أطلقت جامعة قطر اليوم، النسخة الثانية من الهاكاثون الصحي 2025، كمبادرة وطنية رائدة في مجال الابتكار الصحي الرقمي، وذلك بالتعاون مع مجلس قطر للبحوث والتطوير والابتكار وبنك قطر للتنمية، وبمشاركة نخبة من الشركاء الاستراتيجيين في مجالي الصحة والتكنولوجيا.
ويأتي تنظيم هذا الحدث تجسيدا لالتزام جامعة قطر الراسخ بدعم منظومة الابتكار الوطنية، وتعزيز التكامل بين البحث العلمي وريادة الأعمال والتكنولوجيا الحديثة، في إطار رؤيتها الطموحة نحو بناء اقتصاد وطني قائم على المعرفة.
خدمة المجتمع
ويقام الهاكاثون هذا العام تحت شعار "نحو تحول صحي يصنع مستقبلنا"، ليعبر عن رؤية جامعة قطر في تمكين الإنسان من خلال المعرفة والتكنولوجيا، وتوظيف البحث العلمي في خدمة المجتمع والارتقاء بجودة الحياة، ويعد "الهاكاثون الصحي" الأكبر من نوعه في قطر من حيث حجم المشاركة وتنوع التخصصات، إذ يجمع أكثر من 200 مبتكر وباحث ومهني من مجالات الطب والهندسة والتقنية وريادة الأعمال، يعملون سويا لتطوير حلول رقمية نوعية في ستة مسارات رئيسية تشمل: الذكاء الاصطناعي في الرعاية الصحية، الطب الشخصي والتشخيص المتقدم، المستشفيات الذكية والأتمتة، الرعاية الصحية المستدامة، الأجهزة القابلة للارتداء والصحة الرقمية، والصحة النفسية والرعاية الوقائية.
وفي هذه المناسبة، أكدت الدكتورة أسماء آل ثاني نائب رئيس جامعة قطر للعلوم الصحية والطبية، أن هذه المبادرة تعد نموذجا وطنيا رائدا لترجمة البحث العلمي إلى أثر مجتمعي ملموس، معتبرة أن الهاكاثون الصحي 2025 يمثل أحد المشاريع الوطنية التي تجسد التزام جامعة قطر بتحويل المعرفة إلى حلول عملية تخدم المجتمع، وتعزز تكامل البحث العلمي مع ريادة الأعمال والتكنولوجيا، وأشارت إلى أنه من خلال هذه المنصة، يتم العمل على بناء القدرات الوطنية وتمكين جيل جديد من المبتكرين القادرين على قيادة التحول الرقمي في قطاع الصحة داخل قطر وخارجها.
وأضافت أن الجامعة تسعى من خلال هذا المشروع إلى إطلاق طاقات الشباب المبدع وتوفير بيئة محفزة تجمع الأكاديميين والممارسين من مختلف القطاعات لتبادل المعرفة والخبرات، بهدف تحويل الأفكار إلى منتجات تكنولوجية قابلة للتطبيق تسهم في تحسين جودة الحياة وتحقيق التنمية المستدامة في المجال الصحي.
منصة وطنية
من جانبها، أوضحت الدكتورة خلود عبدالله رئيسة الهاكاثون الصحي، أن رؤية النسخة الأولى من الهاكاثون الصحي في عام 2024، كانت مصرة على صناعة منصة وطنية تحتضن العقول القطرية المبدعة وتمنحها المساحة لتقود التغيير في قطاع الرعاية الصحية، معتبرة أن النسخة الثانية من هذه المنصة تشكل حركة وطنية متكاملة تجسد طموح جامعة قطر في أن تكون في قلب منظومة الابتكار الصحي الرقمي في الدولة.
وبينت أن الهاكوث الصحي 2025 ليس فعالية عابرة، بل هو استثمار في الإنسان، في فكر الشباب وشغفهم، وفي قدرتهم على تحويل التحديات إلى حلول تحدث أثرا حقيقيا في حياة الناس، وما يميز هذه النسخة هو اتساع دائرة المشاركة والتعاون المؤسسي، ودخول شركاء جدد يؤمنون بأن مستقبل الصحة في قطر يجب أن يبنى على الإبداع والمعرفة والتكنولوجيا.
وينفذ الهاكاثون على ثلاث مراحل رئيسية: المرحلة الأولى تتمثل في الإطلاق الرسمي للمبادرة وفتح باب التسجيل في 19 أكتوبر 2025، المرحلة الثانية تتمثل في الورش المكثفة من 27 إلى 29 نوفمبر 2025 في جامعة قطر، بمشاركة الفرق المتأهلة وخبراء وموجهين في مجالات التقنية والطب وريادة الأعمال.
أما المرحلة الثالثة فتتمثل في الحفل الختامي في 10 ديسمبر 2025، ضمن فعاليات قمة العالم للذكاء الاصطناعي في الدوحة، حيث ستعرض مشاريع أفضل عشرة فرق أمام لجنة تحكيم وطنية ودولية، وسيتم تكريم أفضل ثلاثة فرق في كل من مساري الهاكاثون: "الشرارة" و"الانطلاقة".
جوائز مالية
ويركز مسار "الشرارة" على الأفكار الابتكارية في مراحلها الأولى، بينما يعنى مسار "الانطلاقة بالمشروعات الجاهزة للتحقق والتطبيق العملي، مع توفير الإرشاد والدعم الفني والتجاري لكلا الفئتين.
وسيحظى الفائزون بفرصة الحصول على جوائز مالية وبرامج احتضان وإرشاد لمدة ستة أشهر، إضافة إلى دعم فني واستشاري متخصص من مؤسسات وطنية تعنى بالابتكار وريادة الأعمال.
ويهدف المشروع إلى تعزيز منظومة الابتكار الوطني من خلال التكامل بين جامعة قطر ومجلس قطر للبحوث والتطوير والابتكار وبنك قطر للتنمية، لتشكيل نظام متكامل يربط الأكاديمية بالصناعة والقطاع الحكومي، بما يعزز مكانة قطر كمركز رائد في الابتكار الصحي الرقمي على المستويين الإقليمي والعالمي.
ويعد الهاكاثون الصحي 2025 أحد المشاريع الاستراتيجية لجامعة قطر ضمن خطتها لتعزيز نقل المعرفة وبناء القدرات الوطنية، ودعم التحول نحو اقتصاد رقمي مستدام، كما يمثل المنصة الوطنية الأبرز لعرض الطاقات والمواهب القطرية خلال قمة العالم للذكاء الاصطناعي، بما يرسخ مكانة قطر كمركز عالمي للابتكار في التقنيات الصحية.
