استضاف منتدى الدوحة حلقة نقاشية رفيعة المستوى ضمن أعمال مؤتمر القمة العالمي الثاني للتنمية الاجتماعية بالدوحة، لمناقشة سبل تحويل مبادئ العدالة إلى ممارسات عملية تعزز الإنصاف والمساءلة والشمول في أنظمة الحوكمة العالمية.
وعقدت الجلسة تحت عنوان "ترسيخ العدالة: من الوعود إلى الواقع الملموس"، مجسدة الأهداف الجوهرية للقمة والمتمثلة في القضاء على الفقر، وضمان العمالة الكاملة والمنتجة للجميع، وتعزيز الإدماج الاجتماعي.
واستندت الجلسة إلى الرؤى الواردة في "تقرير مستقبل التعاون الدولي 2025"، الذي أصدره منتدى الدوحة بالتعاون مع مركز ستيمسون والمعهد العالمي للدراسات الاستراتيجية بجامعة حمد بن خليفة، حيث ناقش المشاركون الجهود المشتركة لسد فجوة العدالة العالمية عبر أبعادها السياسية والاجتماعية والاقتصادية والبيئية.
إصلاحات مؤسسية
كما تطرق النقاش إلى الإصلاحات المؤسسية والسياسية المبتكرة التي تهدف إلى ترسيخ مبادئ العدالة والشمول والمساءلة على المستوى العالمي، بما يعزز التفاعل بين البحث الأكاديمي وصنع السياسات الدولية.
أدارت الجلسة السيدة سيلفي معلوف، مدير البرامج بمركز السياسات في مؤسسة قطر، وشارك فيها نخبة من الخبراء وقادة الفكر العالميين، من أبرزهم، الدكتور ريتشارد بونزيو، مدير البرنامج العالمي للحوكمة والعدالة والأمن بمركز ستيمسون والمدير المشارك لشبكة الابتكار في الحوكمة العالمية التابعة للمركز، والسيدة إقرا أحمد خطاك، الباحثة في تقرير مستقبل التعاون الدولي 2025 بجامعة حمد بن خليفة، والسيدة داوية شلالي، مديرة مشروع "الأجيال القادمة" وممارس الاستشراف بمركز أبحاث السياسات بجامعة الأمم المتحدة، والسيد حسن ناصر، المبعوث الخاص للشؤون متعددة الأطراف بمنظمة التعاون الرقمي.
مها الكواري: العدالة تمثل حجر الزاوية في الحكم الرشيد والمجتمعات الشاملة
وخلال الجلسة، أكدت السيدة مها الكواري، مدير عام منتدى الدوحة، أهمية تعزيز التعاون الدولي لترسيخ العدالة والمساءلة، مشيرة إلى أن العدالة تمثل حجر الزاوية في الحكم الرشيد والمجتمعات الشاملة.
وقالت الكواري "تتمثل مهمتنا اليوم في تحويل الحوار إلى قرارات، والبحث إلى نتائج ملموسة. ويعمل منتدى الدوحة على سد هذه الفجوة من خلال توحيد الشركاء العالميين الملتزمين بترجمة التعاون إلى تقدم قابل للقياس".
بريان فينلي: نفخر بالعمل مع الشركاء لتحقيق نتائج واقعية تسهم في خدمة المجتمعات
من جانبه، أشار السيد بريان فينلي، الرئيس والمدير التنفيذي لمركز ستيمسون، إلى أن التقرير يمثل إطارا عمليا لإعادة تصور الحوكمة الدولية بما يضمن أن تخدم المؤسسات الشعوب كافة بعدالة وإنصاف، قائلا "يفخر مركز ستيمسون بالعمل مع شركائه حول العالم لضمان أن يثمر التعاون العالمي عن نتائج واقعية تسهم في خدمة المجتمعات الأكثر احتياجا".
تعاون شامل
وتجسد مشاركة منتدى الدوحة في هذه القمة العالمية التزامه الراسخ بربط البحث العلمي بالسياسات العامة، وتعزيز التعاون الشامل بين الشركاء الدوليين من أجل بناء أنظمة حكم أكثر عدلا واستدامة.
ويواصل المنتدى من خلال مبادراته ومشاركاته الدولية مساعيه إلى تجسير الفجوة بين الرؤى النظرية والتنفيذ العملي في قضايا الحوكمة والعدالة الاجتماعية، تأكيدا على دوره كمحور رئيسي في دعم الحوار العالمي البناء.
وفي سياق متصل، أعلن المنتدى أن النسخة الثالثة والعشرين من منتدى الدوحة ستعقد في العاصمة القطرية خلال الفترة من 6 إلى 7 ديسمبر 2025، تحت الشعار ذاته "ترسيخ العدالة: من الوعود إلى الواقع الملموس"، لتكون امتدادا عمليا للنقاشات والمخرجات التي شهدها مؤتمر القمة العالمي الثاني للتنمية الاجتماعية، ومواصلة لمسيرة المنتدى في دعم العدالة والتعاون الدولي وتطوير الحوكمة الشاملة.
