تواصل فعاليات مهرجان كتارا للمحامل التقليدية

تتواصل فعاليات مهرجان كتارا للمحامل التقليدية في نسخته الخامسة عشرة، في الجهة الجنوبية من الحي الثقافي كتارا، حتى 18 ديسمبر المقبل، بمشاركة 12 دولة هي: قطر، سلطنة عمان، الكويت، المملكة العربية السعودية، البحرين، الإمارات العربية المتحدة، فلسطين، الهند، إيران، تنزانيا، العراق، والسودان التي تسجل مشاركتها الأولى في هذا الحدث التراثي الأبرز.

وتأتي المشاركة السودانية هذا العام إضافة نوعية للمهرجان، حيث يقدم جناحها الخاص عرضا غنيا يجمع بين صور إحدى المحميات الطبيعية المعترف بها دوليا وصناعات يدوية تراثية، تعكس مهارة الحرفيين السودانيين وخصوصية البيئة البحرية السودانية، إضافة إلى ركن للمأكولات الشعبية السودانية، في مشهد يجسد تنوع الثقافات وتكامل الروايات البحرية بين الشعوب.

وبهذه المناسبة، قال سعادة السيد بدرالدين عبدالله محمد أحمد، سفير جمهورية السودان لدى الدولة: نحن سعداء بهذا الحضور في أحد أهم المهرجانات التراثية في المنطقة.

وأكد أن مشاركة السودان لأول مرة في مهرجان كتارا للمحامل التقليدية تمثل جسرا جديدا للتواصل الثقافي بين الشعبين القطري والسوداني، وتفتح نافذة لتعزيز التعاون الثقافي والتبادل المعرفي مع أشقائنا في قطر، موضحا أن الجناح السوداني يعكس عمق تاريخنا وتنوّع بيئاتنا وثقافاتنا، ويلقي الضوء على جزء مهم من تراثنا البحري.

ومن جهتها، قالت السيدة آيات يوسف من المشرفين على الجناح السوداني: "إن مشاركتنا تجسد رسالة محبة وتراث وتواصل مع الأشقاء في قطر وكل الجنسيات المقيمة في هذا البلد الطيب"، وأوضحت أن فريق الجناح حرص على تقديم صورة شاملة للبيئة البحرية والتراث الشعبي السوداني.

وأضافت أن الجناح السوداني يعكس موروث البحر الأحمر في منطقة بورتسودان، من خلال عرض الأصداف والمقتنيات البحرية، إلى جانب الحرفيين الذين قدموا خصيصا من السودان للمشاركة في المهرجان، خصوصا في مجال صناعة الإكسسوارات البحرية، وأشارت إلى أن سكان بورتسودان معروفون بارتباطهم العميق بالبحر، سواء في حياتهم اليومية، أو حتى في استخداماته العلاجية، كما أن من بين الحرفيين المشاركين من يعملون في صناعة المحامل التقليدية.

وتتميز المشاركات في مهرجان كتارا للمحامل التقليدية بالتنوع والثراء، حيث يلفت جناح "مقتنيات تراثية قطرية" الأنظار بما يضمه من قطع نادرة تعكس تاريخ أهل البحر وحياة الآباء والأجداد، هذا الجناح يُعد محطة مهمة للزوار لاكتشاف أدوات الغوص وصناعة اللؤلؤ التي شكّلت جزءًا أصيلًا من التراث البحري القطري.

ويقدم المهرجان برنامجا حافلا بالعروض الشعبية والورش الحيّة، إلى جانب معروضات متخصصة لأدوات الملاحة وصناعة السفن الخشبية القديمة، مع تنظيم استعراضات للمحامل بأنواعها المختلفة باعتبارها رموزًا راسخة في ذاكرة الخليج وتراثه البحري العريق.

كما يشتمل على سلسلة واسعة من الأنشطة، تشمل مسابقات التجديف والصيد، ومعارض تراثية متخصصة، ومنافسات بحرية تُقام على شاطئ كتارا، إضافة إلى الأسواق الشعبية التي تحتفي بالحرف اليدوية الأصيلة، وتبرز مهارة الحرفيين من مختلف الدول المشاركة.