أكد الدكتور ماجد بن محمد الأنصاري مستشار رئيس مجلس الوزراء المتحدث الرسمي لوزارة الخارجية أن دولة قطر تقدر عاليا الالتزام الأمريكي بإنهاء الحرب في قطاع غزة، مشيرا إلى أن دولة قطر وجمهورية مصر العربية قد سلمتا مساء أمس، وفد حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية "حماس" مقترح وقف الحرب المبني على خطة فخامة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
وقال الأنصاري، في الإحاطة الإعلامية الأسبوعية التي تنظمها وزارة الخارجية: "إن خطة الرئيس الأمريكي تمثل نظرة شاملة لإنهاء الحرب في قطاع غزة، وهذا ما كانت دولة قطر تسعى لتحقيقه منذ يوم الأول، وكرست جهودها لإنهاء هذه الحرب، وإدخال المساعدات، ووصول المنطقة إلى بر الأمان بعد هذا التصعيد الإقليمي الذي استمر لوقت طويل".
د. ماجد الأنصاري: سيعقد اليوم الثلاثاء اجتماع يضم الوفود التفاوضية لكل من قطر ومصر وحماس وتركيا
وأضاف أن الوفد التفاوضي لحركة حماس قد وعد فور تسلمه الخطة في وقت متأخر من مساء أمس الإثنين، بدراستها بمسؤولية، فيما سيعقد اليوم الثلاثاء اجتماع يضم الوفود التفاوضية لكل من قطر ومصر وحماس إلى جانب تركيا، بهدف التشاور حول الخطة، والدفع باتجاه إنهاء الحرب.
وحول ما أعلنه الرئيس الأمريكي عن إنشاء "مجلس السلام"، جدد مستشار رئيس مجلس الوزراء المتحدث الرسمي لوزارة الخارجية ترحيب دولة قطر بانخراط الولايات المتحدة الأمريكية في إنهاء الحرب في قطاع غزة، والعمل كضامن أيضاً في إطار تطبيق هذه الخطة، موضحاً أنه تجري مشاورات حاليا حول تشكيلة هذا المجلس بحسب ما أعلنه الرئيس الأمريكي.
وأكد أن دولة قطر لن تتأخر في بذل الجهود في إطار تقديم العون للأشقاء في قطاع غزة وإعادة إعمار القطاع بالتعاون مع جميع الشركاء، مبيناً أنها ستظل دائما على هذا النهج في كل المبادرات التي طرحت، طالما أنها تصب في مصلحة الشعب الفلسطيني الشقيق، وفي إطار إنهاء حالة الحرب هناك.
وبالنسبة للوفود الموجودة في الدوحة، أشار الأنصاري إلى أن رئيس المخابرات المصرية حسن محمود رشاد قد شارك يوم أمس الإثنين في الاجتماع، فيما سينضم إلى اجتماع اليوم مدير المخابرات التركية إبراهيم قالن.
وأوضح أن الحضور القطري والمصري والتركي مردّه للاجتماع الذي عقد في نيويورك بين عدد من قادة الدول العربية والإسلامية مع الرئيس الأمريكي، والذي وسع بدوره من دائرة المشاركة في إطار هذه المبادرة لتشمل جميع هذه الدول، مؤكداً أن الجهود القطرية والمصرية والتركية لإنهاء الحرب في قطاع غزة تتكامل بشكل جماعي ومنسق.
أولويتنا هي ضمان سيادة قطر وسلامة أراضيها وأمان المواطنين والمقيمين
وحول الاعتذار الذي قدمه بنيامين نتنياهو رئيس الوزراء الإسرائيلي أمس الإثنين، لمعالي الشيخ محمد بن عبدالرحمن بن جاسم آل ثاني رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية، قال الأنصاري: "إن أولويتنا هي ضمان سيادة دولة قطر وسلامة أراضيها، وأمان المواطنين والمقيمين، وضمان عدم تكرار هذه الأحداث مرة أخرى".
وأضاف: "بالنسبة للالتزامات التي تعهد بها أمس الرئيس الأمريكي ورئيس الوزراء الإسرائيلي، كانت تعهدات واضحة وبضمانة الرئيس الأمريكي، بعدم تعرض دولة قطر لهجوم مرة أخرى، ونحن راضون عن هذه الضمانات الأمنية، وضمان عدم تكرار هذه الهجمات".
وأشار مستشار رئيس مجلس الوزراء المتحدث الرسمي لوزارة الخارجية، إلى أن دولة قطر تحتفظ في حقوقها بالإجراءات القضائية، خاصة نيابة عن عائلة الشهيد بدر الدوسري الذي استشهد جراء الهجوم الإسرائيلي، وكذلك في بعض المسارات القانونية التي تم انتهاجها مثل الجلسة الطارئة لمجلس الأمن، والجلسة الطارئة لمجلس حقوق الإنسان في جنيف، بجانب خطوات أخرى متعلقة بالتواصل مع محكمة الجنايات الدولية ومحكمة العدل الدولية والتي كانت في مراحلها الأولى.
ومن جهة أخرى، نوه الأنصاري بأن الاجتماعات التي جرت في نيويورك والإعلانات التي صدرت عن أكثر من 12 دولة بالاعتراف بدولة فلسطين الشقيقة، كانت رسالة واضحة للاحتلال الإسرائيلي أن حالة الاحتلال هي أمر غير مقبول عالميا، وأن الإجماع الدولي حول مبدأ الدولة الفلسطينية لا يمكن أن يكسر بقرارات أحادية من الجانب الإسرائيلي، لافتاً إلى أن خطة الرئيس الأمريكي قد أشارت إلى فكرة السلام الدائم والعيش المشترك، والمسار النهائي حول السلام.
الخطوة الأولى بشأن خطة إنهاء الحرب في غزة تكمن في التوافق حول هذه الخطة بين جميع الأطراف
وأوضح أن الخطوة الأولى بشأن خطة إنهاء الحرب في غزة تكمن في التوافق حول هذه الخطة بين جميع الأطراف، قائلاً بهذا الصدد: "إننا الآن في إطار التشاور حول هذ الخطة مع الأطراف المعنية، ومن غير المنطقي أن يكون هناك أي بداية عملية للتنفيذ دون أن يكون هناك توافق على الشكل النهائي للخطة".
من ناحية أخرى، تطرق الدكتور ماجد بن محمد الأنصاري مستشار رئيس مجلس الوزراء المتحدث الرسمي لوزارة الخارجية إلى الاتصال الهاتفي الذي أجراه يوم أمس الاثنين، فخامة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، مع كل من معالي الشيخ محمد بن عبدالرحمن بن جاسم آل ثاني رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية، ورئيس وزراء إسرائيل، وذلك في إطار الجهود الأمريكية للتعامل مع تداعيات العدوان الإسرائيلي الذي استهدف حياً سكنياً في مدينة الدوحة، حيث شكر معاليه، خلال الاتصال، الرئيس الأمريكي على الجهود المبذولة لتحقيق السلام في المنطقة، بما في ذلك الضمانات بعدم تكرار العدوان على دولة قطر، والتزام الولايات المتحدة بالشراكة الدفاعية معها.
وبين أن رئيس الوزراء الإسرائيلي قد قدم اعتذاره عن هذا الهجوم وعن انتهاك السيادة القطرية، وما أسفر عن استشهاد المواطن القطري بدر الدوسري، ومتعهدا بعدم تكرار أي استهداف لأراضي دولة قطر في المستقبل، فيما أكد معالي رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية، استعداد دولة قطر لمواصلة الانخراط في العمل للوصول إلى نهاية الحرب بعد الحصول على هذه الضمانات في إطار مبادرة الرئيس الأمريكي، استمراراً على النهج الذي طالما التزمت به الدولة تجاه حل الأزمات بالسهولة الدبلوماسية، بما يتوافق مع دورها في دعم الأمن والاستقرار الإقليمي.
وبين الدكتور الأنصاري أنه بعد إعلان الرئيس الأمريكي لخطة إحلال السلام في المنطقة، صدر البيان المشترك لوزراء خارجية كل من قطر والأردن والإمارات وإندونيسيا وباكستان وتركيا والسعودية ومصر، حول الترحيب بجهود الرئيس الأمريكي لإنهاء الحرب في غزة.
مشاركات دولية
وفي سياق آخر، أشار إلى أنه خلال المشاركات المختلفة في الأمم المتحدة، شاركت دولة قطر في 35 فعالية واجتماعا توزعت على المستويات الخليجية والعربية والعالمية، ومن أهمها؛ مشاركة معالي رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية يوم الأحد الماضي في الاجتماع الوزاري التنسيقي لوزراء خارجية دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، وكذلك مشاركة معاليه في الاجتماع الوزاري المشترك لأصحاب السمو والمعالي والسعادة وزراء خارجية دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية مع الولايات المتحدة الأمريكية.
ولفت إلى أنه بالنسبة لسعادة السيد سلطان بن سعد المريخي، وزير الدولة للشؤون الخارجية، فقد ترأس سعادته وفد دولة قطر في الاجتماع الوزاري المشترك لوزراء خارجية دول مجلس التعاون مع الجمهورية الفرنسية، والاجتماع الوزاري المشترك لوزراء خارجية دول مجلس التعاون مع المملكة المتحدة، والاجتماع الوزاري التشاوري السنوي لمجلس جامعة الدول العربية على مستوى وزاراء الخارجية، والاجتماع الوزاري رفيع المستوى بشأن فلسطين - مجموعة لاهاي.
وبين أن سعادة الدكتورة مريم بنت علي بن ناصر المسند، وزير الدولة للتعاون الدولي، شاركت في الاجتماع الوزاري الطارئ لمجلس الأمن حول الحالة في الشرق الأوسط بما فيها قضية فلسطين، والاجتماع السنوي للشركاء الرئيسيين الداعمين لوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأدنى "الأونروا"، والاجتماع الوزاري بشأن الجهود المشتركة لتهدئة الوضع في السودان، وتوقيع خطاب النوايا في مجال المساعدات الإنسانية والتنمية بين وزارة الخارجية والوزارة الاتحادية للشؤون الخارجية في الاتحاد السويسري، والاجتماع الوزاري السنوي لوزراء خارجية الدول الأقل نموا.
وأضاف أن سعادة الدكتور محمد بن عبدالعزيز بن صالح الخليفي، وزير الدولة بوزارة الخارجية، قد شارك في الاجتماع الوزاري الأول لمجموعة الاتصال التابعة لمنظمة التعاون الإسلامي بشأن أفغانستان، وفي اجتماع التحالف العالمي لتنفيذ حل الدولتين، وبفعالية حول تعزيز الجهود الإنسانية في شرق جمهورية الكونغو الديمقراطية ومنطقة البحيرات العظمى، والاجتماع الوزاري للجنة الاتصال المخصصة لتنسيق المساعدة الدولية للفلسطينيين، والاجتماع الوزاري للجنة بناء السلام للعام 2025، والاجتماع الوزاري الثامن عشر لمجموعة الحوكمة العالمية.
كما ذكر الأنصاري أنه عقدت في الدوحة يوم أمس الاثنين، الجولة الثالثة من المشاورات السياسية بين وزارتي الخارجية في دولة قطر ورومانيا، حيث ترأس الجانب القطري، سعادة الدكتور أحمد بن حسن الحمادي، الأمين العام لوزارة الخارجية، فيما ترأس الجانب الروماني، سعادة السيدة كلارا ستايكو وزيرة الدولة للشؤون الأوروبية والشرق الأوسط وأفريقيا في رومانيا.
