نجح فريق طبي بقيادة سدرة للطب، بالشراكة مع مؤسسة حمد الطبية، في إجراء جراحة تقويم عظام تجميلية رائدة، وإنقاذ حياة وساق فتاة تبلغ من العمر أربع سنوات مصابة بمرض يعرف باسم (ساركوما يوينغ).
وكانت الطفلة قد تمت إحالتها الى سدرة للطب بعد معاناة قصيرة مع آلام الورك، حيث تبين بعد التشخيص في كل من سدرة للطب ومؤسسة حمد الطبية إصابتها بمرض ساركوما يوينغ في عظم الفخذ الأيسر، وهو نوع نادر من السرطان يحدث في العظام أو حولها.
د.عطا معاذ: تم وضع المريضة في برنامج يتضمن العلاج الكيميائي لوقف انتشار السرطان من عظم الفخذ إلى باقي جسدها
وقال الدكتور عطاء الرحمن معاذ كبير الأطباء المعالجين بقسم أورام الأطفال بسدرة للطب إن مرض ساركوما يوينغ يشكل 2? من السرطانات التي تصيب الأطفال، وعادة ما يظهر بين سن 10 و20 عاما، لذلك كانت الطفلة صغيرة جدا لمثل هذا التشخيص وتم وضعها في برنامج يتضمن العلاج الكيميائي لوقف انتشار السرطان من عظم الفخذ إلى باقي جسدها ولكن الجزء الأكثر أهمية في هذا المرض يكون بالسيطرة الموضعية أي بالجراحة.
وفي سابقة هي الأولى من نوعها في العالم، تم وضع خطة لاستئصال الجزء من العظم المصاب بالورم وإعادة بناء العظم المستأصل عن طريق عمل نسخة طبق الأصل من عظم آخر مأخوذ من المريضة نفسها مع زرع عظمي مقطوع حسب الطلب.
وقال الدكتور غرايم غلاس كبير جراحي التجميل في سدرة للطب انه في الحالات الأولى المشابهة كان يستخدم عظم الشظية فقط، وهو عظم يكاد يكون عديم الوزن موجود تحت الركبة ولكن نجح تقريران فرديان بتحسين العملية من خلال لف عظم الشظية بزرع عظمي صلب مما يتيح قوة أكثر من الناحية الهيكلية وقابلية للنمو بشكل طبيعي، حيث من المؤمل أن يقلل هذا الاجراء من الحاجة إلى جراحات أخرى، ويتيح للمريضة أن تعيش حياة طويلة وسعيدة ونشطة.
د.أحمد منير : للمرة الأولى في العالم يتم إجراء هذه العملية بنجاح على طفلة صغيرة مصابة بورم بالعظام وسيتم نشر هذه الطريقة في المراجع العلمية
من جهته قال الدكتور أحمد منير استشاري أول جراحة أورام العظام في مؤسسة حمد الطبية إنه في هذه العملية الجراحية كان من الضروري إزالة الورم كاملا مع الإبقاء على رأس عظمة الفخذ وغضروف النمو بها مع التروية الدموية الخاصة بهما، حيث تم استخدام أساليب جراحية متقدمة اثناء الجراحة لاستئصال الورم كاملا مع المحافظة الميكرسكوبية على الشريان المغذي لرأس عظمة الفخذ لأجل الحفاظ على إمكانية استمرار الطرف المعاد بناؤه في النمو والعمل بشكل طبيعي.
ولفت الى ان هذه هي المرة الأولى في العالم التي يتم فيها إجراء هذه العملية بنجاح على طفلة صغيرة مصابة بورم بالعظام وسيتم نشر هذه الطريقة في المراجع العلمية ليتمكن جميع الجراحين حول العالم من مساعدة أطفال آخرين بواسطة هذه التقنية الجراحية المبتكرة التي تحققت في دولة قطر.
وكان فريق مكون من أكثر من 10 جراحين وأطباء تخدير وممرضات قد قاموا بإجراء الجراحة التي استغرقت أكثر من 20 ساعة.
يشار الى انه في الماضي وقبل توفر مرافق وخبرات تقويم العظام الحديثة، كان الحل الوحيد لإنقاذ حياة العديد من الحالات المشابهة هو البتر، أو إجراء نوع أساسي إلى حد ما من استئصال الورم مما يؤدي إلى إعاقة تستمر مدى الحياة، ولكن أسلوب تقويم العظام يوظف مهارات جراحة العظام والجراحة التجميلية لإزالة الورم وإعادة بناء وظيفية لمفصل الورك في نفس الوقت.
البروفسور حجازي: لم يتم الإبلاغ عن أو تسجيل أي حالات إعادة بناء متشابهة كالتي تم إجراؤها للطفلة المريضة
وقال البروفسور زياد حجازي الرئيس الطبي لقسم الأطفال في سدرة للطب، إنه لم يتم الإبلاغ عن أو تسجيل أي حالات إعادة بناء مشابهة كالتي تم إجراؤها للطفلة المريضة، وهذه هي الحالة الأولى التي يتم إجراؤها في العالم باستخدام هذه التقنية. وأشار إلى أنه يمكن تصنيف ما تستطيع دولة قطر تقديمه في رعاية الأطفال المصابين بأمراض معقدة وعلاجهم على أنه من بين الأفضل في العالم، ويمكن مقارنته بمستشفيات الأطفال الرائدة عالميا.
وتخضع المريضة حاليا للعلاج الطبيعي في سدرة للطب، لضمان تأدية طرفها المصاب وظيفته المثلى، كما أنها تحتاج إلى ستة أشهر إضافية من العلاج الكيميائي لتقليل فرص تكرار الإصابة بالسرطان وضمان اكتمال العلاج.