"متحدث الخارجية": قطر ملتزمة بالدفع لإنجاح المفاوضات حول خطة الرئيس الأمريكي

07/10/2025 الساعة 19:03 (بتوقيت الدوحة)
الدكتور ماجد بن محمد الأنصاري
الدكتور ماجد بن محمد الأنصاري
ع
ع
وضع القراءة

أكد الدكتور ماجد بن محمد الأنصاري مستشار رئيس مجلس الوزراء المتحدث الرسمي لوزارة الخارجية، أن دولة قطر ملتزمة بالدفع لإنجاح المفاوضات الجارية في شرم الشيخ بجمهورية مصر العربية حول خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب والوصول إلى وقف كامل لإطلاق النار في قطاع غزة، ونهاية لهذه الحرب المأساوية.

وقال الدكتور الأنصاري في الإحاطة الأسبوعية لوزارة الخارجية، إن مفاوضات شرم الشيخ تركز حاليا على التعرف بشكل أساسي على العراقيل التي تعوق تطبيق خطة ترامب والوقوف على تفاصيل التطبيق العملي للخطة سواء من ناحية القوة الدولية في غزة أو من ناحية تسليم الرهائن وتبادل الأسرى وغيرها من الأمور مثل دخول المساعدات للقطاع.

د.ماجد الأنصاري: خطة الرئيس ترامب تتكون من 20 نقطة تقريبا وتحتاج إلى تفسيرات تطبيقية على الأرض

وأضاف أن جميع الأطراف تدعم الخطة بقوة بهدف الوصول إلى توافق، ولكن هناك الكثير من التفاصيل للوقوف عندها، حيث إن خطة الرئيس ترامب تتكون من 20 نقطة تقريبا وتحتاج إلى تفسيرات تطبيقية على الأرض وهو ما يحتاج طبعا إلى تواصل مع جميع الأطراف.

وأشار إلى أن جميع الأطراف حاليا موجودة في شرم الشيخ، بمن فيهم الوفد القطري المفاوض، وذلك بهدف الوصول بشكل أساسي إلى توافق حول النقاط المذكورة في الخطة، منوها بأن الوقت الحالي ليس مناسبا وليس من الواقعي الحديث عن العراقيل التي تعيق تنفيذ الخطة.

ونبه إلى أن مسألة الوقف الفوري لإطلاق النار من الجانب الإسرائيلي أمر يتعلق بالحكومة الإسرائيلية التي كان من المفترض أن تتوقف فعلا عن إطلاق النار بعد أن قالت إنها تلتزم بخطة ترامب، ولكن الحراك العسكري على أرض الواقع يكذب ذلك.

قطر كوسيط في هذه المفاوضات تحافظ على الحياد الشعوري تجاه المفاوضات

وعن مدى التفاؤل بنجاح المفاوضات الحالية في شرم الشيخ، قال الدكتور ماجد الأنصاري إن دولة قطر كوسيط في هذه المفاوضات تحافظ على الحياد الشعوري تجاه المفاوضات مع وجود دفع كبير جدا وإيمان كبير للوصول لنهاية هذه المأساة.

وأضاف: "المفاوضات جارية الآن ونحن ملتزمون بهذه الخطة وملتزمون بالوصول لنهاية لهذه ال الحرب، وأن ندفع بانسحاب إسرائيلي وبوجود دولي داعم للأشقاء في قطاع غزة وبإدخال أكبر قدر ممكن من المساعدات لتعويض النقص الحاد الذي يصل إلى درجة المجاعة في القطاع ونحن متلزمون بذلك كدول عربية وإسلامية".

وأشار إلى أن خطة ترامب التي عرضت في نيويورك خضعت بلا شك لتعديلات من طرف إسرائيل ثم ملاحظات من طرف دولة قطر "الوسيط"، حيث هناك بعض الملاحظات التي أخذ بها والبعض لم يؤخذ به، موضحا أن قطر كدولة منخرطة في أكثر من عشر وساطات، حاليا، فهي تعلم أن أي خطة للوصول لأي اتفاق في أي من الأزمات لن تكون هي ما يريده أحد الطرفين بالكامل، وبالتالي من المتوقع أن تكون هناك نقاط غير مقبولة لكلا الطرفين.

وأعرب عن تقديره للالتزام الأمريكي تجاه خطة ترامب، وقال: "نحن جميعا الآن ندفع في إطار إنهاء هذه الحرب بأي شكل ممكن، هذه الحرب كارثية وهي أكبر مجزرة بحق المدنيين في التاريخ المعاصر ومنذ الحرب العالمية الثانية، ونريد أن نوقف ليس فقط نزيف الدم، ولكن حالة المجاعة التي لا يمكن أن يقبلها أي إنسان سوي".

وأكد أن المفاوضات الجارية حاليا تحتاج إلى لغة وتفاهمات سياسية تضمن التزام جميع الأطراف بتطبيق الخطة، ولذلك يتم العمل حاليا عن قرب مع الطرف الأمريكي عبر الوفود الموجودة الآن في شرم الشيخ، للوصول إلى توافق يضمن أن تطبيق هذه الخطة لن يكون مؤقتا وإنما ممتدا إلى ما بعد المرحلة الأولى.

التركيز حاليا على تحويل خطة الرئيس ترامب إلى خطة عملية وأن يتم التوصل إلى توافقات عملية

وأوضح أن التركيز حاليا على تحويل خطة الرئيس ترامب إلى خطة عملية وأن يتم التوصل إلى توافقات عملية تضمن أن الخطوات تسير تباعا في التطبيق، وأن لا يكون هناك عقبات في التطبيق قد تعطي فرصة للاحتلال الإسرائيلي أن يعاود عدوانه على قطاع غزة.

ولفت الدكتور الأنصاري في معرض رده على أسئلة الصحفيين إلى أن مشاركة الوفد القطري في مفاوضات شرم الشيخ تأتي استمرارا للجهود القطرية منذ اليوم الأول باعتبار أن دولة قطر بالشراكة مع جمهورية مصر العربية والولايات المتحدة الأمريكية، قادت هذه الوساطة منذ قرابة العامين.

وعن ضمانات تنفيذ الخطة، شدد الدكتور ماجد بن محمد الأنصاري مستشار رئيس مجلس الوزراء المتحدث الرسمي لوزارة الخارجية على أن الضمان هنا يكمن في وجود خطة سريعة التطبيق عمليا وتكون محل اتفاق من جميع الأطراف، وبالطبع مع وجود ضمانات من قبل الولايات المتحدة الأمريكية والأطراف الأخرى المنخرطة في هذا الموضوع، مبينا أن الوقت حاليا مبكر للحديث عن بدائل أخرى.

وقال: "الأطراف جميعا وافقت على هذه الخطة وبالتالي ليس هناك الآن حواجز من حيث الموافقة على الـ20 نقطة التي وردت في خطة الرئيس ترامب، بل إن العقبات الآن تكمن في التطبيق العملي الذي يجب التركيز فيه على ضمان أن يكون التطبيق سريعا بما يضمن دخولا دوليا ووجودا دوليا على الأرض في قطاع غزة وأن لا تكون هناك فراغات زمنية تؤدي إلى انتكاس الوضع في القطاع".

قطر كانت ولا تزال وستظل ملتزمة بالقيام بكل ما يلزم لرفع معاناة الأشقاء في قطاع غزة

وحول الدور القطري المنتظر بعد الوصول للاتفاق على الخطة، أكد الدكتور الأنصاري أن دولة قطر كانت ولا تزال وستظل ملتزمة بالقيام بكل ما يلزم لرفع معاناة الأشقاء في قطاع غزة من خلال كل السبل الممكنة، مشيرا إلى أن المفاوضات التي تجري في شرم الشيخ يتضمن جزء منها التعرف على هذه الأدوار، و"بالتالي ربما يكون من المبكر الآن تحديد هذه الأدوار شكلا ومضمونا، ولكنها بلا شك ستكون كل ما يمكن لقطر أن تفعله في إطار رفع المعاناة في قطاع غزة وضمان نجاح الاتفاق".

وعن مكان الإعلان عن وقف إطلاق النار في قطاع غزة، أشار الدكتور الأنصاري إلى أن المهم في الأساس هو الإعلان عن بدء وقف إطلاق النار وتوقف الحرب بغض النظر عن العاصمة التي ستعلن منها هذه المعلومة وقال "نحن غير معنيين حقيقة بالعاصمة التي سيتم الإعلان منها عن وقف الحرب، بل نحن معنيون بالأشقاء في قطاع غزة وتوقف الحرب هناك".

كما جدد دعم دولة قطر لمبادرة مصر تنظيم مؤتمر عالمي لإعادة الإعمار في قطاع غزة، وقال "دعمت قطر هذه المبادرة منذ أعلنت عنها مصر وسنكون بلا شك منخرطين فيها".

وجود مكتب "حماس" في الدوحة كان جزءا من إدارة الوساطة التي قادتها قطر منذ 2006

وفي رده على سؤال حول مستقبل أعضاء المكتب السياسي لحركة "حماس"، قال الدكتور الأنصاري إن الحديث عن مستقبل المكتب حاليا مبكر بشكله وتوصيفه، موضحا أن وجود مكتب حركة "حماس" في الدوحة كان جزءا من إدارة الوساطة التي قادتها دولة قطر منذ عام 2006 وإلى هذا اليوم وبالتالي "فإن هذا الارتباط بوجود المفاوضات، وإنه طالما كانت هناك حاجة لقناة تواصل، فهناك حاجة لوجود هذا المكتب في الدوحة".

وبخصوص ما تضمنته المقترحات بشكل إدارة قطاع غزة بعد وقف الحرب، أوضح الدكتور الأنصاري أن المفاوضات التي تجري حاليا في شرم الشيخ يتعلق جزء كبير منها بهذا الأمر، وبالتالي الأطراف الآن تعرض وجهات نظرها وتوصيفها وفهمها لما ورد في الخطة من عملية تسيير القطاع.

وأكد أن دولة قطر تؤمن دائما بأن مستقبل قطاع غزة والمستقبل الفلسطيني يجب أن يكون بأيدي الفلسطينيين.

وقال إنه في المرحلة المقبلة، خاصة فيما يتعلق بإعادة الإعمار فهناك حاجة إلى دعم دولي على المستويين الأمني والاقتصادي، وحتى على المستوى الإداري، مشددا على أن "المسألة التي لا تحتمل القسمة على اثنين هي أن الشأن الفلسطيني هو شأن فلسطيني أولا وأخيرا وأن مستقبل الشعب الفلسطيني يجب أن يكون بأيد فلسطينية".

ومن جهة أخرى، تحدث الدكتور الأنصاري عن اجتماع المجلس الوزاري المشترك الـ29 بين مجلس التعاون لدول الخليج العربية والاتحاد الأوروبي وقال إن مثل هذه الاجتماعات بين الكتلتين الخليجية والأوروبية تمثل أهمية بالغة في عالم متقلب ولذلك التنسيق حول مختلف القضايا الدولية وعلى رأسها مجريات الأوضاع في قطاع غزة وفي مختلف دول المنطقة التي تتعرض لصراعات مختلفة أو أزمات من أنواع مختلفة.

وأضاف: "نقدر الشراكة مع الاتحاد الأوروبي والمواقف الإيجابية والتي شملت الاعتراف بدولة فلسطين من قبل بعض الدول الأوروبية خلال اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة الأخيرة في نيويورك".

وكان الدكتور ماجد الأنصاري قد استعرض في بداية الإحاطة الإعلامية ملخصا لأنشطة معالي الشيخ محمد بن عبدالرحمن بن جاسم آل ثاني رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية، ومنها محادثته مع سعادة السيد هاكان فيدان وزير خارجية الجمهورية التركية الشقيقة فيما يتعلق بتطورات الأوضاع في المنطقة، لا سيما في قطاع غزة والأراضي الفلسطينية المحتلة، والترتيبات لعقد المفاوضات في ضوء مقترح فخامة الرئيس دونالد ترامب رئيس الولايات المتحدة الأمريكية لإنهاء الحرب على غزة، واستقبال معاليه لسعادة السيد أسعد الشيباني، وزير الخارجية والمغتربين بالجمهورية العربية السورية الشقيقة، حيث جدد معاليه خلال اللقاء موقف دولة قطر الداعم لوحدة سوريا وسيادتها واستقلالها وتحقيق تطلعات شعبها الشقيق في العيش الكريم ودعم دولة قطر لجهود إعادة الإعمار والبناء والاستقرار في سوريا، وكذلك استقبال معاليه لسعادة السيد يوهان فاديفول وزير الخارجية بجمهورية ألمانيا الاتحادية، حيث أكد له معاليه أهمية تكثيف الجهود الإقليمية والدولية لخفض التصعيد في المنطقة عبر الحوار وسبل الدبلوماسية فضلا عن استقباله اليوم لسعادة السيد بيوش غويال وزير التجارة والصناعة بجمهورية الهند، حيث تمت مناقشة أهمية تطوير العلاقات الثنائية خاصة في المجالات الاقتصادية والتجارية.

كما تحدث الدكتور ماجد الأنصاري عن مشاركة دولة قطر في الاجتماع الوزاري الخليجي الأوروبي في الكويت والاجتماعات التي أجراها سعادة السيد سلطان بن سعد المريخي وزير الدولة للشؤون الخارجية الذي ترأس وفد دولة قطر في الاجتماع الوزاري.

واستعرض أيضا الاجتماعات التي أجراها مسؤولو وزارة الخارجية، ومنها اجتماع سعادة الدكتور محمد بن عبدالعزيز بن صالح الخليفي وزير الدولة بوزارة الخارجية مع سعادة السيد دييغو مارتينيز بيليو وزير الدولة للشؤون الخارجية والعالمية بمملكة إسبانيا، فضلا عن انعقاد الجولة الثانية من المشاورات السياسية بين وزارتي الخارجية في قطر والجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية الشقيقة، التي عقدت في الجزائر وترأس وفد دولة قطر فيها سعادة الدكتور أحمد بن حسن الحمادي الأمين العام لوزارة الخارجية.

المصادر

جميع الحقوق محفوظة لمرسال قطر 2025

atyaf company logo