شاركت دولة قطر، اليوم، في أعمال الاجتماع الاستثنائي لمجلس وزراء خارجية الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي، لبحث "العدوان الإسرائيلي المتواصل على الشعب الفلسطيني"، الذي يعقد بمدينة جدة في المملكة العربية السعودية الشقيقة.
ترأس وفد دولة قطر في أعمال الاجتماع، سعادة السيد سلطان بن سعد المريخي وزير الدولة للشؤون الخارجية.
سلطان المريخي: القضية الفلسطينية تظل هي القضية المركزية لدى الأمة الإسلامية
وقال سعادته، في كلمة دولة قطر أمام الاجتماع، إن القضية الفلسطينية تظل هي القضية المركزية لدى الأمة الإسلامية، مشيرا إلى أن ما تواجهه اليوم من تحديات وتهديدات خطيرة هو ما يفسر انعقاد هذا الاجتماع الطارئ في ظل التصاعد غير المسبوق للعدوان الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني الشقيق في قطاع غزة.
جرائم ممنهجة
وأضاف: يواجه أكثر من مليوني إنسان جرائم تجويع ممنهجة، وحصار خانق، في ظل الإعلان عن خطة إسرائيلية للسيطرة العسكرية الكاملة على القطاع لفرض واقع قسري جديد يكرّس الاحتلال في انتهاك صارخ للقانون الدولي وقرارات الشرعية الدولية.
وتابع سعادة وزير الدولة للشؤون الخارجية أن دولة قطر تؤكد رفضها القاطع وإدانتها لكافة الممارسات الإسرائيلية غير المشروعة بالنسبة لأي محاولات لتهجير الشعب الفلسطيني الشقيق من أرضه في غزة أو الضفة الغربية أو القدس المحتلة قسرا، وكذلك سياسات الاحتلال القائمة على توسيع المستوطنات، وتحذر من التبعات الخطيرة لمثل هذه السياسات والمخططات على الأمن الإقليمي والدولي.
وجدد إدانة دولة قطر لجريمة الاستهداف الأخير للصحفيين الفلسطينيين في قطاع غزة، والذي أسفر عن اغتيال ستة صحفيين، من بينهم خمسة يعملون في شبكة الجزيرة، ولا شك أن استهداف الإعلاميين يمثل انتهاكا صارخا للقانون الدولي الإنساني، ومحاولة متعمدة لإسكات صوت الحقيقة وكشف جرائم الاحتلال.
إدانات قطرية
كما عبر عن إدانة دولة قطر الشديدة مجددا للاعتداءات التي طالت الطواقم الطبية والمسعفين، الذين يعملون في ظروف إنسانية بالغة الصعوبة لإنقاذ الأرواح، وتأكيدها أن استهدافهم يشكل جريمة مضاعفة بحق الإنسانية تستوجب محاسبة المسؤولين عنها وضمان حمايتهم الكاملة.
استمرار التمادي العسكري الإسرائيلي يرجع إلى تقاعس المجتمع الدولي عن أداء مسؤولياته
وأكد سعادته أن استمرار التمادي العسكري الإسرائيلي وتجاهل المبادئ الإنسانية والقانونية يرجع إلى تقاعس المجتمع الدولي عن أداء مسؤولياته، ويشجع على الإفلات من العقاب، ومن هنا تبرز الحاجة الماسة إلى تحرك دولي فوري وفعال من أجل وقف العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة وكافة الأراضي الفلسطينية المحتلة، ورفع الحصار الجائر المفروض على غزة فورا، والسماح بدخول المساعدات الإنسانية من غذاء ودواء ووقود بلا قيود أو شروط، وضمان حماية المدنيين والبنية التحتية، وتمكين المنظمات الإغاثية من القيام بواجبها وفقا للقانون الدولي الإنساني.
جهود متواصلة
وجدد وزير الدولة للشؤون الخارجية، تأكيد دولة قطر على مواصلة جهودها مع جمهورية مصر العربية الشقيقة والولايات المتحدة الأمريكية الصديقة، للتوصل إلى وقف دائم لإطلاق النار، وضمان الإفراج عن الأسرى والمحتجزين، تمهيدا لإطلاق مسار سياسي جاد يفضي إلى حل الدولتين، بقيام دولة فلسطينية مستقلة على حدود الرابع من يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، وأكد على أهمية تنفيذ مخرجات المؤتمر رفيع المستوى للتسوية السلمية للقضية الفلسطينية وحل الدولتين، الذي انعقد في نيويورك برئاسة المملكة العربية السعودية الشقيقة والجمهورية الفرنسية الصديقة.
قطر تجدد تثمينها وترحيبها بقرارات الدول التي أعلنت الاعتراف بدولة فلسطين
وقال سعادته في ختام كلمته: "تجدد دولة قطر تثمينها وترحيبها بقرارات الدول التي أعلنت الاعتراف بدولة فلسطين، باعتبارها خطوات إيجابية تنسجم مع الشرعية الدولية، وتدعم الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة على حدود عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية".