دولار أمريكي 3.64ريال
جنيه إسترليني 4.88ريال
يورو 4.26ريال

قطر تدعو المجتمع الدولي للانضمام إلى جهود التحالف العالمي للتوحد

27/09/2025 الساعة 19:00 (بتوقيت الدوحة)
جانب من الاجتماع
جانب من الاجتماع
ع
ع
وضع القراءة

دعت دولة قطر إلى جانب مجموعة من شركائها الدوليين المجتمع الدولي للانضمام إلى جهود التحالف العالمي للتوحد، الذي أطلق خلال الدورة الثمانين للجمعية العامة للأمم المتحدة، من أجل بناء مستقبل أكثر شمولا وازدهارا لذوي التوحد حول العالم.

ويمثل إطلاق التحالف العالمي للتوحد، الذي تم الإعلان عنه في فعالية نظمتها مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع؛ ومنظمة الصحة العالمية؛ ومنظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسيف)؛ ومنظمة "أوتيزم سبيكس"؛ فرصة للمجتمع الدولي لتوحيد الجهود في دعم ذوي التوحد وأسرهم، وجاء ذلك خلال الاجتماع رفيع المستوى بشأن الوقاية من الأمراض غير السارية ومكافحتها وتعزيز الصحة النفسية والرفاه.

قضايا التوحد

وبهذ المناسبة، قالت صاحبة السمو الشيخة موزا بنت ناصر رئيس مجلس إدارة مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع: "أثمن إطلاق التحالف العالمي للتوحد لتبني قضايا التوحد الذي يمثل نقطة تحول مهمة في الانتقال من مجرد التوعية إلى العمل الجماعي، وهي دعوة مفتوحة للمجتمع الدولي كي ينهض بمسؤوليته المشتركة حيال هذا التحدي، وسيكون هذا التحالف الأول من نوعه بغية إعطاء أولوية دولية في التعامل مع قضايا التوحد".

أضافت سموها: "يتجاوز التزام دولة قطر بقضايا التوحد حدودها الوطنية، ويستند إلى قناعة راسخة بأن لكل فرد، دون استثناء، الحق في النجاح والعيش الكريم. وفي هذا السياق، أدعو الحكومات والجهات المعنية والشركاء التنمويين إلى تجاوز مرحلة التوعية نحو الالتزام باتخاذ إجراءات جماعية وتخصيص الموارد اللازمة".

ويعكس تأسيس هذا التحالف العالمي الذي تقوده مؤسسة قطر، ومنظمة الصحة العالمية، واليونيسف، ومنظمة "أوتيزم سبيكس"، تنامي الوعي العالمي بأهمية العمل على قضايا التوحد من منطلق المسؤولية الاجتماعية، لا سيما في ظل التقديرات التي تشير إلى تسجيل حوالي 80 مليون شخص من ذوي التوحد حول العالم، أي ما يعادل 1 بالمئة من التعداد السكاني العالمي، وهذا ما يعكس أيضا زيادة الوعي بالتوحد والتطور في عملية التشخيص.

التوعية بالتوحد

بالإضافة إلى ذلك، دعا هذا التحالف صناع القرار حول العالم للعمل على تجاوز مرحلة التوعية بالتوحد، والتركيز على الالتزام بتخصيص الموارد اللازمة لمعالجة قضايا التوحد العالمية المشتركة واتخاذ خطوات جماعية في هذا الصدد، والارتقاء بجدول الأعمال المعني بالتوحد على مستوى العالم، وتضمنيه السياسات التنفيذية، والتعاون المشترك، وتبادل المعرفة في مجالات البحوث والتكنولوجيا والتعليم، بالإضافة إلى التنسيق والتواصل المستمر، وإعداد الاستراتيجيات القائمة على ابتكار الحلول لقضايا التوحد.

كذلك توجه التحالف العالمي للتوحد بالدعوة إلى كافة الهيئات الحكومية، والمنظمات غير الحكومية، والجمعيات الخيرية، والشركاء في القطاع الخاص، للانضمام إلى جهوده، لكي يكونوا جزءا فاعلا من التعاون الدولي في قضايا التوحد، خصوصا على مستوى التكامل الاجتماعي، وفتح آفاق التنمية الاقتصادية، وتحقيق رفاه ذوي التوحد في جميع أنحاء العالم.

وفي هذا الإطار، صرح سعادة السيد منصور بن إبراهيم آل محمود وزير الصحة العامة بالقول: "إن التحالف العالمي من أجل التوحد هو نموذج حي لما يمكن تحقيقه عندما تتحد الدول من أجل الخير، فمن خلال العمل المشترك، نستطيع تحسين حياة الملايين من الأفراد ذوي التوحد، ومساعدتهم على بلوغ كامل إمكاناتهم، وإظهار أن العمل الجماعي يجلب الأمل والكرامة والفرص".

من جهتها، قالت سعادة السيدة بثينة بنت علي الجبر النعيمي وزير التنمية الاجتماعية والأسرة: "يعكس هذا التحالف رؤية صاحبة السمو الشيخة موزا بنت ناصر، التي لطالما كرست مساعيها القيادية لتحقيق الكرامة الإنسانية والشمول وتوفير الفرص لذوي التوحد، وبفضل رؤية سموها، اعتمدت الجمعية العامة للأمم المتحدة في ديسمبر 2007 القرار 62/139، الذي حدد يوم الثاني من أبريل في كل عام يوما عالميا للتوعية بالتوحد".

وأضافت سعادتها: "تتبوأ دولة قطر مكانة رائدة إقليميا في دعم الأطفال ذوي التوحد ودعم أسرهم، في عام 2017، أطلقت قطر أول استراتيجية وطنية للتوحد لتضع حينها ركيزة أساسية للسياسات والخدمات المعنية بقضايا التوحد، لضمان حقوق مجتمع التوحد بدءا من التشخيص المبكر، مرورا بالتعليم، وصولا إلى الخدمات المجتمعية، بما يضمن الشمول للجميع، وفي كل مرحلة من مراحل الحياة".

وختمت سعادتها بالقول: "بالنظر إلى المستقبل، لا بد وأن يظل الابتكار عاملا رئيسيا من عوامل التقدم الاجتماعي. بالنسبة إلينا، لا يقتصر الابتكار على الجانب التكنولوجي فحسب، بل إعادة التفكير في آليات عمل النظم الاجتماعية، وسبل دعم الأسرة، وتعزيز المشاركة المجتمعية، كي يتمكن كل فرد من في المجتمع من الإسهام بشكل هادف. ومن خلال التحالف العالمي للتوحد، نتطلع إلى توطيد أطر التعاون، وتبادل المعرفة في مجال البحوث والابتكار والتكنولوجيا توحيدا لجهودنا ومن أجل إحداث التأثير على نطاق أوسع".

تسريع العمل 

وبهدف تسريع العمل، سلطت الدكتورة دينا آل ثاني الأستاذ المشارك بكلية العلوم والهندسة بجامعة حمد بن خليفة، والشريك المؤسس لمركز التميز في استشعار التوحد بجامعة حمد بن خليفة، الضوء خلال الفعالية، على مجالات العمل التي تحتاج إلى توحيد الجهود الدولية في توفير الموارد، والاستثمار، والتركيز على الابتكار التكنولوجي في تشخيص التوحد والتدخل.

وقد اغتنمت مؤسسة قطر؛ ومنظمة الصحة العالمية، واليونيسف؛ ومنظمة "أوتيزم سبيكس" فرص التواصل المتاحة في اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، للتنسيق مع الأطراف المعنية، ودعوتهم للانضمام إلى جهود هذا التحالف.

وفي تعليق له على إعلان هذا التحالف، قال البروفيسور هلال الأشول، مستشار البحوث والتطوير والابتكار لرئيس مجلس إدارة مؤسسة قطر، والمدير التنفيذي للبحوث والابتكار في مؤسسة قطر: "نفتخر بالدور الريادي الذي قامت به مؤسسة قطر مع شركائها في إنشاء هذا التحالف".

وأضاف "أصبح امتلاك صوت عالمي للتوحد وإطلاق المنصات الداعمة لذوي التوحد ضرورة عالمية وليس خيارا، فالتوحد أصبح تحديا عالميا يتطلب استجابة عالمية وإمكانيات تفوق تلك التي تملكها أي دولة أو مؤسسة، ومن هذا المنطلق فأن إحدى أهداف هذا التحالف الرئيسية تعزيز العمل الجماعي الدولي المتكامل في جميع المجالات من أجل تحويل عقود من الأمل والاستثمار والتقدم إلى حلول واقعية ملموسة تحدث التغيير الإيجابي الملموس في حياة ذوي التوحد وأهاليهم".

الجدير بالذكر، أن صاحبة السمو الشيخة موزا بنت ناصر، من أبرز الداعمين لتعزيز الوعي بقضايا التوحد ودعم الجهود العالمية الرائدة في هذا المجال، فقد أقرت الجمعية العامة للأمم المتحدة اعتماد اليوم العالمي للتوحد في عام 2007، الذي يوافق الثاني من شهر أبريل من كل عام، بناء على اقتراح من سموها بهدف التوعية بالتوحد وتحسين جودة حياة ذوي التوحد.

المصادر

جميع الحقوق محفوظة لمرسال قطر 2025

atyaf company logo