طور علماء من جامعتي بيتسبرغ وماريلاند الأمريكيتين دواء قادرا على تنقية الدم من أول أكسيد الكربون في دقيقة واحدة بعد التسمم به، وذلك من خلال بروتين معدل يسمى RcoM-HBD-CCC، يعتمد على جزيء من بكتيريا بارابوركولديريا زينوفوران القادرة على التقاط أول أكسيد الكربون.
وأوضح العلماء أن التسمم بأول أكسيد الكربون يعد حالة خطيرة وغير ملحوظة بسبب عدم وجود رائحة أو لون، ويرتبط الغاز بالهيموجلوبين، مما يعيق توصيل الأكسجين ويؤدي إلى الصداع والغثيان والاختناق وحتى الوفاة، لافتين إلى أنه غالبا ما تبقى الأعراض غير مكتشفة حتى فوات الأوان، بينما يعمل هذا البروتين كإسفنجة جزيئية، حيث يلتقط الغاز فورا ويُزيله من الدم.
وذكروا أن العلاج التقليدي، الذي يتمثل في إعطاء الأكسجين النقي عبر قناع أو في غرفة الضغط العالي، يعمل ببطء، بينما تكون الدقائق الأولى حاسمة في حالات التسمم، والمعروفة باسم عشر دقائق بلاتين، منوهين إلى أن التجارب على البروتين الجديد يرتبط بأحادي أكسيد الكربون أسرع بحوالي 50 مرة من الهيموجلوبين عند حقنه في وريد الفئران، ويبدأ العمل على الفور، حيث غادرت نصف جزيئات أول أكسيد الكربون مجرى الدم في أقل من دقيقة.
وأكد العلماء أن الأهم من ذلك، أن الدواء لا يتعارض مع العمليات المهمة الأخرى، فعلى سبيل المثال لا يتفاعل مع أكسيد النيتريك الذي يلعب دورا حاسما في تنظيم ضغط الدم، وبالتالي لم تلاحظ أي آثار جانبية خطيرة مثل فرط ضغط الدم في الحيوانات.