أعلنت هيئة تنظيم الاتصالات عن إطلاق المنصة الوطنية لتجارب الجيل السادس في دولة قطر، وذلك بالتزامن مع فعاليات مؤتمرMWC25 الدوحة.
ويشكل الاعلان خطوة محطة رئيسية في مسيرة دولة قطر نحو تعزيز الابتكار وتسريع تبني تكنولوجيا الاتصالات من الجيل القادم.
وثيقة "اتفاقية نوايا"
وفي هذا الإطار تم خلال فعاليات مؤتمر MWC توقيع وثيقة "اتفاقية نوايا" بين هيئة تنظيم الاتصالات وشركة أريد قطر وشركة فودافون قطر، لمشروع وطني مشترك لتجارب وتطوير التقنيات الناشئة الخاصة بالجيل السادس.
وقع الوثيقة كل من المهندس أحمد بن عبدالله المسلماني رئيس هيئة تنظيم الاتصالات، وسعادة الشيخ علي بن جبر بن محمد آل ثاني الرئيس التنفيذي لـ "أريد قطر"، وسعادة الشيخ حمد بن عبدالله بن جاسم آل ثاني الرئيس التنفيذي لشركة فودافون قطر.
ومن المقرر أن تشكل المنصة الوطنية لتجارب الجيل السادس بيئة وطنية متكاملة لاختبار واعتماد التقنيات اللاسلكية المتقدمة قبل طرحها تجاريا وستدعم التجارب على نطاقات التردد العالية، والشبكات المدعومة بالذكاء الاصطناعي، وتقنيات الاتصال بزمن استجابة فائق السرعة، والحوسبة الطرفية المتقدمة، إضافة إلى الجيل الجديد من إنترنت الأشياء (IoT 2.0).
كما أنه من المقرر أن تنطلق التجارب الأولية خلال وقت لاحق من العام الجاري في عدد من المناطق الذكية المختارة داخل الدولة، من بينها مدينة لوسيل والمدينة التعليمية.
وتأتي هذه المبادرة كجزء محوري من خارطة الطريق الوطنية لتطوير تقنيات الجيل السادس في دولة قطر، والتي تهدف إلى تعزيز ريادة الدولة في قطاع الاتصالات وتكنولوجيات المعلومات، ودفع عجلة التحول الرقمي. وتحدد خارطة الطريق نهجا تعاونيا يجمع هيئة تنظيم الاتصالات، ومقدمي خدمات الاتصالات، وموردي التكنولوجيا، والشركاء الأكاديميين للعمل معا على دعم الابتكار وتعزيز المنظومة الرقمية الوطنية.
أهمية استراتيجية
وقال المهندس أحمد بن عبدالله المسلماني رئيس هيئة تنظيم الاتصالات إن إطلاق المنصة الوطنية لتجارب الجيل السادس في دولة قطر يمثل خطوة ذات أهمية استراتيجية تسهم في تعزيز جاهزية الدولة للتقنيات المستقبلية، وتعكس الالتزام بتطوير قطاع الاتصالات بما يواكب المتغيرات العالمية المتسارعة.
وأضاف أن هذه المبادرة تهدف إلى إنشاء بيئة وطنية متكاملة لاختبار واعتماد التقنيات اللاسلكية المتقدمة، بما في ذلك الخصائص التقنية التي يتيحها الجيل السادس من حيث السرعات العالية وزمن الاستجابة المنخفض.
وأشار إلى أن من شأن هذه المنصة أن تدعم التطبيقات المتقدمة للذكاء الاصطناعي والحوسبة الطرفية وإنترنت الأشياء، وأن توفر ركائز مهمة لتعزيز الجهود الوطنية في مجال التحول الرقمي، وتهيئة فرص أوسع للابتكار والاستثمار، بما يخدم مختلف القطاعات بالدولة.
ولفت إلى أن توقيع اتفاقية النوايا الخاصة بالمشروع تؤكد حرص هيئة تنظيم الاتصالات على توثيق التعاون مع شركائها من الجهات الحكومية والمؤسسات الأكاديمية والشركات المتخصصة، بما يضمن تنفيذ هذه المبادرة وفق أعلى المعايير، ويسهم في تعزيز مكانة دولة قطر كمركز إقليمي للتطوير والابتكار في مجالات الاتصالات والتقنيات الحديثة.
تعاون مثمر
من جانبه قال سعادة الشيخ علي بن جبر بن محمد آل ثاني الرئيس التنفيذي لـ "أريد قطر" إن إطلاق منصة اختبار الجيل السادس (6G) في قطر خلال مؤتمر MWC الدوحة 2025 يوجه رسالة واضحة مفادها أن قطر قد بدأت بالفعل الاستعداد لما بعد الجيل الخامس.
وأضاف: "بالاستفادة من سجلنا الطويل في ريادة الشبكات السابقة لعصرها، سيساعدنا هذا التعاون مع هيئة تنظيم الاتصالات على وضع تصور جديد حول كيفية تضافر الاتصال والحوسبة السحابية والذكاء الاصطناعي والأجهزة المتقدمة معا في عالم متصل بالكامل، وبذلك ندعم على نحو مباشر الأجندة الرقمية الوطنية لدولة قطر، ونسرع مسيرة الدولة نحو اقتصاد أكثر شمولا واستدامة وتمكينا رقميا".
وأوضح "ستوجه المعلومات التي نكتسبها هنا استثماراتنا طويلة المدى، وتعزز مكانة قطر بوصفها مركزا إقليميا للتكنولوجيا، كما ستفتح آفاقا جديدة من الفرص للجيل القادم من المبتكرين ورواد الأعمال، وكما هو الحال دائما، نواصل التزامنا بتطوير البنية التحتية الرقمية في قطر، من خلال تقديم أحدث الابتكارات والتقنيات المتطورة التي تعزز اتصال الدولة واستعدادها لمواكبة المستقبل".
بدوره قال سعادة الشيخ حمد بن عبد الله بن جاسم آل ثاني الرئيس التنفيذي لشركة فودافون قطر إن الشركة تفخر بأن تكون جزءا من هذه الشراكة الوطنية الرائدة لإطلاق منصة قطر لتجارب تقنيات الجيل السادس.
وأضاف أن هذا التعاون المشترك يدعم أهداف رؤية قطر الوطنية 2030 ويجسد التزام الدولة الثابت بتطوير التقنيات الرقمية من الجيل التالي.
وأشار إلى أن فودافون قطر وبصفتها أحد الشركاء الرقميين الموثوقين محليا، تؤمن بأن تقنيات الجيل السادس ستفتح آفاقا جديدة في مجالات الاتصال الذكي، وخدمات التجوال المتقدمة، والتجارب الرقمية الفريدة، وستواصل الشركة التزامها بدعم وتبني الابتكارات التكنولوجية، والمساهمة الفاعلة في مسيرة التحول الرقمي في الدولة.
وبموجب هذه الوثيقة، ستتولى هيئة تنظيم الاتصالات الإشراف على الإطار التنظيمي وتخصيص الترددات اللازمة للتجارب، فيما ستتولى شركة أريد قطر وشركة فودافون قطر تنفيذ البنية التحتية التجريبية لمشروعات الجيل السادس وتقديم الخبرات الفنية اللازمة.
كما تفتح هذه المبادرة آفاقا واسعة للتعاون مع الشركاء التقنيين العالميين والمؤسسات البحثية والأكاديمية لتعزيز الابتكار وبناء القدرات الوطنية في مجالات الاتصالات المتقدمة.
