ مقارنة بالصور الناتجة عن طرق التكيف التقليدية.
يذكر أن أكثر من 300 مليون شخص حول العالم يعانون من ضعف في تمييز الألوان، ويواجهون صعوبات في استخدام الهواتف المحمولة والأجهزة اللوحية وأجهزة التلفزيون.
وسعى العلماء منذ فترة طويلة إلى إيجاد حل لهذه المشكلة، فبالرغم من أن بعض الهواتف الذكية والشاشات مزودة بوضع خاص لتغيير ألوان الواجهة، إلا أن التقنيات الحالية غالبا ما تشوه الألوان الطبيعية لدى الجميع، سواء أكانوا من ذوي البصر السليم أم من المصابين بعمى الألوان.