أعلنت إدارة البحوث والدراسات الإسلامية بوزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، اليوم، عن أسماء الباحثين الفائزين بجائزة "الشيخ علي بن عبدالله آل ثاني الوقفية المحكّمة"، حيث فاز بالدورة الخامسة عشرة للجائزة العالمية، التي كان موضوعها: "التكافل الاجتماعي ودوره في تحقيق الأمن المجتمعي"، الباحث المغربي إسماعيل بن عبدالله الحاج، بينما فاز مناصفة كل من الدكتور عمر عثمان الخطيب، والدكتور خليفة أحمد بو هاشم السيد وليلى فضل حمد سادة بالدورة الأولى للجائزة المحلية حول موضوع "التماسك الأسري ودوره في رعاية الأبناء».
وأوضحت وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، خلال مؤتمر صحفي، أن قرار المناصفة جاء في ضوء ما انتهت إليه لجنة الجائزة بأن كلا البحثين يكمل الآخر، ويشكل إضافة علمية مهمة له.
منافسة كبيرة
ومن جانب آخر، أوضح الشيخ الدكتور أحمد بن محمد بن غانم آل ثاني مدير إدارة البحوث والدراسات الإسلامية، أن الجائزة بدورتها الحالية شهدت تنافساً كبيراً بين الباحثين، الذين بلغ عددهم 57 من 15 دولة شملت: قطر، عمان، اليمن، الأردن، العراق، سوريا، فلسطين، مصر، السودان، الجزائر، المغرب، أفغانستان، بنغلاديش، الهند وإندونيسيا.
ونوه إلى إشادة لجنة الجائزة بالأبحاث المقدمة لكونها جاءت على درجة عالية من التميز العلمي والمنهجي والموضوعي، الأمر الذي جعلها توصي بأهمية الإفادة من بعض الأبحاث، وإحالتها إلى سلسلة "كتاب الأمة" للنظر في إمكانية نشرها، بعد الحصول على موافقة أصحابها، مبينا أن جائزة "الشيخ علي" وإن اختارت، بالضرورة، بحثاً واحداً فائزاً لكل مستوى، إلا أنها استطاعت، بمجموع هذه الأبحاث، أن ترفد المكتبة العربية الإسلامية بـ57 بحثاً وكتاباً متميزاً لكون أصحاب الأبحاث، التي لم تحظ بالفوز، سوف يسعون لطباعتها ونشرها وتوزيعها.
وفي سياق آخر، أعلن الشيخ الدكتور أحمد آل ثاني، أن إدارة البحوث اختارت أن يكون موضوع: "الذكاء الاصطناعي وأخلاقيات التكنولوجيا في الفكر الإسلامي: دراسة لتحديات الثورة الرقمية من منظور إسلامي» عنواناً للجائزة العالمية، في دورتها الثامنة عشرة، فيما سيكون موضوع الدورة المقبلة من الجائزة المحلية "التربية المالية للأبناء وفق المنهج الإسلامي وأثرها على الاقتصاد الأسري -دور الإسلام في بناء ثقافة مالية سليمة"، في دورتها الرابعة، مشيراً إلى أن آخر يوم لاستلام الأبحاث للجائزتين هو الأول من يناير 2028.
كما لفت إلى أن الأول من يناير 2026 سيكون آخر يوم لاستلام الأبحاث المقدمة للجائزة العالمية في دورتها السادسة عشرة حول موضوع "فقه العلاقات الاجتماعية في ضوء قصص القرآن الكريم"؛ وللدورة الثانية من الجائزة المحلية حول موضوع "وسائل التواصل الاجتماعي.. وأثرها في الهوية الثقافية للمجتمع القطري"، بينما تحدد الأول من يناير 2027 آخر يوم لاستلام الأبحاث المقدمة للجائزة العالمية السابعة عشرة، وموضوعها: "الأمة الإسلامية وعصر ما بعد العولمة -دراسة استشرافية" وللدورة الثالثة من الجائزة المحلية حول موضوع "خطبة الجمعة ودورها في الإصلاح: المجتمع القطري أنموذجًا".
بدوره، أوضح الرائد الدكتور خليفة أحمد بوهاشم السيد مساعد مدير مركز البحوث والدراسات بأكاديمة الشرطة - عضو هيئة التدريس، أن مشاركته البحثية في جائزة "الشيخ علي بن عبدالله آل ثاني" الوقفية العالمية المحكمة الجائزة المحلية؛ جاءت من خلال بحث بعنوان: التماسك الأسري ودوره في رعاية الأبناء : المجتمع القطري نموذجا".
مشاركات مميزة
وبين السيد، في تصريحات لوكالة الأنباء القطرية (قنا)، أن مشاركته التي حازت على المركز الأول كشفت عن مدى إسهام التماسك الأسري في رعاية الأبناء بالمجتمع القطري من خلال التعرف على واقع التماسك الأسري ورعاية الأبناء من حيث المفهوم والمنظور الشرعي، والتعرف على النوازل المعاصرة والوسائل الحديثة والقضايا المجتمعية المختلفة وأثرها في التماسك الأسري ورعاية الأبناء، وبيان دور الجهات الحكومية وغير الحكومية والدعاة والمصلحين والمراكز الاجتماعية وعلماء قطر في المحافظة على التماسك الأسري ورعاية الأبناء.
وأشار إلى أن الدراسة التي قام بإعدادها ناقشت أيضاً مسألة توضيح أثر التماسك الأسري في رعاية الأبناء نفسياً وعاطفياً وأخلاقياً وتربوياً وعلمياً، حيث تم إجراء دراسة ميدانية بالاعتماد على المنهج الوصفي التحليلي (المسح الاجتماعي)، إلى جانب إعداد استبانة وتوزيعها على عينة عشوائية تتألف من 747 فردًا من أفراد المجتمع القطري من فئات مختلفة.
وأوضح أن الدراسة أسفرت عن نتائج قيمة أهمها أن تأثير القضايا المتنوعة في التماسك الأسري ورعاية الأبناء في المجتمع القطري يكاد يكون مرتفعًا، ويأتي وفق الترتيب الآتي: الأعراف والعادات والتقاليد المجتمعية والقانون والتعليم، والتغيرات المجتمعية الاجتماعية والثقافية، مضيفا أن الدراسة أظهرت أيضا أن تأثير التماسك الأسري في رعاية الأبناء، له تأثير بليغ وواضح، ويأتي وفق للترتيب الممثل بالصعيد العلمي، والصعيد الأخلاقي والتربوي، والصعيد النفسي والعاطفي.
وحول التوصيات، أشار السيد إلى أن الدراسة أوصت بإعادة النظر في السياسات والإجراءات المتعلقة بأنماط العمل في المجتمع القطري لتفادي التداعيات والآثار السلبية الناجمة عن الساعات الطويلة للعمل والمؤثرة في العلاقات بين أفراد الأسرة، إضافة إلى التعاون الاجتماعي مع جهات الدولة المختصة كالمجلس الأعلى لشؤون الاسرة ومعهد الدوحة الدولي للأسرة لحث الأسرة على تخصيص وقت محدد لأبنائها لاستخدام وسائل التواصل الاجتماعي، منوها إلى تشديد توصيات الدراسة على أهمية صياغة استراتيجية تهدف الى تعزيز التماسك الأسري بما يسهم في رعاية الأبناء.
جائزة وقفية
وتُعتبر جائزة "الشيخ علي" أول وأكبر جائزة وقفية محكّمة في مجال الثقافة والدعوة والفكر الإسلامي في قطر، يتم طرحها في كل عام، بمساهمة من وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية لتشجيع البحث العلمي، وسعياً إلى تكوين جيل من العلماء في ميادين العلوم الشرعية المتعددة.
وتحمل الجائزة اسم "الشيخ علي بن عبدالله آل ثاني"، رحمه الله، تأكيداً لأهميتها، وتقديراً لجهود الشيخ علي في خدمة العلم ونشره، وتكريم أهله والاعتناء بهم، وتخليدًا لذكره، وعرفانًا بفضله في مجال إحياء التراث الإسلامي، وتبلغ قيمتها 200 ألف ريال قطري، لكل من العالمية والمحلية، تقدم من أوقاف الراحل.
جدير بالذكر أن الجائزة استطاعت، خلال مسيرتها الممتدة لنحو ثلاثة عقود من الزمان، أن تقدم كثيراً من الإسهامات والموضوعات المهمة في مختلف المجالات المعرفية، من أهمها: "الوقف ودوره في تنمية المجتمع"، "قضايا البيئة من منظور إسلامي"، "الأسرة المسلمة في العالم المعاصر"، "إشكالية التعليم في العالم الإسلامي"، "دور التراث في بناء الحاضر وإبصار المستقبل"، "الشورى ومعاودة إخراج الأمة"، "الحوار منهجاً وثقافة"، "حقوق الإنسان مقاصد الشريعة"، "فقه السنن الإلهية ودورها في البناء الحضاري"، "الفروض الكفائية سبيل التنمية المستدامة"، "فقه التغيير وبناء الأمة الوسط"، "المواطنة وفقه الانتماء"، "الزكاة والتنمية".