تفتتح مؤسسة قطر هذا الأسبوع "لوح وقلم: متحف مقبول فدا حسين"، وهو وجهة ثقافية جديدة تثري الساحة الفنية في البلاد، وتُعرّف الجمهور بأحد أبرز وأشهر أعمدة الفن الحديث في العالم: مقبول فدا حسين.
يفتح المتحف أبوابه للجمهور في 28 نوفمبر، ليقدّم مساحة ديناميكية تجمع بين الفن والمعرفة في قلب المدينة التعليمية، مركز الابتكار والاستكشاف. ويتجاوز هذا الصرح دوره التقليدي، إذ يرحّب بالعائلات والطلاب وعشاق الفن من قطر والعالم ليكونوا جزءًا من رحلة تعلم واستكشاف وتبادل معرفي.
جواهر المري: المتحف يعكس جوهر رسالة المدينة التعليمية
وبهذه المناسبة، قالت جواهر المري، مدير الاتصال والتواصل في مؤسسة قطر: "يعكس لوح وقلم: متحف مقبول فدا حسين" جوهر رسالة المدينة التعليمية، باعتبارها مكانًا يشجع على الاستكشاف، ويقوي الروابط المجتمعية، ويدعم التعلم المستمر. ومن خلال دمج أعمال مقبول فدا حسين في نسيج مجتمعنا، فإننا نُنشئ فضاءً شاملًا يجعل من الفن محركًا للحوار الثقافي والتبادل المعرفي".
وأضافت: "يسهم المتحف في ترسيخ مكانة قطر كمركز إقليمي وعالمي للثقافة والإبداع، ويفتح المجال أمام الجميع لاستكشاف أفكار ملهمة توحّد الآراء وتثير التساؤلات، ونحن نتطلع لاستقبال الزوّار من كافة شرائح المجتمع عند افتتاحه".
بدورها، قالت سيدة ديبا فاطمة، طالبة جامعية في سنتها الدراسية الأخيرة، وتدرس برنامج بكالوريوس الفنون الجميلة في التصميم الداخلي في جامعة فرجينيا كومنولث كلية فنون التصميم في قطر، إحدى الجامعات الدولية الشريكة لمؤسسة قطر: "يشكّل افتتاح "لوح وقلم: متحف مقبول فدا حسين" مصدر إلهام حقيقي. فهو يعزّز المشهد الثقافي في قطر من خلال تسليط الضوء على أحد أكثر فناني القرن العشرين تأثيرًا، ويفتح الأبواب أمام الفنانين والمصممين الشباب للتفكّر في العلاقة بين الفن والبعد المكاني والثقافة".
شمولية الثقافات
يعكس المتحف رسالة المدينة التعليمية المتمثلة في الشمولية والانفتاح على مختلف الثقافات، ويكمل ما تقدمه مؤسسة قطر من تجارب ثقافية، إلى جانب مدارسها وجامعاتها ومراكزها البحثية ومبادراتها المجتمعية. وهذا كله يهيئ بيئة مثالية للتعلم المشترك، حيث تُتيح للناس التعاون والتواصل مع بعضهم بطرق مُلهمة وغير تقليدية.
وفقًا لسيدة ديبا، "تزدهر المدينة التعليمية من خلال التعاون في مجالات التصميم والهندسة والعلوم والطب والفنون، فيما يقدّم المتحف الذي يستعرض الأعمال الفنية لأحد أعمدة الفن الحديث منصة ثقافية مفتوحة للجميع".
وأضافت: "يُشكّل المتحف فضاءً مشتركًا يمكّن الطلاب من التعلم والتفكّر واستلهام الأفكار. وبينما يدرس البعض منهم الهندسة المعمارية أو الذكاء الاصطناعي أو إدارة الأعمال أو التصميم، تفتح أعمال مقبول مجالات جديدة للحوار حول التاريخ والابتكار والهوية وفن رواية القصص. الأمر الذي سيحفّز المزيد من التعاون بين الجامعات ويعزز ورش العمل والمشاريع المشتركة والاستكشاف الثقافي".
يقع المتحف في مبنى مستوحى من أعمال مقبول فدا حسين، ومن تصميم المهندس المعماري مارتاند خوسلا، مقدمًا بذلك منظورًا فريدًا على الرؤية الإبداعية للفنان ونهجه متعدد المجالات. ويستطيع الزوار استكشاف إحدى أبرز أعمال الفنان الأخيرة، التي تستلهم موضوعاتها من الحضارة العربية والثقافة الإسلامية، إضافة إلى آخر إبداعاته "سيروا في الأرض" المعروضة الآن في "لوح وقلم: متحف مقبول فدا حسين".
ورش عمل وحوارات
إلى جانب المعروضات من اللوحات والأفلام والمنسوجات والصور الفوتوغرافية، يُنظّم المتحف ورشات عمل وحوارات وبرامج فنية ولقاءات متعددة المجالات، بما يرسّخ رسالة المدينة التعليمية في تقديم فرص متاحة وشاملة وقيّمة للجميع، ويعزّز مكانتها كبيئة حيوية ونابضة بالحياة.
وبهذا السياق، تقول سيدة ديبا: "لطالما ساهمت مؤسسة قطر وجامعة فرجينيا كومنولث كلية فنون التصميم في قطر في دعم المبدعين الشباب. فبفضل المرافق المتميزة، والإرشاد، والتدريب العملي، وإتاحة الوصول إلى المؤسسات الثقافية مثل هذا المتحف، تضمن مؤسسة قطر رعاية الفن وتقديره".
وتابعت: "بصفتي طالبة في جامعة فرجينيا كومنولث كلية فنون التصميم في قطر، أتيحت لي الفرصة للعمل على مشاريع واقعية، والالتقاء بالخبراء، والمشاركة في معارض وفعاليات قيادية، الأمر الذي يعزّز ثقتنا كطلاب ومسؤوليتنا كمصممين. وتوفر مؤسسة قطر للطلاب بيئة تعتبر فيها الفنون والثقافة والابتكار أُسسًا لمستقبل البلاد".
