تحت رعاية معالي الشيخ محمد بن عبدالرحمن بن جاسم آل ثاني رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية، افتتحت الوكالة الوطنية للأمن السيبراني، اليوم، فعاليات النسخة الرابعة من مؤتمر الحوكمة الضمان السيبراني تحت عنوان "استكشاف الأفق السيبراني: الصمود من خلال الاستعداد والابتكار"، والذي يستمر لمدة يومين، وذلك بحضور عدد من أصحاب السعادة الوزراء وكبار المسؤولين وممثلي الجهات الحكومية والشركات الخاصة ومزودي خدمات الأمن السيبراني في الدولة.
وخلال المؤتمر أطلقت الوكالة الوطنية للأمن السيبراني الإطار الوطني لإدارة الأزمات السيبرانية والإطار الوطني المؤسسي لإدارة الأزمات السيبرانية؛ وذلك بهدف تعزيز أمن ومرونة النظام البيئي السيبراني لدولة قطر من خلال إدارة الأزمات السيبرانية الوطنية بفعالية عبر التنسيق مع الجهات المختصة على المستوى الوطني، بما يضمن التخفيف من آثار الأزمات السيبرانية والاستجابة والتعافي السريع منها، وضمان استمرارية الخدمات الحيوية، ما يعكس التزام الوكالة الوطنية للأمن السيبراني بتحقيق المشاريع والمبادرات المدرجة في الاستراتيجية الوطنية الثالثة، وكذلك الاستراتيجية الوطنية للأمن السيبراني 2024-2030.
م. عبد الرحمن المالكي: المؤتمر يهدف للاطلاع على أحدث التوجهات العالمية في مجالات الأمن السيبراني المتخصصة
وبهذه المناسبة، قال سعادة المهندس عبد الرحمن بن علي الفراهيد المالكي رئيس الوكالة الوطنية للأمن السيبراني إن هذا المؤتمر يشكل منصة ثرية لتبادل الخبرات، ويهدف للاطلاع على أحدث التوجهات العالمية في مجالات الأمن السيبراني المتخصصة.
رعاية كرسي الأستاذية
وأعلن سعادته عن توقيع "رعاية كرسي الأستاذية" بين الوكالة الوطنية للأمن السيبراني وجامعة الدوحة للعلوم والتكنولوجيا؛ بهدف نقل المعرفة والتعليم وتوفير الدراسات والبحوث، وتحقيق أفضل الممارسات المتعلقة بالأمن السيبراني، وتحديدا في حماية البنية التحتية التكنولوجية الحيوية، والتكنولوجيا التشغيلية.
كما أعلن سعادته الانضمام إلى معهد الامتثال الأمني التابع للمجتمع الدولي للأتمتة، والذي سيفتح جسور التعاون بين المنظمات الدولية في مجال الأمن السيبراني.
وأوضح سعادته أن الوكالة الوطنية للأمن السيبراني أدركت مبكرا أن الأهداف الاستراتيجية لا يمكن تحقيقها دون النظر إلى بناء القدرات، وتطوير الكفاءات الوطنية، وتمكينها من أدوات المعرفة والتأهيل المتخصص، بما يضمن استدامة المنظومة السيبرانية وتعزيز جاهزيتها لمواجهة التهديدات المتجددة.
توقع المستقبل السيبراني يعني بناء قدرة وطنية تسعى إلى تعزيز صمود واستقرار البيئة الرقمية
وأكد سعادته على أن التحليل وفهم التحديات والفرص وتوقع المستقبل السيبراني يعني بناء قدرة وطنية تسعى إلى تعزيز الصمود والاستقرار في البيئة الرقمية، تستثمر في الابتكار والتأهيل، وتؤسس لشراكات متينة بين القطاع العام والخاص، بما يضمن صمود أصولنا الحيوية تجاه التحديات المختلفة، وتعزيز الثقة في البنية التحتية التكنولوجية، فضلا عن تحقيق الريادة لدولتنا في فضاء سيبراني آمن وموثوق.
الأمن السيبراني بقطر
ومن جانبها، قدمت المهندسة دانة يوسف العبد الله، مدير شؤون السياسات في الوكالة الوطنية للأمن السيبراني، عرضا متكاملا حول مشهد الأمن السيبراني في دولة قطر، أوضحت فيه مجموعة من الحقائق الحالية والاتجاهات المستقبلية لقطاع الأمن السيبراني في الدولة.
كما قدم السيد محمد مرشد المناعي، مدير إدارة الصمود والمخاطر والتأمين السيبراني، عرضا حول الإطار الوطني لإدارة الأزمات السيبرانية والإطار الوطني المؤسسي لإدارة الأزمات السيبرانية.
وخلال المؤتمر، كرم سعادة المهندس عبد الرحمن بن علي الفراهيد المالكي، رئيس الوكالة الوطنية للأمن السيبراني، عددا من الجهات الحاصلة على شهادات الاعتماد، وشهادات الامتثال لمعيار تأمين المعلومات الوطنية، كما كرم السيد دنكن هيل نائب سفير المملكة المتحدة لدى الدولة الشركات المتخرجة من برنامج تطوير كريست، الذي يستهدف تسريع نضج الشركات في تقديم خدمات الأمن السيبراني.
وشهد المؤتمر توقيع اتفاقية "رعاية كرسي الأستاذية" في الأمن السيبراني بين الوكالة الوطنية للأمن السيبراني وجامعة الدوحة للعلوم والتكنولوجيا.
ويأتي هذا التعاون الاستراتيجي في إطار الجهود الوطنية لتعزيز البحث العلمي والابتكار الأكاديمي وتطوير الكفاءات الوطنية القادرة على مواجهة التحديات المتزايدة في الفضاء السيبراني، وتتضمن هذه الاتفاقية تخصيص مرتبة كرسي أستاذية في كلية الحوسبة وتكنولوجيا المعلومات بجامعة الدوحة للعلوم والتكنولوجيا، تقوم برعايته الوكالة الوطنية للأمن السيبراني، وتقوم جامعة الدوحة بإدارة هذه الرعاية، ويشمل تخصيص كرسي الأستاذية تدريس مقرر في الأمن السيبراني، والإعداد والإشراف على مشاريع بحثية، وتقديم ندوات بحثية للشركاء الصناعيين والمجتمع المحلي.
فعاليات اليوم الأول
وتخللت فعاليات اليوم الأول من المؤتمر 4 جلسات نقاشية شارك بها عدد من الخبراء المحليين والدوليين، شملت عددا من الموضوعات، حملت الأولى عنوان منتدى التحليل التفصيلي لعمليات الإطار المؤسسي لإدارة الأزمات السيبرانية، فيما كانت الثانية حول فحص سلسلة التوريد والتقنيات: مزايا المنتجات المعتمدة للمؤسسات، أما الجلسة الثالثة فكانت حول الثلاثية المعنية بالأمن السيبراني: الشراكة الحكومية والصناعة والمجتمع، فيما جاءت الجلسة الرابعة تحت عنوان شهادات الامتثال والضمان للأمن السيبراني للحوسبة السحابية.
كما شهد اليوم الأول 3 ورش عمل مهمة حول تعاون الاستراتيجية الوطنية والحوار المفتوح، واعتماد معيار تأمين المعلومات الوطنية لمسؤولي الأمن السيبراني في الجهات الحكومية، وتحدي الذكاء الاصطناعي (التقاط العلم) بالتعاون مع شركة Scale AI.
وخلال فعاليات اليوم الثاني للمؤتمر، ستطلق الوكالة الوطنية للأمن السيبراني بالتعاون مع بنك قطر للتنمية برنامج المتطلبات الأساسية السيبرانية للشركات الصغيرة والمتوسطة، الذي يهدف إلى دعم الشركات القطرية في رفع مستوى التزامها بالضوابط الأساسية للأمن السيبراني، ويأتي هذا البرنامج في إطار جهود الوكالة الوطنية للأمن السيبراني لدعم الشركات الصغيرة والناشئة في تعزيز قدرتها بمجال الأمن السيبراني حسب طبيعة ونطاق عملها.
جلسات نقاشية
كما ستقدم 3 جلسات نقاشية حول التحديات والفرص في برنامج المتطلبات الأساسية السيبرانية للشركات الصغيرة والمتوسطة، وتقاطع الذكاء الاصطناعي والأمن الصناعي والخصوصية في عصر ما بعد الكم: دور السياسات والتنظيمات، فضلا عن جلسة حول تكامل الإطار الوطني لإدارة الأزمات السيبرانية والإطار الوطني لإدارة الحوادث.
بالإضافة إلى ذلك يتخلل اليوم الثاني للمؤتمر عرضين حول أمن نظام الملاحة العالمي عبر الأقمار الصناعية، وتوظيف الذكاء الاصطناعي لتعزيز المرونة السيبرانية، فضلا عن مناظرة حول تكامل الأمن السيبراني لتكنولوجيا المعلومات والتكنولوجيا التشغيلية، و4 ورش عمل تغطي مجموعة من الموضوعات المهمة في مجال الأمن السيبراني.