أكد سعادة السيد لوك بهادور ثابا رئيس المجلس الاقتصادي والاجتماعي التابع للأمم المتحدة أن العالم يتطلع عبر "إعلان الدوحة"، الذي سيصدر عن مؤتمر القمة الثاني للتنمية الاجتماعية في قطر، إلى المستقبل من خلال تعزيز التنمية الاجتماعية، مشيرا إلى أن الإعلان تمخض عن مفاوضات دولية شاملة ومهمة.
ولفت سعادته، لدى مخاطبته الجلسة الافتتاحية للمؤتمر اليوم بمركز قطر الوطني للمؤتمرات، إلى أن العالم يشهد منذ 30 عاما الكثير من التقدم الاجتماعي والاقتصادي، حيث أصبحت الشعوب أكثر صحة وتعليما وتواصلا واتصالا، لكنه نبه في الوقت نفسه إلى أن أشواطا أخرى لا تزال بعيدة المنال لتحقيق أهداف التنمية المستدامة، والتي قال إنه لم يتحقق منها إلا خمسة أهداف فقط، وبنسبة 35 في المئة.
تقدم ملموس
وشدد على أن المجلس الاقتصادي والاجتماعي سيواصل العمل مع الدول الأعضاء والمنظومة الأممية والشركاء من أجل ضمان أن يترجم "إعلان الدوحة" إلى تقدم ملموس في حياة البشر، قائلا: "دعونا نمضي قدما من أجل الوحدة والعزم على بناء المجتمعات التي تقوم على الكرامة والمساواة في الفرص والدمج للجميع".
لوك بهادور ثابا: الحكومات لا تدخر وسعا من أجل تحقيق أهداف التنمية الاجتماعية الأممية
وأشار إلى أن الحكومات لا تدخر وسعا من أجل تحقيق أهداف التنمية الاجتماعية الأممية، في وقت تتضاءل فيه الفرص وتضمحل لأجل الوفاء بهذه الأهداف.
وأوضح سعادته أن "إعلان الدوحة السياسي" يأتي ليؤكد على مدى الحاجة الملحة لتعزيز البعد الاجتماعي في التنمية الاجتماعية، والدعوة إلى اتخاذ كل الإجراءات اللازمة لبلوغ تلك الأهداف، خصوصا ما يتعلق بمواضيع رئيسية تشمل القضاء على الفقر وتعزيز العمالة الكاملة والمنتجة، وتوفير فرص العمل اللائق للجميع، وتحقيق الاندماج الاجتماعي.
فقر مدقع
وأوضح أن أكثر من 800 مليون شخص حول العالم ما زالوا يعيشون في حالة فقر مدقع، فضلا عن أن المليارات منهم يعيشون قرب خط الفقر، وغير ذلك من الخسائر ومنها خسارة الوظائف، الأمر الذي يؤدي إلى وقوع الكثير من الناس في براثن الفقر بعد أن كانوا على مشارفه فقط، مبينا أن 80% من العاملين في أفريقيا و70% منهم أيضا في آسيا يعانون من ذلك كله.
ولفت في هذا الخصوص إلى أن الثروة باتت في يد أفراد محدودين، وأن 5% فقط من السكان يعيشون حياة أفضل، وأن ملياري شخص حول العالم لا يحظون بتغطية وشبكة أمان اجتماعية، ما يسلبهم كرامتهم ويجعلهم مرضى في مهب الأزمات، وهو ما ينال ويضعف الثقة في المؤسسات الحكومية، لافتا إلى أن كل ذلك يأتي مشفوعا بالمعلومات المضللة أو بغيابها أيضا.
تحقيق أهداف التنمية الاجتماعية يأتي في صلب ولاية المجلس الاقتصادي والاجتماعي للأمم المتحدة
وشدد على أن تحقيق أهداف التنمية الاجتماعية يأتي في صلب ولاية المجلس الاقتصادي والاجتماعي للأمم المتحدة، وضمن التزاماته بحماية هذه الأهداف والعمل على تحقيقها، مؤكدا أن الجمعية العامة للأمم المتحدة ومنظومة المجلس يعملان في هذا الإطار لترجمة الالتزامات لأفعال ملموسة.
حماية كرامة الأفراد
وأكد مجددا أن المجلس سيواصل العمل مع المنظومة الأممية لضمان ترجمة "إعلان الدوحة" إلى تقدم ملموس والمضي قدما مسترشدا بهذا الإعلان لتعزيز المجتمعات وصيانة وحماية كرامة الأفراد.
وأوضح أن الجمعية العامة ومنظومة المجلس والأطراف المعنية سيعملون على ترجمة كل الالتزامات إلى أعمال ملموسة وانتهاز الفرص من أجل التواصل والترابط بين السياسات المختلفة ذات الصلة بالتنمية الاجتماعية وبناء القدرات والصمود المناخي، والدمج الرقمي ودمج الشباب مع التركيز على التعليم والعمل اللائق والدمج الاجتماعي وغير ذلك، مما يسترشد به المجلس في عمله على المستويات المحلية والوطنية والإقليمية والحكومية والأممية، مستندا في ذلك إلى البراهين والأدلة، ما يعد مجالا للتواصل بين الأطراف المعنية وأصحاب المصلحة بما في ذلك ذوو الإعاقة.
واعتبر سعادته الذكرى الـ80 لإنشاء المجلس فرصة لإعادة النظر في قيمه، وضرورة تجديد العزم بها وبالعمل المشترك لحماية كرامة كل فرد.
